قبل أسابيع قليلة، كنت وصديقتي نتحدث عبر تطبيق «واتس آب» ونستعيد ذكرياتنا في الجامعة، نؤنس بعضنا البعض في وحشة الليل، ونقتل المسافات البعيدة.
حينها طلبت مني أن نلعب لعبة الأسئلة، وافقت وتأهبت لأي سؤال ظنًا مني أنها ستسألني أسئلة ربما تكون محرجة نوعًا ما.
لكن أسألتها كانت في غاية اللطف، والحب، شعرت في كل سؤال أنها تريد أن تعرف عني أكثر، حتى جاء السؤال الذي أرقني وظللت أفكر فيه مليًا.
سألتني: سارة من الذي أثر في حياتك وغيّرك إلى الأفضل ؟
حينها قلت بكل ثقة ورضا داخلي: كل شخص أعطاني فرصة ثانية في حياته غيرني للأفضل.
ورغم إجابتي على السؤال إلا أنه ظل في رأسي، تذكرت صديقتي وقريبتي التي أعطتني فرصة ثانية في حياتها منذ نحو عشر سنوات، عندما كانت تمر بأزمة إنسانية ومشاعرية مفعمة بالألم والقسوة.
لكنني لم استطع الاقتراب منها حتى لو بمكالمة هاتفية، لم استطع مواساتها كنت أخاف من الألم والمتألمين لا أقوى على ملامسة قلوبهم، كان كل شيء حولي يؤلمني بشدة كنت ضعيفة ومهزومة داخليًا، لذلك كنت أتحاشاها واتجاهلها.
في المقابل، هي تنظر لي كصديقة مقربة وليس كقريبة من الدرجة الثانية، نتشارك سويًا الكثير من الأسرار والضحكات وشقاوة الأطفال، لذلك ظنت أنني عندما أعلم بمصابها سأكون أول من يواسي قلبها المتألم لكني خذلتها، كما خذلها كثيرون.
عدت إليها بعد أزمتها بعام، وطلبت السماح بدون إبداء مبررات لأنها كانت أقبح من ذنوب، ولم أكن على درجة من الوعي تجعلني أوضح موقفي السلبي تجاه أزمتها.
عاتبتني قليلًا وسامحتني كثيرًا وأعطتني فرصة ثانية في حياتها، لا أبالغ إذا قلت إنها من أعظم الفرص التي حصلت عليها، لأنها جعلت مني إنسانًا أفضل لا يشقى بصحبته أحدًا أو على الأقل هكذا أتمنى!
للغرابة أن صديقتي ذاتها، تمر هذه الأيام بأزمة أكبر من الأولى، وعلى عكس المرة الماضية كنت معها أواسيها وأسري عنها ما استطعت.
ولكني أقف حائرة أمام عجزها وقهرها والغدر الذي تجرعت مرارته وقسوة الظلم الذي تعرضت له، كل ما أستطيعه أن أتقاسم معها الألم الذي يفوق قدرتي أحيانا، بالأمس شعرت أن قلبي متعب وصدري يضيق حتى بأنفاسي التي كانت تتلاشى، حينها طلبت رحمات الله أن تتنزل عليها تترا.
في المقابل، يطلب أحدهم الصفح منها وفرصة ثانية على طريقته، عندها وقفت مشدوهة مما عرفت وسمعت.
ورغم كوني من أشد الداعمين والمؤيدين للفرصة الثانية وأمدحها ليلًا ونهارًا وأحث الناس عليها وأطلبها للجميع، وجدتني أسأل نفسي والآن أسألكم: هل كل الأشخاص من حقهم فرصة تانية تحت أي ظروف؟
-
سارة نورأعمل صحافية ولدي اهتمامات عدة أبرزها الموضوعات الاجتماعية والحقوقية