تتصادم الافكار في مخيلتي وتزدحم الاسئلة على طرف لساني ..تتصارع في ذهني العديد من الكلمات ..ينتابني الكثير و الكثير من الغموض بين لحظة و اخرى تساؤلات كثيرة تشغل تفكيري منحصرة حول الحاضر و المستقبل .. حول الواقع و التوقع ..حول الحقيقة و الاحلام .. مستقبل مجهول وواقع لا يحتمل ..

و حقيقة لا تصدق ..

لم ابقى كما كنت تغيرت و تغير العالم من حولي .. لم ابقى ذلك الطفل الصغير المرح الذي كان يركض وراء الفراشات ظنا منه بان الامساك بفراشة في حد ذاته اكبر انجاز .. ذلك الطفل الصغير الذي كان يداعب ازهار الربيع و يهاجر باحلامه مع طيور الخريف و يجري وراء السحاب ..

لقد تغيرت و لم اعد ذلك الطفل الذي كان و في كل ليلة يبقى واقفا امام شرفة المنزل .. يتأمل ضوء القمر في سكون الليل منتظرا بكل صبر رؤية ..شهاب الامنيات

ظنا منه ان السماء موطن لتحقيق الامنيات ..

كم كنت احمقا حينها انتظر حافلة تعطلت في منتصف الطريق .. انتظر شيئا لن ياتي

اما الان فلم اعد انتظر شيئا ..فقط بتت استعجل سقوط نيزك يدمر بضراوته ظلم الحكام و طغيانهم ..و يقضي على فراعنة الحرمان .. و يحطم صعاليك هذا الزمان ..

كم كنت مغفلا حين ظننت ان الامنيات ستتحقق في بلدي ..في بلدي مهما اجتهدت و مهما ثابرت في هذه الحياة فلن تحقق حلمك ...فالاحلام في وطني لا نراها الا في المنام لنسارع الى المكتبات لابتياع كتب تفسير الاحلام لابن سيرين ..املا في تحققها ..

اما في الواقع فمصيرك يبقى ضائعا و مستقبلك يبقى مجهولا وسط الظلام .. في كل يوم اتغير و تتغير الحياة من حولي  وتتغير نظرتي الى الاشياء .. ارى النور يتسلل بين سدائل قلبي و لا اصدق ففي داخلي يقبع ظلام حالك سرمدي ..ارى النجاح رجلا يقف امامي و لا اصدق .. فلم اعد ارى في حياتي سوى الضلال .. ارى المزارع مسرعا يسقي بعناية بذرة زرعها في ارضه آملا ان تصير في يوم من الايام شجرة .. و لا اصدق ففي الجزائر اذا اردت ان ترى شجرة نجاحك ازرع نقودا لا بذورا .. كل شيء في حياتي كان حقيقيا صار في الجزائر مجرد اوهام .. انا لا اقصد الجزائر موطن الجهاد و النضال .. انا لا اقصد الارض الطاهرة بدماء الشهداء .. انا لا اتحدث عن الارض التي تغمرها الثروات و يميزها التنوع في المناخ ..

انا لا اتحدث عن فصل الر بيع انا اتحدث عن زهور الربيع .. انا اتحدث عن المسؤلين عن الساسة ..عن الحكام عن الاعلاميين عن الصحافة اتحدث ..