ــــــــــــــ
لعل الليل أرحم بالقلوب الباكية، ولعل جفن الزهر أحفظ للدموع الجارية، كم حرك غيابك من الحنين فتلاشت سعادة قلبي مع كثرة الأنين .... كفُّ المساء يمسح دمعي بالصمت الرهيب، يأتي بالسكون، وطيفك المجنون، طيفك الذي لا يبرح مكانه، يراقبني، يعاتبني، ويخبرني عنك، يرنو الى السماء، يحدق نحو هاتيك النجوم، حيث أنت تتمثلين لي، وأنت بفراشك تقرئين روايتك المفضلة،
وأنا هنا وحيدا بفراشي مع طيفك المتجسد على صفحات نفس الرواية، أغار من علاقتك العشقية بالأدب، لا أتقبّل واقع أنَّ الكلمات استوطنت كل خلية في كِيانك. لا أتحمل جمال الحروف الموشومة في روحك، لا أتحمل أن أكون صورة مزيفة لأحد تلك الشخصيات التي أغرمت بها،
ولا أتحمل قراءتها مرة أخرى، حتى لا أراك فيها، تتعذبين كما تتعذب شخصياتها، أنا لست ذاك الذي أحبته جمانة أكثر مما ينبغي، أنا شخص آخر، كأنك لا تعرفينه، وكأنه لا يعرفك، لكن وحده الذي رأى فيك روعة المعشوقة، فدعيني أعيش في ظلك العذب، وفي قرب حسنك المشهود، كف عن وهمك، وامنحيني السلام والفرح، ارحميني، فما عدت أطيق الغياب، أنا هنا، بقربك، يخفق قلب لقلبك، فهلا رفعت بصرك، هلا اكتفيت.... ؟؟