ظهر في الآونة الأخيرة ثقافة جديدة او هي بالاصح اسلوب جديد في الحصول على الثقافة وربما فضل البعض تسميته بالثقافة السندويجية وذلك بسبب بنية هذه الثقافة التي ترتكز على ضرورة كونها سريعة وقليلة المحتوى مما حدى بالبعض تشبيهها بالوجبات السريعة Take away.
يعد السبب الرئيسي في انتشار هذا النوع من الثقافة هو مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعتمد اسلوب اغراق الفرد في مجموعة واسعة من الصفحات التي تضخ كم هائل من المنشورات بالاضافة الى منشورات الاصدقاء مما يضيق الوقت على المستخدم كثيرا حتى انه يود لو يطول اليوم اكثر من 24 ساعة.
من مشاكل هذا الاسلوب الثقافي انه يقتل روح البحث بالتالي يقتل روح الابداع والانتاج ويؤثر على جودة العقل وقدرته على التنافس الحضاري وخصوصا عند الجيل الشاب الذي يستحق ان ننصب له مجالس العزاء ونعزي ذويه لانه اصبح ميت يسير على الارض فهو ازدواجي تبريري لديه اسلوب سطحي في التعامل مع الواقع استلهاما من الثقافة السطحية التي تغذى بها عقله الواعي اما عقله الباطن فقد تبرمج بصورة تجعله خادما مطيعا لامر سيده ينفذ ما يراد منه بدون اي اعتراض.
في المقابل تجد ان سيده ذهب ليعتني بنفسه فهو يبحث ويكتشف ويطور نفسه ويصنع الحضارات ويتفوق في المجالات العلمية كافة ويؤسس لروح البحث العميق والمعلومة التجريبية الموثقة وينتفع بمن اصبحوا حقلا لتجاربه حيث رضوا ان يأكلوا سندويجا وتركوا خلفهم الوليمة الدسمة.
-
كرار الربيعيمختص بالهندسة الصناعية والتنمية البشرية ومهتم بالفكر الانساني والاسلامي ودائم البحث عن الحقيقة