لحظات الحيرة
عن اللحظات التى لا تنتهى !
نشر في 01 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تتسارع الأفكار بداخل عقلى, تقاتل بعضها بعضا, يتسائل قلبى أيهما سينتصر فى النهاية, صوت شغفى وعشقى وبئر حماسى الذى لا ينضب أم يزئر يأسى بأعلى صوت له معلنا إنتصاره المدوى, لا يفتر فؤادى عن المحاولة وتجديد الحماس المستمر ولكن لبعض اللحظات ينهزم حماسى وتنهار طموحاتى, للحظة أفقد السيطرة على مشاعرى ويتملكنى اليأس والخوف, خوف من المستقبل, خوف من الفشل, خوف من الناس, خوف من المجتمع وعاداته وتقاليده " هل سيقبلنى ويقبل أفكارى وأرائى أم اُنبذ فى جزيرة نائية بلا أى فرصة للعودة غير أنهم سيتركوننى فى عالم بعيد وحدى, لا اجد فيه ميزة غير أن اُمارس رحلة تأملى وتفكرى بما اُريد", خوف من نفسى ومن إنكسارى, تدمع عيناى وينقبض قلبى, ليس خوفا من الفشل, "فأنا أعشق الفشل فهو خير معلم لى, هو مرئاتى الصادقة لأخطائى التى تساعدنى لإصلاح ذاتى" , أخاف من الركون والدعة, أخاف من أن تجرفنى أمواج الإحباط لداخل بحرها الواسع, تعلمت وما زلت أتعلم السباحة لأقدر على مواجهة تلك الأمواج العاتية ولكنى أخشى أن أذهب لمنطقة لا أعلمها.
أتسائل هل أمر وحدى بتلك الحالة والفشل, هل تلك اللحظات صحية أم أنها تعوقنى عن إنجاز أولوياتى؟, تذكرت مبتسما قول أحد الحكماء " أن جميع قصص النجاح تتفق على حبكة درامية واحدة, أن البطل لم يستسلم أبدا", تأتى على اوقات أفقد أهليتى, اعرف أهدافى وما اريد وما قد اُريد ان أشاهده على سبيل الترفيه ولكنى افقد المتعة لذالك, اُقلب بين ملفات الهارد دسك الخاص بى عن أى ملف يخرجنى من حالتى..(فديو , أغنية أو انشودة, أى شىء) فلا أجد غير كومديا هابطة مزيفة مصطنعة وأشهرهم الآن تياترو مصر الذى أكل عقول الغالبية بقفشاته التى تصدر البلاهة وثقل الدم وأن تكون سمجا, أفقد السيطرة على الوضع ولا اعرف ماذا أصنع! , افكر وافكر ثم افكر فلا أجد غير قلمى يتحدث عنى وينفث عما بداخلى.
أكثر ما يؤرقنى حين أفقد الشعور باللحظة ولا أستطيع فعل ماذا اُريد, أعرف أولوياتى وخططى البديلة جاهزة دائما ولكن أصعب ما أمر به حين أفقد شهيتى للتنفيذ, أكون منهكا كالسيارة التى استنفذت كل وقودها ولا تستطيع المواصلة "غير أن لديها إحتياطى من البنزين" , ما اُفكر به الآن هوه تزويد الإحتياطى الخاص بى, لحظات سعادتى, صورى الخاصة, لحظاتى التى لا تُنسى, مواقفى مع (أهلى, أصدقائى, إنتصاراتى, إنكساراتى), نعم إنكساراتى أيضا تكون وقودا لى, وقودا لتغير نفسى للأفضل , أصل لذالك عند تفكيرى فى ذكرياتى الجميلة وحالآتى بعد الفشل الذى حولته وقودا رائعا, تهاجمنى الأفكار السلبية فأفتح ملفات الصور أنظر غلى صورى ومراحل حياتى بين مؤتمر احضره وأعمال تطوعية كنت بها لرحلة ومغامرة خالصة ذهبت إليها , صورة مع الأهل ,الأصدقاء, صورة أخرى بلهاء أضحك فيها من القلب, أنسى الوجود وما به, فقظ أنا ولحظاتى الجميلة وإبتسامة صادقة تتملكنى وراحة نفسية أتمنى ألا تفارقنى.
لا اُنافس أحدا ولا اُريد أن اُصبح أفضل من أحد, فقط اُريد أن أكون أفضل من نفسى السابقة, اُطور من نفسى وانمى مهاراتى وأتعلم من أخطائى, اُرافق من يدفعنى للأمام ويحفزنى ويذكرنى بحلمى ويخبرنى أننى أستطيع تحققيه , أترك أرض الضحايا, المستعطفين المنتظرين الشفقة وكلمات العطف والنحيب على ما مر بهم, أضع كل هذا بإحتياطى قلبى وأعرف أنه لن يخذلنى, مهما خانتنى مشاعرى وصعبت على نفسى فبكت عيناى وانشق صدرى حزنا على ما امر به, سأظل صامدا غير مبالِ بأى شىء وسأقول لا, "لا لكل شخص يحقر من أحلامى وطموحاتى, لا لنفسى المتخاذلة التى تريد العيش فى منطقة الراحة, لا لك أيها المجتمع الموبوء الذى أخذت منى أكثر مما أعطيتنى, لم تصن حقوقى وخذلتنى, لا لكى يا حبيبتى إن كنتى لا تؤمنين بى وستقتلين طموحى" يكفينى أنى اُؤمن بنفسى وبقدراتى, سأجعل كل ما تقذفونه فى وجهى وقودا لى , أخذ منه الصالح وأستنشقه فأحيا واُكمل المسيرة فهو النقد البناء الذى سيساعدنى فى تطوير وإصلاح ذاتى, وألفظ دخان نقدكم الهدام وعاداتكم القبيحة وأفكاركم المسمومة وأقف عليها صانعا هرم مجدى, سأدع لكم الحديث والهراء وسأركز فقط على أهدافى, ولكى أيتها اللحظات الصعبة التى أمر بها بين الحين والأخر, أشكرك من أعماق قلبى, فلولاك ما أحسست بروعة النجاح ولا بجمال تلك اللحظات الصادقة السعيدة , فبدون الظمأ لن يكون للإرتواء أثر رائع وبدون الجوع لن نحس بروعة الشبع , فالحمد لله على نعمة تلك اللحظات , الحمد لله على نعمة الفشل, ولكنى أدعو الله من كل قلبى أن يرزقنى القوة أن أحول كل محنة أمر بها لمنحة أصنع بها بصمة تؤثر فى حياة من حولى وأن يرزقنى القوة لتغير ما أستطيع تغيره والصبر على ما لا أستطيع تغيره والحكمة لمعرفة الفرق بينهما.
-
أحمد عيد ناصفعاشق للقرأة والكتابة والأعمال التطوعية, أهتم بالتقنية,ريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات, اُحب مساعدة الأخرين واشتركت بالعديد من الأعمال التطوعية مثل فريق سفراء جوجل, انجاز مصر, IEEE و كنت قائد لجنة التنظيم بفريق ليدرز.