يوم التراث العالمي 18 نيسان - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوم التراث العالمي 18 نيسان

"الرياضات التقليدية"

  نشر في 19 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

يصادف في الثامن عشر من نيسان/ابريل كل عام مناسبة يوم التراث العالمي وهو اليوم الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء به سنوياً منذ عام 1983، برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل زيادة الوعي وحماية التراث الإنساني ، وقد حدد المجلس شعاراً لهذا العام 2016 " الرياضات التقليدية".

وقد أقرت الايكوموس هذا الشعار لما تمثله الرياضة من جانب مهم في حياة الأفراد والجماعات وانسجاماً مع الألعاب الاولمبية التي سوف تقام هذا العام في ريو دي جانيرو بالبرازل خلال شهر آب 2016 . وكذلك فقد كانت الألعاب الرياضية حاضرة في حياة شعوب الحضارات القديمة حيث مارسوا الرياضة وطوروا الألعاب والقوانين وبنوا المنشآت والميادين الرياضية ومضمار الخيل والمسابح والمدرجات الكبيرة التي مارسوا فيها مختلف الأنشطة الرياضية . 

لا يعرف على وجه التحديد بداية ممارسة الإنسان للرياضة ، ويبدو أنها تعود إلى فترة مبكرة من حياة الإنسان، وقد عثر على رسومات جدارية داخل كهف لاسكو جنوب غرب فرنسا يرجع إلى أكثر من سبعة عشر ألف عام تصور رسومات الركض والمصارعة، وقد اشتهرت مراكز الحضارات القديمة في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل وبلاد اليونان بممارسة العديد من الرياضات وتشييد المرافق الخاصة بها.

يعود الفضل في فكرة المنشآت الرياضية إلى الأغريق فهم أول من أقام الألعاب الاولمبية، وقد أقيمت أول دورة لهذه الألعاب القديمة عام 776 ق.م ، ويعتبر الكولوسيوم أو المدرج الفيلافى في روما أبرز المعالم الرياضية القديمة في العالم، يرجع تاريخ بنائه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية فى القرن الأول للميلاد وكانت ساحتة تستخدم فى قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية، مثل صيد الحيوانات وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة، والأعمال الدرامية التى كانت تعتمد على الأساطير الكلاسيكية. وكذلك الحال في سائر المدن التي تعود إلى الفترة الرومانية بالأردن مثل حلف المدن العشر الديكابولس الذي انشأه الإمبراطور بومبي عام 64 ق.م ، حيث انتشرت فيها المنشآت الضخمة كالمدرجات التي مورست فيها الرياضات المختلفة ومضمار سباق الخيل (الهيبدروم) والمسابح والحمامات العامة.

تشتهر الرياضات التقليدية الشعبيية في عدد من الدول وتنظم لها مهرجانات دورية تقام سنوياً ، كما قامت بعض الدول بتسجيل عدد من تلك الرياضات التراثية على قائمة التراث العالمي، ونحن في الأردن مدعون لأحياء هذه الرياضات التي كان يمارسها الأجداد وتعتبر من الموروثات الثقافية الأصيلة التي يجب العمل على تشجيع ودعم ممارستها وتنظيم المهرجانات الخاصة فيها محلياً ودولياً بالمشاركة وتوثيقها كرياضات تراثية خاصة بمجتمعنا، ولعل من أبرز تلك الرياضات التقليدية: رياضة سباق الهجن والفروسية والصيد باستخدام الصقور أو كلاب الصيد والرياضات المائية مثل سباق القوارب الشراعية، ورياضة شد الحبل، وهناك رياضات أخرى مثل حمل الأثقال والرماية والمبارزة ، هذا وقد شارك الأردن في البطولة العربية للتراث والرياضات التقليدية الشعبية والفولكلورالذي اقيم في عدد من الدول العربية.

والتراث مصطلح واسع في مفهومه يشمل الإرث الثقافي المادي وغير المادي للأفراد والجماعات التي خلفته لنا الأجبال السالفة في ميادين مختلفه وانتقل من جيل لآخر. ويتنوع التراث الثقافي المادي ليشمل (البيئة المبنية والطبيعية والمصنوعات) كالمخلفات الحضارية من الآثار القديمة: المدن والقلاع والأبراج والحصون والتماثيل والأواني والمسكوكات وأدوات الزينة والرسوم والنقوش وغيرها . بينما يشمل التراث غير المادي كل ما توارثته الأجيال من عادات وتقاليد شعبية قديمة وأشكال الممارسات الشفاهية والملاحم، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية، والمعارف والابداعات والقيم والعلاقات بين الأفراد والجماعات، ويأخذ التراث الثقافي أشكال تعبيرية كثيرة ومتعددة: لغوية كالقصص والحكايات أو الرياضات ، كذلك الحرف والصناعات الشعبية والأصوات كالأغاني والموسيقى الشعبية.

اليوم وفي ضوء سرعة عجلة التطور الذي يشهده العالم والمتغيرات، فقد قل الاهتمام بالتراث الثقافي الإنساني وأصبح يعتبره البعض جزءً من الماضي وتاريخ مدون في الكتب على رفوف المكتبات، أو محفوظاً في خزائن العرض  بالمتاحف التي تخلو من الزائرين.

إن التحديات والصعوبات التي تواجهنا اليوم هي كبيرة والتي تعمل على تشويه صورة التاريخ والهوية الحضارية سواء كانت عوامل خارجية أو داخلية ، وبخاصة ونحن نعيش بالقرب من بؤرة صراع متوترة في مناطق تعتبر مراكز للحضارات القديمة أدت إلى الحاق الضرر بكثير من مواقع الآثار والمتاحف في العراق وسوريا واليمن والاتجار بالآثار وتهريبها ونبش مواقع الآثار بطرق غير مشروعة.

لقد آن الأوان للعودة للماضي ، بدل التغني به أو التباكي على أطلال الآثار القديمة ، والعودة لا تعني الرجوع إلى الخلف لأن عقارب الساعة لا ترجع للوراء ، بل فهم المورثات الحضارية ومعرفة قيمتها وتعليمها إلى جيل اليوم ليعرف تاريخه العريق وهويته الحضارية وتراث أسلافه الثقافي.

تشكل المورثات الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية جانباً كبيراً من حياتنا وقيمنا النبيلة النابعة من العادات والتقاليد والموروثات الشعبية الأصيلة، وكذلك الحال في كثير من التعابير والممارسات الشعبية والصناعات والحرف اليدوية وأدواتها والملابس والأغاني والأهازيج والدبكات والحكايا والقصص وغيرها،     

لكي نحافظ على تراثنا الثقافي لا بد لنا أولا أن نفهم معنى التراث لنعرف قيمته ثم نحافظ عليه وبالتالي نستطيع أن نتمتع به. نحن مدعون اليوم على المستويين العام والخاص لبذل الجهود الكبيرة لحماية تراثنا الثقافي من العبث والمتاجرة فيه والعمل على صونه وحمايته وتسويقه سياحياً داخلياً وخارجياً، والعمل على تسجيل عدد منها على قائمة التراث العالمي. 



   نشر في 19 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا