في وقتنا الحالي، قد نرى الكثير من أبناء مجتمعنا، أنهم انحرفوا عن قيمنا الإسلامية والمجتمعية، ويكون أحد أسباب هذا الانحراف، هو عدم حرص ومراقبة الأهل لأبنائهم، وهذا من أهم واجبات الأهل، وأيضاً من حق الإبن أن يرى اهتمام أهله، وحرصهم عليه من أن يقوم بأي منكرات، فينهونه عن ذلك، ويحرصون على أن لا يخالف ابنهم ما أمروه به.
رقابة الأهل لأبنائهم، يجب أن تكون حسب الموقف، فيكون لزاماً في بعضها أن تكون ظاهرة، وفي بعض المواقف يجب أن تكون تلك الرقابة بخفاء، لأنه في حين كانت الرقابة كلها مخفية فسيعتقد الإبن أنه أمن العقاب، وكما قيل: (من أمن العقاب أساء الأدب)، فيقوم باتباع رغباته وشهواته، ولن يردعه في ذلك أحد، حيث تيقن أنه لا عقاب ولا رادع لأفعاله السيئة إن فعل. وكذا فإن الرقابة الظاهرة في كل المواقف تؤثر في شخصية الابن وسلوكه مع الآخرين، فتجده مضطرباً مهزوزاً خائفاً من كل شيء، يخاف مقدماً قبل الإقدام، ويخاف العقاب إن لم يثبت له الصحة، يعود في أموره كلها فيسأل أهله، فترى الناس من حوله يتنافرون، لأنهم لم يجدوا من يأمن نفسه ويعلم بقيمتها، ولا يثق في أفعاله، ولا يملك قراراته.
لذا فإن على الأهل، أن يدرسوا كل موقف، فهناك المواقف التي تحتاج لأن يعلم برقابتهم له، وهناك ما يجب أن يغض الأهل الطرف عنها، ولا يجب أن يعلم بتلك الرقابة، وبهذا يبنون شخصية ابنهم وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح، مع خوفه من الخطأ وقدرته على التصحيح.
عندما يخطئ الإبن على الأهل أن يقوموا بنصحه وإرشاده إلى الطريق السليم وإن أخطأ مرة أخرى أن يعاقب على حسب الخطأ ويجب أن لا يكون العقاب هو نفسه الذي سيعاقبه أهله على أي خطأ كان لأن بذلك لن يتعلم حجم الخطأ الذي أخطأه، أي أن هناك مواقف يكفي فيها النصح، وهناك مواقف تحتاج للعتب، وهناك مواقف للإنذار، وهناك مواقف تحتاج لعقابٍ أشد، وهكذا.
نحن نعلم أن الأهل يكونون منشغلين عن أبنائهم بسبب انشاغلهم بأعمالهم وبواجباتهم تجاه المجتمع وتجاه أقاربهم فيكونون بذلك مشغولين عن أبنائهم ولكن مهما كانوا منشغلين حتى إن لم يجدوا الوقت الكافي لأبنائهم عليهم أن يخصصوا وقتاً لأبنائهم وبتربيتهم وبمعرفة ما يقومون به في كل أمورهم وأمرهم باتباع قيمنا تجاه ديننا ومجتمعنا وذلك لأننا نعلم أن سبب انحراف الإبن عن الطريق الصحيح وذلك لأن رقابة الأهل لأبنائهم تكون أحد الأسباب.
لذا راقبوا أبناءكم باتزان، وتذكروا أن الرقابة أهم المؤثرات في سلوكهم وأخلاقهم.
أتمنى أن يكون مقالي هذا قد أوضح ما أردت أن أقوله وأن يكون مفيداً لكل من يقرؤه.
الكاتبة: نورة ع العامر
-
نوره العامرأحب القراءة والاطلاع، ومحبة للغة العربية والتاريخ، وأرغب في الكتابة في المواضيع ذات القيم الأخلاقية