رسائل لن تصل ..
الرسالة الثانية
نشر في 02 غشت 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
عَزيزتي سِيلينا :
مَر وقت ليس ببعيد عَلى رسالتي الأولى لَك , دائما ما يأخُذني الحَنين إلى الكِتابة لَك, ولكِنك تَعرفين دوامة الحياه , الحَياه تَغيرت كَثيرا يا حبيبتي لَم تَعد كَما كَانت , كَثرت المسؤوليات, ولم أعد قَادر على تَحملها بِدونك , كُنتي تُهونين علي مَصاعب الحياه, كُنتي دَائما ما تَكونين في ظَهري سَند وعون لي, كُنت دَائما أشعُر أنكِ لَستُ بزوجتي فقط, بَل صَديقتي وحَبيبتي , اه لَقد كِدتُ أنسى , إن جوليا بِنتنا الأن بُلغت مِن العُمر 7 سنوات , وبَدأت الأن الدِراسة في المرحلة الإبتدائية , بِنفس المَدرسة التي دَرستي أنتي بِها, وَعِيشتي بِها طُفولتك الجَميلة , ما أجمل جوليا, تَعرفين انها تَشبهُك جدا , فوجهها مِثل بياض الثلج في أقسى شُهور الشِتاء بروده, ولديها شَعر كِستنائي جميل, يتهدل على كَتفيها مِثل الشَلال ,ولها عَينان خَضراوان مِثل عُشب الرَبيع, عِندما أنظُر لها أشعر كأنني أنظر لكِ, أشعر بخُضرة الرَبيع وزقزقه العصَافير حولي, أشعر بالجنة في عَينيك , كُل يوم أقوم في الصَباح الباكر أبدأ بتحضير الأفطار إلى جوليا ,هل تَعلمين ان جوليا تُحب جدا البَيض بالبَسطرمة, ودَائما ما تَقوم بأكل البَسطرمة وترك البَيض وحيدا في الطَبق , إنها تُذكرني بِكُل ما كُنتي تَفعلينه ,لا أعتقد أنك نَسيتي ذَلك , فدائما ما كُنتي تَقومين بِنفس الفعل , إن جوليا فتاه نَبيهة ذَكيه جِدا ,إنها حَصلت على عَلامات مُرتفعة في إختبار الشهر الماضي, أنتي كُنتي أيضا ذَكية جِدا وكنتي دَائما تَتفوقين علي , وهَذا الشيء كَان يُسعدني جِدا, لأننا دَائما كُنا روحين في شخص واحِد , عِندما تأتى جوليا مِن المَدرسة أقوم بتحضير الغذاء لها وتَحصيل بَعض الدروس, إن خَطها في الكِتابة جَميل جِدا يَشبه خَطك إلى حَد بعيد ,بعدها أترك جوليا لتلعب في الحديقة بِرفقة أبن جيراننا آدم ,أنتي لا تعرفيه إنه إبن جارتنا روكسانا, لَقد تَزوجت وأنجبت آدم ولكن للأسف توفى زَوجها في حادث أليم مُنذ قُرابة العام تَقريبا, لَقد كَان شَخصا مَحبوبا جدا ولطيف المعشر, ودَائِما ما كُنت أجلس وأتسامر مَعه ,هذه هي دَائِما الحَياه, تَتبدل مِن حَال إلى حَال في غَمضه عَين ,إن روكسانا والده آدم سَيده رائعة ,دَائِما ما تَتذكر مَعي أيامك الجميلة, عِندما نتبادل مَع بَعضنا البعض أطراف الحَديث ,وتَقول رَحلت عَنا نسمتنا الجَميلة الهادئة ,رَحلت عَنا عُصفوره الكَناريا الجميلة دائمة الأبتسام , حَبيبتي إن جوليا تُنادى, سأذهب الأن , ولَكنني سَأعود في يَوم ما, لأخُطُ لكِ رِسالة جَديده, تمتعي بِنوم هَاديء يارفيقتي وحَبيبتي , حَتى أعود مِن جَديد
(يُتبع)
-
عبد الحميد نصارانسان ابحث عن ذاتى بداخل نفسى واتمنى ان اجدها