كتب : محمد القنـــور
وضعية "مينة" كوضعية الكثيرات الفقيرات المنسيات ، رهينات الأسى وأسيرات التعب اليومي والإرهاق، هي عاملة في مزرعة مستثمر إسباني، تخرج باكرا من الدوار النائي بجماعة معزولة تطل على أمواج المحيط الأطلسي، والصبح لم يبتسم بعد، لتقف منظرة على الرصيف شاحنة ولد علال التي عادة ما تنقلها إلى جانب نسوة من مختلف الأعمار كما تنقل المواشي صوب المزرعة.
والحق أن "مينة" لا زالت في بداية عقدها الثالث، أرملة، توفى زوجها سالم إثر حادث حافلة لنقل المسافرين في إيمنتانوت، وتركها قبل أن يرزق منها بأي ولد.
وكان سالم بعد وفاته، قد ترك حقلا صغيرا كانا يعيشان منها. لكن ربما أن مينة لم تنجب، فقد كان حظها الربع مما ترك، والكثير من المشاكل والمتاهات والإشاعات مع الورثة، رغم أن الأرض لم يرثها سالم ، بل اشتراها من كده وصبر زوجته معه وحرمانها وحسن تدبيرها، ومع ذلك فوضت أمرها لله، وشمرت على الساعد متحملة – على مضض – ضنك العيش، وتحرش العمال، وقساوة العمل، بلا بادرة أمل تلوح في الأفق...
-
القنور محمد...