لن تصدق ماذا حدث!(3) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لن تصدق ماذا حدث!(3)

  نشر في 13 مارس 2020 .

وضعت جلنار سماعة هاتفها في أذنيها، تستمع إلى اغاني إختارتها بدقة. معظمها اغاني من فترة الثمانينيات والتسعينات، لفرق روك مشهورة آنذاك. وراحت تمتع نظرها بتلك المباني العتيقة و الازقة البهيجة التي تزينت بزهور و ورود في غاية السحر. ولعل هذا المشهد الفريد جعلها تلتقط بعض الصور للذكرى و لتنزلها على صفحتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن شعرت بالعطش الشديد و فكرت ان تبحث عن دكان او متجر لشراء قارورة ماء تصطحبها في جولتها. لكن للأسف هذه المنطقة التاريخية لا يوجد بها متاجر في كل مكان فقط متجرين في البوابة الأمامية. شعرت بانها ستضطر إلى ان تلغي هذه الجولة و تعود أدراجها. لكن سمعت صوت شخص ما قادم . فإلتفتت لتجد ذلك الشاب من مطعم السيد جميل يناديها بأسماء مختلفة، فتعجبت ولكنها وقفت تنتظره لترى ما يريد. سألته بمجرد ان أصبح قربها. ماذا يريد ولما يتبعها، فأجابها أن السيد جميل يرغب في مقابلتها ليخبرها عن سر الطعام الذي أكلته. فضحكت بصوت خافت وأعلمته أنها من سوء حظها ستعود أدراجها و ستلغي نزهتها لأنها لا تملك الماء و هي عطشانة. فإبتسم جواد و فكر أنها من محاسن الصدف ان تضطر جلنار ان تعود معه الى مطعم طالما لا تمتلك الماء. وسارا نحو المطعم يتبادلان اطراف الحديث وقد تبادلا أرقام هواتفهما للتواصل.

عندما وصلا، رأت جلنار شخصا كامل الوقار يجلس في مقدمة المطعم، تبدو على ملامحه الهبة يمتزج معها العمق في الشخصية و البساطة في الهندام. يضع عمامة كتلك التي يضعها الهنديين التي تشاهدهم في الافلام و المسلسلات الهندية. إنه من ثقافة مختلفة متمسك بسلالته و طبع حضارته في كل تفاصيله. القت عليه السلام و طلب منها أن تجلس بجانبه و أمر جواد ان يحضر لها قهوة، لكنها قطعته و أخبرته يكفي أن يحضر لها كأس ماء، غاب جواد للحظة و عاد حاملا معه بعض الماء و قهوة للعم جميل. وجلس بالقرب من جلنار.

وبعد الرشفة الثانية من القهوة أخذ السيد جميل يتحدث بكل هدوء و وقار :

_ " قد أعلمني جواد أنك كنت تبحثين عني لتسأليني عن سر نكهة الطعام الذي تناولته و إنه لشرف لي أن أسرد عليك قصتي التي وللمرة الأولى التي أبوح بها على الملأ من الناس.

لقد كنت فتى يتيم يعيش في منطقة هندية ريفية لا أتذكر حتى إسمها الآن، أتسول معظم الوقت و أحيانا أجد مكان يأويني و أحيانا أواجه البرد و حرارة الشمس في الحقول و في السهول. فلا أملك أحدا يمكنني أن أطلب منه المساعدة

بحثت عن عمل لكن لم يرغب أحد بي بل كنت اواجه الرفض المتكرر. وعندما بلغت من العمر الثامنة عشرة سنة. إلتقيت بصديق لي يعاني مثلي الأزمات المعشية و أخبرني أنه ينوي أن يسافر إلى نيودلهي خلسة ولم أرغب ان افوت فرصتي في النجاة، وبحلول الظلام تسللنا إلى قطار المتوجه نحو نيودلهي وبصعوبة كبيرة إستطعنا الصمود أمام تلك الرقابة المتشددة و الأجواء الصاخبة. ومع بزوغ الفجر لمحنا تلك المدينة الشامخة من بعيد و إرتسمت على ملامحنا مشاعر الفرحة و الرغبة في الاكتشاف و السعادة الغامضة لكن لا يوجد وقت للصبر علينا ان ننزل بمجرد أن يبطء القطار من سرعته حتى لا نواجه اي مشكلة. و فعلا مع الساعة الاولى من الصباح أصبحنا نتجول في تلك المدينة و دقات قلبنا لا تتوقف"

أصبح جميل الذي كان يدعى عندما كان في الهند بشارو و صديقه الذي كان يلقب بشاشا في أقسى درجات السعادة، إنه حلم كان قبل يوم شبه مستحيل. لكن الآن تلك السعادة العارمة التي تتطير بهما في أرجاء المدينة لا يمكن ان توصف.

يتبع ...


  • 3

   نشر في 13 مارس 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا