المراهقة وأسرار المعاملات: نظرة تحليلية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المراهقة وأسرار المعاملات: نظرة تحليلية

مقال موجز عن المراهق وكيفية التعامل معه من وجهة نظر الإستشارة الاجتماعية والأسرية

  نشر في 10 أكتوبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

إن المراهقة تعني المقاربة، والمراهق هو الطفل الذي قارب البلوغ، وعلماء النفس والتربية يقسمون مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل: مبكرة ومتوسطة ومتأخرة، والمراهقة المبكرة تبدأ في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، أما المتوسطة فإنها تبدأ في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، وتأتي بعدها مرحلة المراهقة المتأخرة، وهذه تمتد إلى سن الحادية أو الثانية والعشرين، وبعدها تكون مرحلة الشباب، وهذا يعني باختصار أن مراحل المراهقة تقابل مراحل الدراسة في المدارس المتوسطة والثانوية والجامعات.

إشارات سريعة:

- مشكلات المراهقين ليست كبيرة ولكنها مستفزة ومزعجة ونراها كبيرة لأننا قريبون جدا منهم.

- غضب الآباء على المراهقين يرجع إلى حبهم لهم وحرصهم على أن يكونوا الأفضل.

- من الجيد ان يدرك الآباء أنهم ليسوا مثاليين وفي بعض الأحيان أنهم ليسوا القدوة المثلى لأبنائهم.

- قد يساعد تذكر مرحلة المراهقة الخاصة وطبيعتها المؤقتة في تفهم المراهقين ومسايرتهم.

الفروق الفردية للمراهقين:

فإن تجليات مرحلة المراهقة ومفرزاتها ومقتضياتها في سلوكيات المراهقين لن تكون واحدة، فحين يظفر المراهق بأسرة ممتازة وأصدقاء جيدين، فإن لنا أن نتوقع له مرورا سلما بهذه المرحلة، وسيكون الأمر مختلفا جدا لو وجد المراهق نفسه يتعامل مع أب يميل إلى الشك، وأم سريعة الغضب أو مثالية جدا، أو وجد نفسه وقد وقع في شباك أصحاب سيئين يزينون له الشغب والانحراف والتمرد...

لماذا كانت مرحلة المراهقة صعبة:

- ارتباك المراهق

- مثالية المراهق

- التغيرات الفيزيولوجية

- التغيرات النفسية

- المراهق هو المراهق

- الرغبة في الاستقلال

- البحث عن مجموعة ينتمي إليها:

أ‌. يشعر المراهق حين يلتقي بأصدقائه انهم يفهمونه حق الفهم.

ب‌. يحاول المراهقون اصطناع المناسبات للقاء.

ت‌. يناصر المراهقون بعضهم بعضا كعادة دائمة.

ث‌. يعوض المراهقون قلة اللقاء بالمكالمات الطويلة.

ج‌. بين الكثير من المراهقين اعجاب متبادل بريء يخلو من الشهوانية.

ح‌. يبدي المراهق استعدادا كبير للتضحية من أجل أصدقائه.

صراعات في داخل المراهق:

- مشاعر النقص والكمال: يبدأ الصراع حين يحتك بالزملاء والأصدقاء وأبناء الجيران، ويدخلون جميعا في تسابق للبرهنة على التفوق الشخصي والاجتماعي، حيث يكتشف كثير من المراهقين من خلال المقارنة المكثفة نقاط الضعف لديهم على الصعيد الجسمي والذهني والاجتماعي، وكثيرا ما يكون للألعاب الجماعية دور مهم في هذا، حيث يجد المراهق نفسه أحيانا منبوذا، ومرفوضا من قبل الزملاء وأحيانا متفوقا عليهم.

- الصراع بين دواعي الاستقامة ودواعي الانحراف: سلوك المراهق اليومي ميدان فسيح للصراع والتجاذب بين ما يتصل بمعاني العفة والحشمة، وما يتصل بمعاني الشهوة واللذة والغريزة، وإن للدائرة الضيقة من الأصدقاء تأثيرا جوهريا في حسم الصراع وترجيح إحدى الكفتين على الأخرى.

- ما بين التحرر والانضباط: المراهق يميل إلى أن يعيش ويتصرف وكأنه حر من كل قيد، فهو يشعر بوطأة القيود والأعراف الاجتماعية، ويرى كثيرا منها غير منطقي، ويتعجب من وجوده، ويتجلى ذلك في ملابسه وقصة شعره وبعض مواقفه السلوكية، كما يتجلى في عدم رغبته في الجلوس مع الضيوف والانصياع لتقاليد مسامرتهم وخدمتهم، وفي عدم رغبته في الذهاب أبيه لزيارة الأقرباء والأصدقاء، لأن مع الجلوس مع الكبار لا يسمح له بأن يتصرف على سجيته.

- ما بين الهواية والظروف الموضوعية: يمر المراهق في مرحلة ما بحتمية اختيار الميار الذي سيحدد بقية مستقبله المهني وفي هذه النقطة يتلقى العديد من الصعوبات التي تبقين حائرا وتائها بين تفضيل ما يحب أو ما يجب أن يحب ويعمل.

خلاصة:

إن فهمنا لطبيعة مرحلة المراهقة يجعلنا نميز جيدا بين ما هو طبيعي في حياة أبنائنا المراهقين، وما هو غير طبيعي، وبناء على هذا التمييز تحدد الأسلوب الأمثل للتعامل معهم.

علاقة الأبوين بالمراهق:

دلت دراسة حديثة، أجريت على اثني عشر ألف مراهق على أن العامل الأكثر أهمية وتأثيرا في رفاهية المراهقين وفي إحساسهم بالسعادة، هو جودة علاقتهم باباتهم بغض النظر عن نوعية الأسرة التي ينتمون إليها، كما أظهر بعض البحوث أن المراهقين الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع آبائهم يقل احتمال تورطهم في مشكلات خطيرة، وهذا شيء منطقي، فالعلاقة الحسنة والمتينة بالأبوين تشكل بالنسبة إلى المراهق الدرع الحصين الذي يقيه بعد حفظ الله – تعالى – من الدخول في مغامرات وتجارب خطرة، كما يقيه من وساوس قرناء السوء الذين قد تتوثق علاقته بأحدهم بشكل سريع جدا دون علم أحد.

1. علاقة صعبة: إقامة علاقة جيدة ومستمرة بين الأب وابنه وبين البنت وأمها ليست بالشيء السهل، فالمراهقون يمرون يوميا بدوامة من المشاعر المتناقضة، وحين يمرون بأزمة حادة، فإنهم كثيرا ما يجدون حرجا في مفاتحة آبائهم وأمهاتهم، ولهذا فإن على الواحد منا إذا وجد صعوبة في التواصل مع ابنه المراهق، ألا يظن أنه وحده الذي يعاني من ذلك، فالحقيقة أن الجميع يعاني، حتى التربويون والأطباء النفسانيون والمرشدون الاجتماعيون يواجهون مشكلات في إقامة علاقات ممتازة مع أبنائهم المراهقين.

2. توفير وقت للمشاركة: لدى كل واحد منا من المشاغل والهموم ما يمكن أن يستغرق كل وقته وكل اهتماماته، ومن هنا فإن الأب الجيد هو الذي يجعل أولاده من بين أولوياته، ويفكر دائما في حديثنا عن المستقبل أحب إلى المراهقين من حديثنا عن الماضي إضاءة علاقة الأبوين بالمراهق إيجاد وقت كاف للتواصل معهم ومشاركتهم في بعض أنشطتهم إن من مهام المربي أن ينقل القيم التي يؤمن بها إلى من يربيهم، وهذا لا يتم إلا عبر صلة روحية قوية بهم، وهذه الصلة تتوثق بالمخالطة والمشاركة في الاهتمامات.

3. الاحترام المتبادل: الاحترام هو جو من التقدير والاهتمام ورؤية الإيجابيات والمراعاة المتبادلة... الإنسان الذي يعامل غيره باحترام إنسان تعود تلقي الاحترام من الآخرين، وهذا يدفعه إلى أن يحترم ذاته، واحترامه لذاته، يجعله يندفع في اتجاه احترام غيره، ولهذا فإننا نقول لمن يسيء إلينا: احترم نفسك، ولا نقول له: احترمنا؛ لأننا نعرف أن احترام الإنسان لغيره فرع من احترامه لنفسه. نحن الكبار بحكم وعينا واستشعارنا للمسؤولية - مطالبون بأن نؤسس لعلاقة الاحترام داخل أسرنا، ومن سلوكنا المحترم يتعلم الصغار كيف يحترمون أنفسهم، وكيف يحترموننا.

4. التخلي عن السيطرة على المراهق: إن تعاملنا مع المراهقين لا يشد عن هذه الحال، حيث إن كثيرا من الآباء يتعاملون مع أبنائهم الذين في السابعة عشرة بنفس الأسلوب الذي كانوا يتعاملون به معهم حين كانوا في العاشرة، وهذا يحدث أزمة كبيرة بين المراهقين وآبائهم وأمهاتهم، ومن هنا فإن التحدي الذي يواجهنا جميعا هو أن تتعلم كيف تخفف من سيطرتنا على المراهقين. نموذجين لأبوين: آب مسيطر ومتحكم، وأب استطاع أن يعامل ابنه المراهق بأسلوب أفضل وعيا.

5. لا للضغوط: إن من الآباء والأمهات من يستخدمون القسوة في تربية أبنائهم من غير مسوغ مقبول، كما أن منهم من يسيء إلى الصغار، ويطلبون منهم أن يحبوهم، ويستجيبوا بحماسة لإرشاداتهم. كثيرا ما يكون القلب – وليس العقل – هو الطريق إلى تغيير قناعات المراهق، وإذا عرفنا أن معظم المراهقين يظهرون درجة من العناد والمشاكسة والميل إلى الجدل – أدركنا أن استخدام الضغط الأدبي أو المادي على المراهق ينبغي أن يكون في أضيق الحدود، وينبغي أن تنظر إليه كما تنظر إلى العقاب، لا تلجأ إليه إلا في نهاية المطاف.

6. الحيلولة دون تفاقم غضب المراهق: لدى كل المراهقين أسباب دائمة ومستمرة للغضب، ويقع في قمة تلك الأسباب نظرتهم الخاصة للحياة مما يجعل طموحاتهم وانطباعاتهم مختلفة عما لدى أسرهم منها، ويمكن أن نضيف إلى ذلك ارتباكهم الشخصي واضطرابهم في تعاملهم مع أنفسهم والتغيرات الجسمية والنفسية السريعة التي تطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة. مهما يكن الأمر، فإن الكبير يستطيع استيعاب الصغير، وجعل الغضب لديه يقف عند حدود معينة بشرط الاهتمام بذلك. 



   نشر في 10 أكتوبر 2022  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا