اين ستكونين بعد 10 سنوات ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اين ستكونين بعد 10 سنوات ؟

  نشر في 27 يونيو 2018 .

صدمني السؤال مع انه من الاسئلة التي استهلكت لتكرارها في عديد الازمان والاماكن

سأل المحاضر : اين ترين نفسك بعد 10 سنوات ؟؟

اصابني الذهول ،فلا اراني في مسير حياتي تفكرت بهذا السؤال ، آثرت الاستماع لاجابات الآخرين ، وقد تنوعت اجاباتهم بين تحقيق طموحاتهم الشخصية وبين سفر واستكمال لدراساتهم العليا .

انتهت المحاضرة وقفلت عائدة لمنزلي وبقي السؤال يرن في مسمعي : اين ترين نفسك بعد 10 سنوات ؟؟

هل الزمان في هذا السؤال هو العنصر الحاسم ؟ ماذا سيتغير بعد 10 سنوات ؟ وهل التغيير هو تغيير في الانسان او في مساره المهني او في فكره ؟

اجتاحتني عاصفة من الاسئلة وبدا السؤال عميقا رغم ابتذاله ، وبت ليلتي اتفكر في حالي بعد 10 سنوات .

يطرح هذا السؤال غالبا وتكون اجاباته المتوقعة مرتبطة بالسياق المادي لحياة الانسان ... وبذلك يجيب المعظم ..يتوقعون نجاحا وتقدما وانفتاحا اكبر في مسيرتهم المهنية وارتقاء علميا او تحقيقا لحلم .

ان مستقبلك بعد 10 سنوات مرتبط ارتباطا وثيقا بأداءك وحسن تصرفك في حاضرك ، وان كان يفهم من السؤال أن مستقبلك بعد 10 سنوات سيكون مختلفا أو مميزا أو مفاجئا ، لكني أرى أن ما تفعله اليوم بكل تفاصيله الدقيقة والمملة منها هو ما سيصيرك لما ستكون عليه بعد 10 سنوات .... فمستقبلك هو نتاج عملك وتخطيطك وليس الا صورة محسنة او سيئة عن حاضرك وأحيانا ماضيك .

هذا الجانب المادي في رؤيتنا لمستقبلنا لا يجب أن ينسينا عظيم تدبير الله لحياة الانسان ... وهذا ما لا تستوعبه عقولنا المحدودة ...فنتذمر ونتسخط فليس هذا مستقبلنا الذي حلمنا به وقضينا الليالي في تصوره وقدمنا وقدمنا لنبلغه ....وفي دوامة الاحباط واليأس وخيبة الأمل لا بد أن نتذكر ...أن تدبير الله لحياتنا له معان عظيمة يصعب على عقلنا المحدود ادارك مغزاها ومعناها ،ولكننا نلمس عظيم رعايته وحسن تدبيره سبحانه ...ولو متأخرين ، وهذا حال الانسان منذ القدم متسرع يستعجل رؤية وفهم العبرة من أي حدث في حياته ... لا يرى خلف المنع من رغباته سوى القهر والحرمان وتخفى عليه المعاني العظيمة ،فالمنع أحيانا شكل من أشكال العطاء.

 بعد 10 سنوات  أريد أن أظل محتفظة بانسانيتي في هذا العالم الموحش الذي يزدري ويحارب بقسوة من يختلف عنه ولا يشبهه بفكر أو مظهر او لغة أو معتقد ، أحب أن أحتفظ بقدر من البراءة والعفوية في بحر الابتذال وحب المظاهر وتقديس كل ما هو مادي محسوس على حساب الروحانيات وأعمال القلوب ...اريد أن أظل ثابتة على مبادئي دون أن تغيرني عنجهية هذه الحياة المادية المعاصرة الخالية الا من حب وتقديس الذات وتحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين دونما التفات لمعاني الرحمة والتكافل والايثار .

أريد أن ارتقي بنفسي وأخلاقي وقيمي وأن لا تنال مني الملمات وتفقدني ايماني واعتزازي بالمثل العليا ومعاني النزاهة والعدالة  وحسن التعامل وحسن الظن والرأفة والتعاطف والطيبة والأمانة والوفاء .

نحن لا ندرك كم تستهلكنا وتستعبدنا الحياة المعاصرة بكل تفاصيلها... تبعدنا عن كل ما هو اخلاقي وروحاني وانساني في سبيل تحقيق احلامنا وطموحاتنا ورغبتنا بأن نكون الافضل والانجح والاغنى والاشهر ...ناسيين أو متناسيين أن أعظم ما نحافظ عليه في هذا السباق المحموم نحو التميز والتفرد هو انسانيتنا ونبل اخلاقنا وتضامننا مع عذابات المقهورين وسعينا لتحقيق معاني العيش بكرامة وانسانية قبل كل شيء  .


  • 7

   نشر في 27 يونيو 2018 .

التعليقات

آلاء بوبلي منذ 6 سنة
رائعة اعجبتني كثيراً
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا