اسباب انهيار الدوله الامويه.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اسباب انهيار الدوله الامويه..

  نشر في 13 فبراير 2018 .

 قام العديد من الباحثين بالدراسة حول اسباب سقوط الدولة الاموية، فتعددت الاسباب حول انهيار الدولة، فمنذ ان استولى البيت الاموي على خلافة المسلمين بالقوة لا عن رضا ومشورة، فان معاوية بن ابي سفيان استعان باهل الشام الذين كانوا شيعته على من خالفه من اهل العراق والحجازحتى تم له الامر ورضي الناس عنه والقلوب منطوية على مافيهامن كراهية ولايته. كان في الامة العربية فريقان عظيمان لايرضون عنه وهم الخوارج وشيعة بني هاشم الاولون ذو اقدام وبسالة الداء لا يقف في اوجههم عما ارادوا شيء الا ان يكون الفناء والاخرون عددهم عظيم، ومن السهل تحريك القلوب من اجل نصرتهم لما لهم من شرف النسبة الى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله،فهذه كانت اولى واهم الاسباب التي ساهمت في سقوط وانهيار تلك الدولة.

    وايضاً هناك عدت اسباب ادت الى سقوط الدوله 

1) ولايه العهد :

لقد ابتدع معاويه نظام الوراثه ، وعهد بالخلافه لابنه يزيد بحجه منع هدر الدماء عند تعين خليفه جديد ، الا ان هذا الهدف لم يتحقق ، ودخلت الامه في صراع استمر مايزيد على اثنى عشر سنه ، منتهياً باعاده توحيد الدوله تحت خلافه عبدالملك 

وجاء المروانيون ليبتدعوا طريقة اخرى ، وهي البيعة لاكثر من واحد ، فمروان بايع لعبدالملك ولعبدالعزيز ، وحاول عبدالملك خلع اخيه الا انه لم يفلح . ولحسن حظه ان عبدالعزيز مات قبله ، فعهد لابنيه الوليد وسليمان ، وفي روايه اخرى ان يكون لاحد ابناء عاتكه نصيب في الخلافة من بعدها. وحاول الوليد خلع سليمان والبيعة لابنة ولم يستطع اذا اعتصم سليمان في فلسطين ولم يقدم على اخيه ، وكذلك حاول سليمان ومن ثم هشام . لقد كانت محاولات خلع ولاة العهد تسبب نقمة الخلفاء على المؤيدين للخلع واحتضان المعارضين له مما كان يبعد الكفاءات عن الادارة ويخلق جواً من التوتر في داخل الدوله عند تسلم كل خليفه . اضف الي ذلك ان تعيين الابناء ولاة عهد لم يتم وفق اسس معنية ، بل كان ذلك يخضع للمزاج العام للخليفة ، كما ان النظام الوراثة بهذه الصورة لم يكن في غالب الاحيان يقدم الافضل لمنصب الخلافة . اورث الشحناء بين الاخوة ايضا تعدد الامهات ( زوجات الخلفاء ) مما كان يؤدي الي انقسام بين الاخوة غير الاشقاء ، وقد ظهر هذا واضحاً طيله الحكم الاموي . كما ادى الي بروز عصبية الخؤولة نظراً لتعصب بعض الخلفاء والامراء الي اخوالهم من القبائل . 

2) انقسام البيت الاموي : 

لقد قامت الدولة الاموية نتيجة تكاتف الامويين ودورهم الفاعل الذي بدأ يطفو على سطح منذ خلافه عثمان بن عفان ، ومرواً بخلافه معاوية ، ومروان بن الحكم . وقد كانت اهم الوصايا التي اوصي بها عبدالملك ابناءه هي عدم الفرقة والخلاف . الا ان هذه النصيحة ذهبت ادراجها منذ خلافة يزيد بن عبدالملك الذي لم يكن على علاقة حسنه مع اخية هشام ، وجاء هشام ليعزز هذا الاتجاه في علاقته مع الوليد بن يزيد . وما ان تسلم الوليد الخلافة ، حتى اظهر العداء لابناء عمومته فظهر الانقسام بين الامويين . فالوليد ومعه اخواله من السفيانيين ، ويزيد بن الوليد ومعه معظم اخوانه ، وابناء عمه هشام ، والحرب التي دارت في الشام هي حرب الامراء الامويين بالدرجة الاولى مما انهك القوات الشامية ، وفرط العقد الذي كان ينتظمها طيلة الحكم الاموي ، لتتهاوى سريعاً امام ضربات العباسين . ان جميع فئات الشعب من مواليدوعرب ، ويمانية ، وقيسية وخوارج وشيعة وغيرها قد شاركت بالاطاحة بالدوله الاموية ، الا ان الضربة القاصمة جاءت من انقسام الامويين على انفسهم ، وبانقسامهم انقسم معهم عالم القبائل والبلدان .

3) العصبيه القبليه : 

لقد كانت العصبية القبلية من الاسباب المباشرة التي ادت الي سقوط الدولة الاموية ، وقد ساعدت السياسة التي انتهجها بعض الولاة والخلفاء على إ ثارة النعرات القبلية وقسمت العرب الى جذمين كبيرين هما : اليمانية والقيسية او المضرية . بدلاً من ان يكون الخلفاء فوق كل الشبهات في الانحياز الى جهة ما ، نرى انهم بدأوا يتحيزون الي فريق دون اَخر ، فيزيد بن عبدالملك تحيز للقيسية ، واليمانية شايعت يزيد بن الوليد ، ومروان فرض لقيس وترك القبائل الاخرى . وبهذه السياسة اصبح الخلفاء رؤساء أحزاب وليس رؤساء دولة . 

4) اتساع رقعة الدولة وقلة عدد العرب : 


    بلغت الدولة الاسلامية اقصى اتساعها في الدوله الاموية فتعذر على الامويين ادارتها ادارة مركزية قوية. ومع ان مصر والمغرب ثم العراق والمشرق كانت عملياً مستقله في ادارتها عن دمشق فان الشام نفسها وشبه جزيرة العرب كانتا احياناً مهد اضطراب شديد خصوصاً عند بداية تنازع العصبيات

5) حياة البذخ و الترف لبعض الخلفاء الامويين : لقد جاء الترف نتيجة الاموال التي كان يتلقاها الأمويون من الدولة ، ولم يكتفوا بذلك بل بدأوا يتطلعون الى امتلاك افضل الأراضي في الدولة مما أثار حفيظة الناس ، جاء غلام من الأنصار الي معاوية وقال له : يامعاوية ما جعلك واهل بيتك أحق بهذة الاموال منا ، وانما افاءها الله بسيوفنا ورماحنا (1) .               وقد تملك الوليد ، ومسلمة ، وهشام أراضي واسعة كانت تدير عليهم الغلات الوفيرة . وفي الشام على سبيل المثال كان لعبدالعزيز بن الوليد قرية الجامع بالمرج ، وللعباس بن الوليد قطائع بممرعش ، ولمحمد بن الوليد ، المحمديات قرب دمشق ، ودير محمد عند المنيحه من اقليم بين الأبار (2) . ان تدفق الاموال وامتلاك الاراضي جعل أفراد البيت الأموي يميلون الي الترف وبناء القصور في مناطق عديده من الدولة لاسيما ما كان منها في الاردن اليوم مثل قصر القسطل وقصر الموقر ليزيد بن عبدالملك ، وقصر المشتى للوليد بن يزيد ، وقصر الطوبه ، ومشاش ، والحرانه ، وعمره للوليد بن عبدالملك ، والحلابات ، وحمام الصراح ، وقصر عين السل ، وقلعة الازرق كلها شواهد على الأثار الامويين في الاردن وحدها ، بالإضافه الي القصور في الرصافه وغيرها من مناطق غوطة دمشق . وقد بلغ من ترف الأمويين انهم كانوا يسمون القصور نسبة الي الألوان التي تطلى بها . 

6) تولي العهد لاثنين في وقت واحد :                                        من العوامل الأخرى التي أدت إلى زوال الحكم الأموي ذلك النظام الذي أدخله ” مروان بن الحكم ” بالدولة الأموية وهو تولية العهد لاثنين فقد عهد بالخلافة إلى وَلديه عبد الملك ثم عبد العزيز ولما تولى ” عبد الملك بن مروان ” الخلافة بعد أبيه سار على سُنة أبيه في تولية العهد ففكر في خلع أخيه عبد العزيز من تولية العهد ورأى تولية العهد إلى ابنيه الوليد ثم سليمان لكن توفى أخيه عبد العزيز قبل الإقدام على خلعه فمرت تولية العهد لهما بدون حدوث فتن.

‎واستمرت هذه السياسة قائمة بالدولة الأموية وأورث هذا النظام العداء والبغضاء وأخذ الخليفة القائم يحاول التخلص والانتقام ممن يخشاهم من العمال  الذين يناصرون ولي العهد السابق أو ممن يشكلون خطراً على أولاده بعد ذلك مما أدى في النهاية إلى زوال الدولة الأموية .

‎7) التيارات الفكرية المختلفة:

نشأت في العصر الاموي تيارات فكرية مختلفة كالتشيع والمذهب الخارجي والاعتزال والارجاء. ولقد كان بعض هذه التيارات مخالفاً لبعضها الاخر او مناقضاً له. هذا زاد في اضطراب الامر على الامويين.

8) الثورات ضد النظام الأموي :


1- ثورة الحسين بن علي رضي الله عنه:

    كانت ثورة الحسين بن علي رضي الله عنه ضد يزيد بن معاوية من أخطر الثورات ضد الأمويين، لا لأنه كان يقود جيشاً كبيراً يستطيع مع الأمل والرجاء أن يحطم كيان تلك الدولة، وإنما لأنه كان يمثل ضمير الأمة الراغبة في الاستمساك بحقها في منح السلطة لمن يستحقها من رجالها، ثم إن استشهاد الحسين رضي الله عنه كان عامل شحن عاطفي قوي ضد الأمويين أدت إلى حدوث الثورات الأخرى التي واجهها الأمويون باسم حركة التوابين مرة وباسم حركة المختار الثقفي مرة أخرى وكانت في النهاية إحدى المآسي التي حركت كوامن الغضب عند معارضي الدولة الأموية وقد استغلتها الدعاية العباسية في ضم الأنصار وترتيب صفوف الحركة وإذا كان صحيحاً أن الدولة الأموية فقدت وجودها بعد أن فقدت مقومات حياتها ومنها القوة والوحدة السياسية المعارضة للأمويين. كان لها دورها الكبير في تحطيم دولتهم، فإن ثورة الحسين تقف من ضمن المعالم البارزة التي أسهمت طول الزمن في القضاء على الأمويين ودولتهم.

 

2- ثورة زيد بن علي بن الحسين:

    خلفت ثورة زيد وراءها أحداثاً ساهمت إلى زوال الخلافة الأموية، فالدعوة العباسية نالت بموت زيد أكبر تعضيد إذ زال من طريقها منافس قوي وخصم شجاع، كما أن الشيعة فقدوا بمقتل زيد قوتهم فأتاح ذلك الفرصة لانتصار الدعوة العباسية، فقد استفادة الدعاية العباسية من توظيف مقتل زيد وابنه يحي في حشد الأنصار ضد الأمويين.

 

3-الخوارج:

    بدأت حركة الخوارج السياسية، واستمرت مدة طويلة جداً. ان الخوارج كانوا يقاتلون الولاة الامويين فضعفت الدولة الاموية بذلك ضعفاً شديداً، وخصوصاً في اواخر أيامها حينما سيطر الضحاك بن قيس الشيباني على العراق وجنوبي فارس وكاد يقطعها من الدولة الاموية مرة واحدة.

  

4-ثورة الشيعة في خراسان ومعهم اليمانية:

    نشأت حركة التشيع نشأة سياسية. لكن اصحاب هذه الحركة في المشرق لم يستطيعوا قط ان يصلوا الى الخلافة. ولما ادركوا انهم لن ينجحوا في ثوراتهم على الامويين انسحبوا ليعيشوا بعيدين عن مركز الخلافة امنين على انفسهم. ولقد ظلوا بطبيعة الحال ناقمين على بني امية. في هذه الاثناء كانوا قد جمعوا انصاراً كثار من الموالي في فارس في خراسان. هؤلاء الموالي المناصرون للشيعة كانوا ايضاً ناقمين على الامويين لسياستهم القومية والاقتصادية.

    زادت النقمة في خراسان على الامويين لما جاء مروان الثاني وقرب اليه القيسية. كان في خراسان عدداً كبيراً من اليمانية يبلغ نحو مائتي الف. فلما علم هؤلاء بتقريب مروان لخصومهم القيسيين زادت نقمتهم وضموا جهودهم لجهود الشيعة والموالي واعلنوا الثورة على الامويين. مما زاد خطر اليمانية في خراسان على الدولة الاموية.

9) ظهور الدعوة العباسية وانتشار دعواتهم ومعاركهم في خراسان والكوفة ، ومقتل مروان بن محمد اخر الخلفاء الامويين كان السبب الاخير في القضاء على الامويين وانتقال الحكم الي العباسين .

ولذلك لم تستمر الدولة الاموية قوية كما بدات عام ( 41 هـ / 661 م ) ولكنها اخذت تضعف حتى انتهى امرها بالزوال وسقوطها عام ( 132 هـ / 750 م ) اي استمرت حوالي 90 عام . 



   نشر في 13 فبراير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا