طابع الأغنية العراقية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

طابع الأغنية العراقية

  نشر في 30 غشت 2017 .

طابع الأغنية العراقية

عندما استمع الى صوت مقام بغدادي وهو صادر من بعيد في ليلة هادئة اكاد احس بأنه لُحن إثر طاعون جارف قضى على اكثر الناس فهو صوت انسان مات جميع اهله وبقي وحده يئن من الوحشة وفناء الدنيا ( علي الوردي )

فالاغاني العراقية لا سيما المقامات البغدادية يغلب عليها طابع الحزن , مملوءة بالشكوى والحسرة والألم فهي اغاني جنائزية ( يمه يا يمه , اوف اوف , اويلي اويلاه )

على ضفاف احد فروع الانهار في هور العمارة بينما كانت النسوة يطحنن الحبوب رسى مشحوف على مقربه منهن يحمل جنازة شاب كانت امه تصرخ "احميد ولك يمه "

اما النسوة فقد لطمن الخدود وارتفع عويلهن بالبكاء والظاهر انها اصبحت عادة ترددها النسوة اثناء طحن الرحى " احميد ولك يمه " بأنين الأم المفجوعة على رحيل ابنها

صادف ان احد المطربين استمع لاحد النسوة وهي تترنم بهذه العبارة فأضاف اليها شيء من اللحن وغناها ( واصبح طور احميد من اطوار الغناء الريفي )

احميد ولك يمه حطيت الك ذمه

اكعد يريع الروح الدنيا ملتمه

احميد العباره حطت للعماره

وامك المحتاره بالضيم يايمه

وهناك العديد من الاطوار و الالوان الغنائية تتنوع تسمياتها بعضها على اسماء اشخاص او مدن او عشائر

كأسلوب الهجع وطور المحمداوي والغافلي والعنسي والصُبي والشطراوي وغيرها

وكل طور يحمل طابع ابناء تلك المنطقة في الاداء والمفردات الشعرية واذا ما انتقل او تسلل الى المناطق الاخرى من المرجح ان يفقد الكثير من طابعه واصالته فهو يضم في اسلوب نظمه الكثير من المفردات التي لا يفهمها ولايجيد لفضها غير ابنا تلك المنطقة تبعاً للهجتها ومفرداتها الخاصة

قد نعجب من بعض المتمسكين بالمقامات القديمة وما الاغاني الحالية الا امتداد لتلك الاطوار وخليط منها فليس كل جديد دخيل فحتى تلك الاطوار القديمة ليست اصيلة فمن المحتمل ان تتغير باستمرار لتصبح اكثر ملائمة لمجالس الغناء و الرقص والملاهي

احد المطربين الريفيين يعتقد ان جميع العراقيين ذات طابع ريفي وجه انتقاد لكاظم الساهر لأنه بعيد عن الطابع الريفي واذا ما غنى ريفي فهو مساهم بانحراف الاغنية العراقية لا سامح الله !

وان يكن فالعراقيون عاشو حقب من الضروف القاهرة جعلتهم يميلون للاطوار الريفية ( احو يا نار كلبي )

لكنهم وقت الفرح يعوضون حزنهم بايقاعات الردح ( للكاع ابو سعود انجخ ) فلا عجب ان نحضى بمطرب ينعي ويردح فالاغنية العراقية ومنها الحديثة مزيج بين الحزن و الطبلة "وعليمن يا كلب تعتب عليمن "

عموماً الاغنية تأخذ طابعها و مجراها تبعاً لمكان ولادتها متأثرة بماضيها .

#غيث_الشمري



   نشر في 30 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا