لقاح كوفيد-19، يتصدّر المشهد العالمي
لقاح كوفيد-19، متى يكون مُتاحًا؟
نشر في 12 يوليوز 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بدأ العالم يستخدم مصطلح اللقاحات أو التطعيم منذ القرن الثامن عشر، بعدما قام الدكتور إدوارد جينر بالتوصل للقاح لمرض الجدري، بالتالي وضع الَلبِنَة الأساسيّة في صرح اللقاحات الشاهق الذي ساعد الأرض بنفض الأوبئة التي احتلّتها نيّفًا من الزمن وسلبت ملايين البشر أرواحهم.
يقوم مبدأ عمل اللقاحات على تقديم نسخة من الميكروب سواءً كان فيروسًا أو بكتيريا لجسم الإنسان، بحيث يكون إمّا مقتول أو تمّ إضعافه، وهو ما يهدف إلى تعريف الجهاز المناعي على هذه المُمرِضات في صورتها غير النشطة والمُسبّبة للمرض، بالتالي إتاحة الفرصة لإنتاج أجسام مُضادّة تُمكّن الجسم من التعرُّف على الفيروس أو البكتيريا حال التعرُّض الفعلي لها، من ثمّ رفع قدرة الجسم على مقاومة المرض والتصدّي له بنسبة قد تصِل أحيانًا إلى 100%.
مؤخرًا ومع انتشار فيروس كورونا المُستجَد المُسبّب لكوفيد-19، ارتفعت الحاجة بشكلٍ مُلّح لإيجاد لقاح آمن وفعّال لهذا الفيروس، ولأنّ مراحل سَير أي تجربة علاج أو لقاح جديدة لا بُدّ أن تسير وفق خطّة مُعتمَدة تضمن سلامة اللقاح على البشر، فقد تمّ الاعتماد على التجارب السابقة التي كانت تستهدف "السارس SARS"؛ نظرًا للتطابق الكبير بين كُل من فيروس كورونا المُستجَد SARS-CoV-2 وفيروس كورونا المُسبّب للمتلازمة التنفسيّة الوخيمة "السارس"، وهو ما وفّر كثيرًا من الوقت عِوضًا عن البدء من الصفر.
تُسابق شركات الأدوية الزمن وتتنافس مع بعضها البعض حول موعد طرح اللقاح الذي سيضع حدًا لانتشار كوفيد-19، وفي حين تسير كثير من التجارب بخطىً حثيثة وسريعة نحو الهدف، إلّا أنّ بعضها يتفوّق في النتائج وسرعة الحصول عليها، لعلّ "لقاح أكسفورد" الذي تُجريه جامعة أكسفورد في بريطانيا يُعدّ الأبرز، فقد أنهى الباحثون المرحلة السريريّة الثالثة على البشر بنتائج أوليّة مُبشّرة، إلّا أنّه يحتاج لأن يُثبت هذا اللقاح أمانه وسلامة استخدامه عبر تجربته على عيّنات أكبر قبل طرحه للأسواق بصورة رسميّة، ويُنتظَر -بحسب القائمين على البرنامج- أن يُطرَح اللقاح عالميًا وبصورة رسميّة بحلول نهاية العام أو بداية العام القادم وفقًا لِما ستُسفر عنه النتائج.
إلى حين اعتماد اللقاح الفعّال والآمن، يجب أن يتقيّد الجميع بقواعد السلامة العامّة عبر اتبّاع اجراءات النظافة الشخصيّة اللازمة، باستمرار تعقيم اليدين وغسلهم جيدًا، ومواصلة الحرص على البقاء مسافة 1 إلى 2 متر تقريبًا من الأشخاص المُشتَبه بإصابتهم بفيروس كورونا؛ وذلك من خلال ظهور أي أعراض تُشبه تلك المُرافقة للإنفلونزا.
-
Laila Al-Jundiمختّصة في كتابة المحتوى الطبّي، مهتّمة جدًا بكل ما يخص علم الأحياء الدقيقة وتشريح جسم الإنسان