كاد عامي الرابع والعشرين على الانقضاء وما زدت الا حيره وعبثيه ، وما كان لي الا البقاء اعبث في مساحه اشك انها تكفي لشخص عادي !
لا يسعني الان الا النظر لاسفل هذا الدرج الذي لا اراه ينتهي وما انا سوى شخص وقف في احد طبقات هذه المبنى ينتظر حضوره الداعي الذي اعتذر عن الحضور في وقته كالمعتاد ،
ومع ذلك تبقى لحظات سوف اشرح لك عما يجري ،قيل بأن الوقت ثمين وقيم !
ولكن غير ثابت السرعه !
فإذا نظرت لعقارب الساعه لتراقب عبور عقرب الدقائق على الارقام المرتبه بشكل غريب، سوف تقضي سنين لعبور هذه الدوره البائسه المتكرره ،فهي بلغة الارقام دقيقه اي ٦٠ دقه متواصلة لم اعرف من قدرها بهذا الشكل التواصل ، لنفرض انه اتيح لك عمل شيء مهم في ٦٠ ثانيه ماذا كنت لتفعل ،
لا حاجه للإجابه فقد اجبت مسبقًا بإني سوف اراقب انقضائها ، كما هو الحال عندي فإن كل ثانيه تقابل سنه في حياتي وكل دقيقه هي على الاكثر الفتره الزمنيه التي سوف اقضيها على قيد الحياه ،
ها هي حياتي تمر امامي أراقبها بحذافيرها كما اراقب عقرب الثواني بعبور دورته وعندما اصل الى النهايه اكتشف الفاجعه والكارثه ،
لقد قضيت كل هذه الفتره وانا اراقب حياتي وهي تنتهي ولم يتسنى لي بأن اعيشها فقد اضعتها بمراقبتها لا عيش لحظاتها ، فكم من السنين اضعتها وسوف استمر بإضاعتها وانا أحاول اصلاح حياتي التي اصبحت متكرره بنفس الشكل الممل، ناهيك عن الاسباب التي مللت من ذكرها ،
كم اتمنى ان تقف هذه العقارب يومًا لكي اتدارك نفسي قليلًا وافكر كيف استطيع اتمام ما تبقى من ثواني في حياتي دون ان اشعر بالخساره .
-
أدهم ياسينمهندس كهرباء ، اعمل في مجال التخطيط ومراقبة المشاريع طالب لموضوع هندسة المياه ، ومعلم لمواضيع الإلكترونيكا والكهرباء .