العقاب سلاح ذو حدين
بقلم الصحفي : مصطفى أسامة
نشر في 03 نونبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من منا ينكر حقيقة أن " الشيء إذا زاد عن حده انقلب لضده " , و لكن هل ينطبق هذا القانون على عقاب الأبناء ؟
العقاب هو أحد أهم الأساليب التي يمتلكها الآباء لتعديل سلوك أبنائهم , و للعقاب نوعان , الأول هو " العقاب اللحظي " و النوع الثاني " العقاب طويل الأمد "
الأول هو العقاب الذي يبدأ و ينتهي بمجرد إنتهاء السلوك السلبي , كالعقاب بالضرب أو التوبيخ أو سلب المعززات ,
ولكن عند استخدام هذا النوع من العقاب يجب مراعاة أن :
1 – يكون الضرب بمقدار الفعل و مراعاة ألا يؤدي إلى إصابة الإبن بعاهات أو إصابات تؤثر على صحته بالسلب
2 – يجب ألا يحتوي التوبيخ على ألفاظ تقلل من ثقة الإبن في نفسه أو تشعره شعور كاذب بأن الأب يكرهه أو أن والديه فقدوا الثقة فيه أو في تعديل سلوكه
أما النوع الثاني و هو " العقاب طويل الأمد "
و هو المستخدم في تعديل السلوكيات شديدة السلبية و الخطيرة , عن طريق العقاب لفترات طويلة , كالحرمان من الإمتيازات التي يمتلكها الإبن , أو إظهار الغضب من السلوك أو من الإبن لفترات طويلة ,
و هنا يجب مراعاة أن :
1 – أن يكون الشيء الذي يتم حرمان الابن منه متناسبا طرديا مع السلوك السلبي , أي كلما زادت خطورة السلوك زادت قيمة الشيئ معنويا بالنسبة للإبن
2 – يجب أن تتناسب فترة العقاب طرديا مع درجة خطورة السلوك السلبي
و في حال لم يتم مراعاة هذا الشرط , قد يعود ذلك بالسلب على الإبن .
فالغرض الأساسي من فترة العقاب هو أن يشعر الإبن بضرورة تعديل السلوك , و الشعور بالندم على ممارسة هذا السلوك
و لكن ماذا سيحدث إذا زادت فترة العقاب عن المدة المقدرة له ؟
عندئذ " سيتحول شعور الإبن بضرورة تعديل السلوك إلى ضرورة محاولة التعايش مع هذا العقاب ليصبح روتينا يمكن له أن يتناساه " , و هنا يكون قد عاد الإبن إلى نقطة الصفر بل و ما يسبقها مرة أخرى , و قد يزيد على إعتياد لإبن للعقاب: أن يشعر الإبن بنبذ و كره الأهل له .
و لذلك يجب على الأهل توخي الحذر عند استخدام هذا الأسلوب في تعديل السلوك , " فالعقاب سلاح ذو حدين " فكما يكون للعقاب أثر إيجابي , أيضا قد يُحدِث أثرا سلبيا على الإبن قد يدمر حياته .
-
مصطفى أسامةصحفي " مستقل " عمري : 19 عاما أدرس : بكلية الإعلام