قصة واقعية من مدينة طنجة (المغرب)
كان يوجد بمنطقة "المدينة القديمة" بمدينة طنجة-المغرب خطيبا مفوها تجتمع له الجموع الغفيرة، فكان يَبْكي و يُبْكي لقوة موعظته وتأثير خطبته، وكان سكان المدينة يأتونه من كل حدب وصوب ...
صادف -يوما- أن حضر لخطبته بعض سكان البوادي (ومعلوم جفاوة طبع سكان البوادي وغلظة طباعهم) ونظرا لما لم يعهده هذا البدوي من مثل هذه الخطب المؤثرة فقد بكى متأثرا لكلام الخطيب.
في المساء وأثناء تجول الرجل في سوق المدينة القديمة وقبل أن يشد الرحال عائدا إلى بيته بأطراف المدينة، قرر أن يرتاح ببعض مقاهي المدينة الشهيرة، وما إن دخل حتى لاحظ جمعا من الناس متحلقين بشخص يضرب على العود ويطرب الحاضرين، وكان الجميع حوله منتش بصوت الطرب الجميل.
ما أحسن حظ البدوي!! فقد شهد قبل سويعات خطيبا مفوها يبكي الصخر لخطبته، وها هو يسمع الآن عازفا ماهرا تتحرك القلوب لطربه.
قرر الاقترابَ من الجمع ليبصر من صاحبُ هذا العزف الجميل!! ولكن صاحبنا البدوي حملق واشتاط غضبا و عض على طرف لسانه وهو يقول "حْصَلْتِ يَا عَدُوّ اللهْ" وكاد أن يفتك بصاحب العود لولا أن منعه الناس من الوصول إليه.
علم الخطيب بفراسته أن الرجل البدوي قد حضر خطبته، ولعله يكون بكى مع الحاضرين، وها هو يشاهده الآن يغني ويطرب.
فقال الخطيب لصاحبنا البدوي: ذاك مكان نذَكِّر فيه بالله، ونخوف الناس من عذاب الله ونحببهم لجنة الله، وهذا مكان نريح فيه عن النفس...
لما أتى حنظلة رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: نافق حنظلة ... وذكر له أنه لما يكون بجوار النبي (ص) يكون إيمانه مرتفعا، ولكنه عندما يخالط الدنيا يذهب كل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا "ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ".