سباحة متصوف
قبالة البحر... جلست على قطيفتي -هرما حقا- شعر أشعت ولا أسنان. لحيتي السوداء المنقطة بالبياض وافرة شعتاء. عيناي الغائرتان تنمان عن بقية بريق وسط وجه متجعد متقادم. جسمي نحيف مشدود لعظام مكسوة بجلد معروق ذابل..
حي على العوم في بحر لا خوف منه للعاشق الحر مثلي...
حي على البحر وقد لامست سطحه شمس الأصيل، ناشرة حشائش أشعتها سلاما ودفئا...
آويت إلى ركن من الشط لا بشر فيه... وسط حجارة جلمود... خلعت لـُبسي واتخذت قميصي مئزرا. قصدت المياه مهلا مكبرا... تقدمت فيها غير هياب، تارة أعلو برأسي، وطورا أتركها تحضنني وتغمرني...
أخال أن أسماكا ونباتات ولعة خليعة أخذت تستقبلني بالتلويحات والتحايا، فأرد عليها صنيعها بأريحية وسخاء...
عُمت راقصا مصفقا للموج وفيه ناجيت نفسي وما حولها: الصحو صُحبة هذا البحر ما أوسعه وأحلاه... أو السُكر في حضرته ما أعقله وأتقاه... والخُلوة فيه مجال للتفكير... دابا إلا كان البحر بيصارة شحال تكدو من خبزة...؟؟؟
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 08 / 08 / 2015