"يوقظني أبي في يومٍ ليخبرني أنه علي الاستيقاظ للحاق بالطائرة المتجهة إلى القاهرة صباحاً ، لأجد نفسي أشعر بالدوار الشديد والإعياء وألم شديد في المعدة ، ليترك أبي وأمي تحضيرات السفر ونتجه إلى أقرب مستشفى ، ليخبرنا الطبيب بأنه علي البقاء في المستشفى لمدة ساعات لأنه لدي نقص في ما يُسمى بكرات الدم البيضاء -وهي أحدى مكونات الدم- لتقوم الممرضات بإعطائي بعض المحاليل الطبية ، كانت المرة الأولى في حياتي لأشعر مثل هذا التعب ، لتنتهي أخيراً المحاليل ويخبرني الطبيب بالأدوية اللازمة، ثم نذهب إلى البيت ونستكمل التحضيرات ومن ثم الذهاب إلى المطار للحاق بطائرتنا". يومٌ طويل لم أفكر فيه إلا بهذا الطبيب الذي لولاه ما كنت لأستطيع السفر والعودة إلى بلادي ، منذ هذا اليوم وأنا أحلم بأن أكون طبيبة ، لم أجد مهنة أفضل منها لمساعدة الناس ، المهنة التي يتعامل بها الطبيب فقط بعقله ولا يستخدم عواطفه ، فإن كان أمامه أشد الأعداء له وعليه إنقاذ حياته فسينقذها . الأطباء -الجيش الأبيض- لأي دولة ، فأي شعب يستطيع الحياة بدون طبيب ؟ لطالما عشقتُ كرة القدم منذ سن العاشرة ، حتى هذه اللعبة التي أعشقها لم تخلو من الأطباء ، يُصاب لاعبي المُفضل فأتمني لو كنتُ طبيبة لأعالجه ليعود للملاعب في أسرع وقتٍ ممكن. هناك أيضاً في بلدي الكثير والكثير من القُرى الفقيرة التي عشتُ أحلم بأن أذهب إليهم واحدة تلو الأخرى لأعالج كل من بها دون مقابل ، فمن يعلم كم طفلاً هناك يتمنى أن يصبح طبيباً يوماً مثلي ، فأكون عالجت من بها وجددتُ أحلام الأطفال. (المعطف الأبيض) رمز السلام والمحبة، الذي عشتُ طوال حياتي أتمنى أرتداءه ، فكم من إنسانٍ يشعر بالأمان عندما يرى صاحب المعطف الأبيض! لطالما أيضاً كانت الآية المفضلة على مسامعي قوله تعالى : " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ" ، فما بالك بطبيب حياته وعمله الروتيني المُعتاد هو إنقاذ حياة!
-
سامية أسامةطالبة بالصف الثاني الثانوي ، أهوى الكتابة واتمنى نشر مقالاتي