فيروس الكورونا -الحرب البيولوجية الحديثة - - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فيروس الكورونا -الحرب البيولوجية الحديثة -

سميرة بيطام

  نشر في 26 فبراير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

     يدور العالم اليوم برمته في فلك خبر انتشار فيروس الكورونا ، و هي بحسب تصريح منظمة الصحة العالمية زمرة من الفيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر تتراوح ما بين نزلة البرد العادية و بين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة ، كما أن هذه الزمرة من الفيروسات تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.

و على وقع ظهور هذا الفيروس في عدد من بلدان العالم تصرح في ذات الوقت تقوم منظمة الصحة العالمية بتوجيه إشارة انذار لكل الدول بأخذ الحيطة و الحذر .

فيروس الكورونا (2019،nCoV ) ،اول ما ظهر في مدينة ووهان الصينية ،و تجدر الإشارة الى أن نوعا من تفس الفيروس انتشر سابقا في المملكة العربية السعودية ليتم التخلص منه لاحقا ، و على اعتبار أن الصين دولة تعودت على ظهور الفيروسات التي يروج لسبب الانتشار الى أكل الصينين للحوم الحيوانات البرية ، و يبقى المصدر الحقيقي مجهولا ، و في إشارة للمعهد الأمريكي للوقاية من الأمراض و مكافحتها (CDC) ، فان أعراض فيروس الكورونا الجديد تظهر بعد يومين أو 14 يوما تقريبا من التعرض للفيروس ، و يذكر الأخصائيون الى أنه لابد من طرق محددة للوقاية من هذا الفيروس ، و لو أن الشائع و المألوف من طرق الوقاية للفيروسات هي في اتباع الطرق التالية :

*غسل اليدين باستمرار بالماء و الصابون. 

*تجنب لمس العينين أو الفم في حال عدم القدرة على غسل اليدين. 

*تجنب التعامل مع المرضى. 

*ينصح من يشعر بأحد أعراض الفيروس ان يبقى في البيت او يوضع في الحجر الصحي حتى لا تنتقل العدوى للآخرين.

و هذا جدول يبين نماذج لدول ظهر فيها فيروس الكورونا بعدد الإصابات و الوفيات :


  البلد                           حالات اصابات مؤكدة                وفيات مؤكدة 

 ايران                                       61                                               12

 الامارات                                  13                                                00

 الكويت                                   03                                                00

 إسرائيل                                  02                                                00

عمان                                       02                                                00

 مصر                                      01                                                 00

 لبنان                                     01                                                 00

 أفغانستان                             01                                                00

 البحرين                                01                                                00

 العراق                                   01                                                00

المصدر : جونز هوبكينز و بحوث بي.بي.سي يوم 24 فبراير 2020

فيما يذكر مصدر برلماني أن ايران تكتمت عن 43 حالة إصابة بالفيروس يوم الأحد 23/02/2020 ، معظمها في مدينة قم ، فيما قامت العراق و باكستان و أرمينيا و تركيا بغلق حدودها مع ايران ، كما علقت أفغانستان رحلاتها الجوية و البرية من ايران و اليها ، أما إيطاليا فهي تؤوي أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس الكورونا بإجمالي 165 حالة في أوروبا، من بينها أربع حالات وفاة ، و تشهد العديد من بلدات منطقتي لومباردي و فينيتو اغلاقا في الوقت الراهن ، و على مدار الأسبوعين القادمين لن يتمكن نحو 50 ألف مواطن قادرا على المغادرة بدون تصريح .

أما الجزائر فقد أعلنت وزارة الصحة و السكان و اصلاح المستشفيات عن تسجيل أول حالة ، و الحامل للفيروس هو رعية إيطالي ، ووجهت بذلك تعليمات لأخذ كافة الاحتياطات اللازمة.

أما كوريا الشمالية فقد احتجزت 380 أجنبيا على أراضيها معظمهم من البعثات الديبلوماسية في العاصمة بيونغ يانغ ، كما ذكرت وسائل إعلامية حكومية أن نحو ثلاثة آلاف شخص في مقاطعة نورث بيونغان في الشمال الغربي المتاخم للصين يخضعون للفحص بعد تقارير عن أعراض محتملة للإصابة بالفيروس، فيما علقت كوريا الجنوبية عددا من رحلاتها الى مدينة دايغو ، و هذا التعليق سيستمر الى غاية السابع و العشرين من مارس .

يبدو أن العالم متأهب لاحتواء فيروس الكورونا ، بحسب توجيهات منظمة الصحة العالمية التي أعلنته وباءا عالميا في الوقت الذي تصرح فيه الصين من تضاؤل فرص احتواء الفيروس .

ولو نظرنا بنظرة سياسية الى فكرة انتشار فيروس الكورونا ، نجد قراءات محتملة يمكن أن تتخلل فواصل انتشار العدوى ، في محتوى الأزمات الديبلوماسية التي من شأن الفيروس أن يحدثها و الظاهر أن غلق الحدود مع الدول المجاورة مخافة تسلل الفيروس ، له توابع في العلاقات الديبلوماسية و التي بمنطلق اقتصادي يمكن أن يحدث فروقات اقتصادية و تبعات مالية كبيرة للتصدي له ، فدائما و مع كل ظاهرة سياسية أو صحية أو اجتماعية يفرض المواطن العادي سؤاله عن تزامن الظاهرة مع بعض المشاكل السياسية مع بعض الدول ، فعزل ايران و الصين عن الخريطة العالمية و عن مجريات التقدم الاقتصادي له دوافعه و نتائجه ، خاصة عندما روج أن فيروس الكورونا تم تصنيعه في مخابر ، و منهم من يشكك أن العملية لها صلة مباشرة لكسر التقدم الصيني كمنافس للولايات المتحدة الأمريكية ، فأيا كان التأويل و مهما اختلفت التفسيرات ، يطرح سؤال بالموازاة مع الافتراضيات السابقة و هو عما ستجنيه الدول العربية مثل لبنان و العراق و الجزائر و مصر و غيرها من تبعات هذا الفيروس ، أم أن الأمر لا يتخطى مجرد احداث مخاوف و تجنيد الأطقم الطبية لمواجهة الفيروس بما في ذلك الانزال السريع لاستعمال الأوقية ، فاقتصاديا يبدو التضرر واضحا في وقف الرحلات السياحية و مشغلي سفن الرحلات البحرية و خطوط الشحن التجارية ، بالإضافة الى الغاء العديد من المباريات و اللقاءات عبر نقاط العالم .

لكن تبقى التأويلات و الأقوال منها ما يقترب من الصحة ان لم نقل صحيحا فعلا ،و منها ما يكون مجرد تخمينات بشرية عادية لمن يريد ان يعرف المصدر الأساسي لفيروس الكورونا و هل حقا هو نابع من أكل القطط و أنواع الثعابين و غيرها من الحيوانات تطبيقا لمعتقدات صينية أن أكل مثل هذه الحيوانات تقي من الأمراض ، و هو ما يجعلنا نحمد الله كوننا مسلمين نختار أكلنا مما أحله ديننا الحنيف و نمتنع عن أكل المنخنقة و لحم الخنزير و غيرها مصداقا لقوله تعالى " حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل الشبع الا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب و أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ، اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشوني ، اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت لكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ، فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم " سورة المائدة الآية 3 ، و هذا لما في المنع من حكمة علمية يدلي التحليل الطبي أن أكل هذه اللحوم فيه من الخطورة على الصحة الجسمية ما يجب تفاديه ليكون أوفر للصحة من متاعب الخضوع للفحوصات الطبية و اجراء التحاليل الطبية لاستبعاد الشك في حمل الشخص الظاهرة عليه أعراض شبيهة لأعراض الانفلونزا ما يقرب الشبه لفيروس الكورونا أو غيره .

و عودة الى فرضية تصنيع الفيروس في المخابر ، فان كان الأمر كذلك فهو يتوافق مع تطور الثورة البيولوجية خاصة بعد اكتشاف تحليل الحمض النووي DNA و الذي فتح المجال واسعا للاكتشافات وولوج العلماء الى مجال الاستنساخ و تصنيع الشبيه من الشيء المستنسخ في الحيوانات و الأطعمة و فيه محاولات لاستنساخ البشر ، هذه الأخيرة التي لاقت جدلا واسعا و منعا شديد اللهجة من علماء الدين كون أن الخلقة تفريد لله سبحانه و تعالى و بالتالي يحرم استنساخ الشبه من الانسان ، لذلك و بما أن المجال فتح أمام العلماء و الخبراء ، فهذا معناه أن على المنظمات العالمية أن تتصدى في تقنين قوانين تنظم عملية الاكتشاف و الابتكار بعيدا عما منة شاأنه الحاق الأذى و الضرر بالبشرية ، ثم ان سياسات الدول المتقدمة اليوم تبحث لها عن مخططات جيوسياسية لفرض هيمنة عالمية غير واضحة المعالم و الأبعاد في مخططاتها السرية ، و هو ما تعتمده تكنولوجيا الاعلام الآلي و الاتصال في ارتكاب جرائم سيبرانية لها علاقة وثيقة باستعمال الحاسوب دون الحاجة لرصد جيوش و أسلحة لاحتلال بلد ما و هو ما يعتبره العلماء تطورا علميا ،طالما أن البحث العلمي جاري و مستمر و مبتكر بحسب الآليات المطروحة في تغيير معطيات أي دولة اقتصاديا و سياسيا ، ثم الحروب العالمية لن تبقى على وتيرة الحروب الباردة أو الساخنة بقدر ما ستكون حروبا بيولوجية يكفي تصنيع فيروس و اطلاقه للانتشار على أوسع مدى في أن يدمر دول ، وبالتالي التفوق يكون لمن يمتلك قدرات علمية فائقة التقدم في مجال الفيروسات و السموم ، و هو ما سيكون دافعا لتغيير وجهات الاهتمام من التركيز على وفرة الحليب و الخبز في دول العالم الثالث الى التركيز على كيفية الوقاية من فيروس متنقل عبر المحيطات و البحار ليبقى غامض المصدر ،و الدافع بالتزامن مع ما تشهده الساحة العالمية من تغيرات في القوى و محاولة استعراض السلاح الأقدر على الفتك و بأقل التكاليف في الجهود و المواجهة صفا لصف .

على كل حال و أيا كان خطر فيروس الكورونا الذي ينتشر اليوم في العالم كله ، يبقى أنه على الدول النامية أن تختار بين اثنين : اما أن تطور أسلوب بحثها العلمي فتنتقل من المكتوب و المنقول الى الاكتشاف و الاختراع ، و اما أن تهيأ لها استراتيجية وقائية مما يصدره العلم و العلماء من توابع الثورة التكنولوجية و البيولوجية ، و بما أن الزمن في تسارع و ظهور أنواع الفيروسات المختلفة يجعل البشر يعلنون حالة الطوارئ ويغيرون نمط معيشتهم على الأقل في عدم التواجد بكثرة في التجمعات ،و بالتالي الزامية العناية بالنظافة الصحية اليومية ، و هو ما يعطي السمة الجديدة للتسلح في العصر الحديث أن يكون بيولوجيا و ليس عتاد أو آلات حربية ، لكن هل الدول العربية على أتم الاستعداد و التأهب لاحتواء هذه الحرب البيولوجية ؟..


  • 4

   نشر في 26 فبراير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

• إن ما جري يشبه إلي حد كبير في نتائجه الحروب العالمية ويجعلنا أمام بروفة يوم القيامة، فالذي حدث كان بحق هو الحرب العالمية الثالثة بل أشد وطأة وأكثر تأثيرًا؛ لأن الحروب العالمية لم تدخل كل بيوت البشر ولم تصل إلي كل أسرة، أما كارثة كورونا علي سبيل المثال فقد قدمت نمطًا جديدًا من المتاعب والآلام التي تصل إلي أي فرد مهما كانت حصانته أو امتلأت خزانته، فالثروة وحدها لا تضمن استمرار الحياة ولا تجلب بالضرورة السعادة الحقيقية؛ إذ إن الإحساس بالأمان والابتعاد عن الخوف هي شروط جوهرية لفتح طريق الأفق أمام الجماعات والأفراد نحو حياة أكثر استقرارًا وأقل خوفًا (د.مصطفى الفقي – بمقاله المنشور بجريدة الأهرام، تحت عنوان " سيناريوهات مستقبلية"، القاهرة 5 مايو 2020).
0
جدول الحالات قديم الاعداد في تزايد اللهم ارحمنا برحمتك بورك قلمك اختي الفاضلة الكريمة
1
.سميرة بيطام
المقال كتبته عند اعداد هذه الاحصائيات..شيء منطقي ان الاحصائيات في تزايد و اخر مسنجد ليوم 2020/03/06 هو اكتشاف نوع ثاني من سلالة كورونا اكثر خطورة و فتكا.العالم الله اين ستصل الامور.
شكرا لك.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا