أريد منها أن تمسك وردتي بشدة وأن تستعيد ذكرياتنا في كل لحظة يصل فيها نقاشنا نحو طريقٍ مسدود.
أريد منها أن تسكب الماء في نصف كوبي الفارغ وأن تملأ غرفتي الخاوية بحقيبتها وملابسها وزجاجات عطرها، أريد أن أكسب حضناً يعوضني عن حضن أمي الراحل وعن حنان افتقدته منذ زمن.
أريد منها أن تكن أميرة، مبهرة، ساحرة، رائعة، مبهجة، لطيفة، كي تزرع الود بيننا، وكي تسطع شمسها لتغزو بيتنا.
أتذكرين ...
تلك الليلة الباردة عندما كنا نمشي شتاءً، والدنيا ظلام يكحلها نور القمر المبهر؛ حينها .. كنتِ كوردة ولدت من جوف صخرة وسط صحراء الربع الخالي، ك نسمة ربيعية قد فاجأت فصل الخريف، عناقيد عنب تدلت من سقف خشبي في بستان أخضر.
ماذا أريد بعد ...
أريد أن أحظى بتلك العينتان الخضراوتان اللتان تشبهان في حدتهما حد السيف، كل من نظر إليهما قُتل، وإلى حبات التوت التي تزين شفتيكِ، إلى بشرتك الصافية ك سطح ماء بحيرة بين جبلين جليدين، إلى شعرك المسترسل لونه ك لون حصان أسود عربي أصيل، سبحان من جعل نصف جمال الدنيا في وجهك ونصفها الآخر في ابتسامتك.
#غزوان_الحمصي
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي