يختار الكثير من الناس أن يسلكوا طرق بعينها وبعد أن يصلوا إلى النهاية يكتشفوا أنهم قد ضلوا الطريق ويجب عليهم أن يعودوا إلى نقطة البداية والبدء من جديد، وآخرون قد أنهوا علاقات بعد أن فعلوا كل ما يستطيعون فعله لإبقاء هذه العلاقات، وهناك أيضا من فشل في تحقيق كم كبير من الأهداف بعد أن بذل جهد كبير، فما هو السر وراء ذلك؟ .
لنفترض أنك علي موعد مع شخص ما، وأثناء ارتدائك لقميصك الذي رأيته مناسب لم تنتبه أنك قمت بإدخال الزر الأول بطريقة خاطئة، وعندما وصلت للز الأخير اكتشفت الخطأ وعلمت أنه لابد وأن تبدأ من جديد، ولكنك فعلت الشئ نفسه في المرة الثانية، فوجدت أنك لابد أن تفعل الشىء نفسه مرة أخرى، ولذلك قررت أن تنتبه في المرة الثالثة لتكون الأخيرة وبدأت بطريقة صحيحة حتي لا تعيد الكرة مرة أخرى.
السر يكمن في نقطة البداية، حيث إن الفعل الأول يعد بمثابة حجر الأساس، فإذا وضع بطريقة صحيحة كانت النهاية علي الوجه الذي يرضيك، وإذا حدث العكس أي وضع حجر الأساس بطريقة خاطئة فحتما ستكون النهاية سلبية ثم تجد نفسك مضطر للعودة إلى نقطة البداية والبدء من جديد، فالطريق الذي اخترت أن تسلكه ثم وجد أنه غير صحيح ذلك لأنك لم تختاره بعناية، فالخطأ الذي ارتكبته عند نقطة البداية أدى إلى نهاية غير مرضية، والعلاقة التي فعلت الكثير من أجلها ثم انتهت بالفشل ذلك لأنك أسأت الاختيار من البداية...إلخ.
ولذلك عليك أن تحسن البداية، حتي تأتي النهاية علي الوجه الذي يرضيك، فلا يجوز أن اترك الصلاة، وغيرها من الفروض المفروضة ثم أريد دخول الجنة، أو أن يهمل الطالب مذاكرته ويتمنى أن يكون من الأوائل، فيجب عليك أن تزرع أولاً حتي تحصد. اختر بعناية وابدأ بشكل صحيح حتي لا تعود إلى نقطة البداية مرارا وتكرارا، لا تكن مثل " سيزيف ".
حسن عطية حسن
-
حسن عطيةشخص يسعى لترك الأثر ، حيث إنه لم يُخلق البقاء