اكتب يا قلم عنها ، صف ما بدا لك منها . إنى أردت مدحها ، فهل أنت قادر على وصف جمالها ، و عمق حديثها ، و كلام سكوتها ، و طيب نظراتها ، و عفة نفسها ، و تعثر أقدامها ، و دقة أطراف بنانها ؟!
وقف القلم منتصبا ً و أعلن الكلام مقتضبا ً : أين لى بوصف من استحى الجمال من جمالها ، وانطفأ البريق عند بريقها ، و القمر قد توارى عند حديثها ، و إنى لا أقدر على ذكر اسمها ، فمن أين آتى بوصفها ؟!
قلت اكتب : هى التى عـرّفت الدنيا البراءة ، ثم علمتها الشجاعة ، نفسها هى أصل القناعة ، أبعد ما تكون عن الوضاعة ، فلم تساير التفاهة أو تؤيد الخلاعة .
هى العفيفة النقية ، الجميلة الذكية ، الطيبة الندية ، الهادئة العبقرية ، لم تكن يوما ً عادية بل هى إستثنائية ، نفس أبية ، وروح قوية ، العمر عشرينية ، والعقل ستينية ، والقلب لا تصفه نسبة مئوية .
لم تخضع يوما ً لأحد بقولها ، ولم تجاري معظم بنات جيلها ، فللعابرين لم تفتح قلبها ، وعن الناظرين غضت طرفها ، تجملت بحياءها ، وتعطرت بأخلاقها ، وتمسكت بدينها ، فلم يفز أحد حتى الآن بحبها .
هى الحديقة الغنـــّــاء ، الجميلة الحسناء ، البعد عنها عناء ، و الجلوس معها عن الدنيا إستغناء ، الصافية كالماء ، والحانية كنسمات الهواء ، جميلة كغزالة فى الصحراء ، تتمنى العيش معها حتى الفناء ، فلم تصفها كتب الأدباء ، و لا شعر الشعراء ، ولا أقوال الحكماء ، لا يسع وصفها أرض أو سماء .
هى مأمنى وأمانى ، وجنتى و وجدانى ، و روحى و كيانى ، أمامها أنا غير عقلانى ، ما رأيتها إلا جن جنانى ، ودعوت الله أن لا ترانى ، وأدرك ساعتها أنى شخص ثانى .
و هنا : أعلن القلم عصيانه ، لكنه لم يظهر نكرانه ، بل أبدى امتنانه ، و سؤاله : من أين عرفت وصفها ، وهل يوجد أحد مثلها ؟ أخبرنى ما عنوانها ؟ فقلت تخيلتها ولو أدركتها لخطفتها وما تركتها .
وللحديث بقية
-
محمد عبدالعليممسلم يصبو الى الافضل .. أحاول الكتابة ..