صليب و فصول
" كنت أطلع على المدونات التي أتابعها باستمرار و انتبهت للمدون في بثه الإذاعي يقول: و الصليب هو أربع فصول "
نشر في 07 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في الآونة الأخيرة أصبحت نزعتي تجاه الحركة الفكرية الخاصة بي متغيرة في وقت أعتبره صغيراً و ضيقاً فخلال عامين تراوحت بين أفكار جريئة و فلسفية و الخاصة بحياتي أيضاً، و لمتابعتي المنتظمة قدر الإمكان للمدونات و المواقع المهتمة بها انتبهت إلى قول أحد المدونين الذين أتابعهم،ليس لأنه أضاف معلومة جديدة لي فقط فهذا الطبيعي و المتوقع إذ أني سأستمع لمن يضيف علماً لا أعرفه و لكن كانت تلك الوقفة مع النفس عندما تحدث عن شكل الصليب الذي اعتقدت أن له هذا الشكل فقط لصلب المسيح ( حسب المعتقدات النصرانية المستحدثة) ، و سيطرت علي تلك المعلومة فغزت روحي و فكري و ألهمتني خاطرة و فكراً جديداً و تساؤلات تكبر كلما ازددت بحثاً و تعلماً.
لمن قرأ عن الديانة المسيحية فسيعرف أن هناك شكلان للصليب فهناك اللاتيني و هذا الذي سأتحدث عنه و الآخر اليوناني، و للتنويه أيضاً فهناك الكثير من الكتب النقدية و الدينية التي تحدثت عن الصليب و عدم تمثيله للمسيحية " الحقيقية" بأي صلة، و لكي لا أحيد عن الموضوع الذي أريد التحدث عنه فسأتوقف عند هذه النقطة لأتحدث عن الأمر الذي أثار فضولي.
في شكل الصليب إشارة إلى الفصول الأربع للعام، شتاء ،صيف، خريف و ربيع.
فالذراع الأيمن و الأيسر يمثلان فصلي الربيع و الخريف حيث يتساوى الليل بالنهار و أما الصيف فهو رأس الصليب حيث الصيف قصير مقارنة بالشتاء و هو الذراع الأطول في الصليب بسبب طول الليل فيه، تبدو للوهلة الأولى المعلومة بسيطة و لا تثير أي شيء في الفكر و لكنها جعلتني أفكر في حياة الإنسان فوجدت أن ربيع و خريف عمره حيث الولادة و الموت يتساوى فيهما كل شيء و يكون العمر فيهما على لون واحد باهت رمادي أما شبابه فهو كالصيف قصير الأجل و أما شتاءه فهذا كل عمره من بعد الولادة حتى قبل الموت مجتزءاً منه فترة الشباب القصيرة، و شتاء أعمارنا حزين لكنه و إن فقدنا باقي الأعمار فهو جل العمر و لذلك بدلاً من النواح على مصير الإنسان فهذا العمر وقت و فرصة ليقلب حياته الأخرى بشكل أو بآخر أو على الأقل ليجعل الموت ربيعه المنتظر و لربما يتحدث أحدهم و يقول كل هذا وهم و لا بأس من ذلك ... فما للإنسان سوى أن يفكر حتى يموت و لن يعرف الحقيقة بشري أبداً و يدركها قبل لقاء حتفه و إنما يمكنه "تداركها" بالبصيرة و الأخلاق و القلب الحي الحيي.
و ما إذا كان هناك ما يجب أن يسائل الإنسان نفسه عنه على الدوام فهو ماذا عليه أن يفعل بهذا العمر و هذه الهبة التي تسمى الحياة و التي لا يلبث الإنسان أن يسخط الحياة قيمتها و قدرها و عندما يمرض مرضاً عضالاً تجده يقول: " لم أكن اعلم أن الحياة قيمة لهذه الدرجة، أنا نادم على كل الفرص التي ضيعتها" و يحاول يائساً أن يدرك الضوء الأخير لرمق الحياة قبل شهقه شهقة الموت الأولى و الأخيرة!
ألا فلنتعظ و لنقدر قيمة الحياة و ربما ذكرت الصليب هنا لسببين أولاً لأن الخاطرة ألهمتني للكتابة عن الموضوع و أيضاً أردت الإشارة لكي ننفض عقولنا عن الرموز الدينية لأي ديانة و نبدأ التساؤل عن حقيقة هذه الرموز لنصل لحقيقة اتصالنا مع الاله و لنفهم أن كل الديانات إنما تدعو إلى اتصال المرء مع ربه لا مع رموز الدين ، و رغم اننا في عصر التطور و الطفرة و الحضارة - المفترض- تقود البشرية للأفضل و مع ذلك فانقيادهم اللاواعي و وراثة المناصب و العلم و الأديان و الامراض هي شرائع الإنسان في هذه الحياة حتى هذه اللحظة.. و كله من جهل و عدم التوقف مع النفس ألا فتوقف للحظة مع نفسك و اسأل: مهلاً،لماذا أفعل هذا؟ ما الذي يجب علي حقاً فعله؟!
أفلا تتفكرون؟
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.
التعليقات
ورائع اعجبني ورآق لي
شكراً جزيلاً لك .
وبالتوفيق الدائم.
موفقة وفي انتظار كتاباتك القادمة.
دائما قراءة التدوينات القصيرة والطويلة لأشخاص مختلفين تعلمنا أشياء بسيطة عميقة لم نجدها في الكتب ، وهذا حالي الآن وانا أقرأ تدوينتك!
ربما كان علينا الاطلاع في جوانب أخرى لم نقرأ فيها يوماً ، نحتاج إلى المزيد من القراءة والتفكر في حياتنا القصيرة جداً..
أتمنى لك التوفيق مبدعة يا آيه .
في الحقيقة فإنني كنت اناقش مع صديق منذ ساعات على موضوع اغراء الصحة والقوة لنا نحن الشباب حيث نشعر أن طاقتنا أبدية
لك كل الشكر على هذا الإيعاذ الذي يوقظ فينا التفكير
في الحقيقة فإنني كنت اناقش مع صديق منذ ساعات على موضوع اغراء الصحة والقوة لنا نحن الشباب حيث نشعر أن طاقتنا أبدية
لك كل الشكر على هذا الإيعاذ الذي يوقظ فينا التفكير