- مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

  نشر في 29 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لا أعلم إن كان يحق للمرء أن يؤرخ لنفسه أو أن يكتب سيرته الذاتية أو أن يكتب مذكراته.

في رواية طي الكتمان عكفت على سرد قصص واقعية ترجمة لمراحل عمرية مر بها الكثيرون والتي تنطبق على الكثير من الناس وإن اختلفت البيئات أو البلدان. هناك الكثير من الأمور المشتركة بيننا كعرب في شتى بقاع العالم العربي، فهناك العادات والتقاليد والأعراف والقيم التي تجمعنا، وحتى الظروف البيئية والاقتصادية التي مر بها وطننا العربي من احتلال واستعمار ونكسات .

في الحقيقة ترددت كثيرا في نشر أجزاء الرواية لخصوصيتها نوعا ما, ولكن بعد تفكير طويل لم اجد سببا يمنع نشرها, بل وجدت اسبابا لنشرها : ففي لعبة الزمن ..لا يمكننا احداث ازمنة أخرى..قد لا يعجبنا ما ولى وذهب من الماضي, وقد نحن الى غد لا وراء امامه..قد نخاف الحاضر أن يأخذنا منا ..أما المستقبل فلا يستحق الانتظار..كيف نثق بما لا نراه الا ان خرج بثياب الأمس؟!..ولكن أحيانا ,قد يجد الإنسان نفسه وحيدا..يتوغل في ذاته وحده..يرهقه ماض ذهب..ويقلقه حاضر كئيب..ومستقبل مجهول..يجد نفسه وحيدا تماما كمنظر الغروب الجميل يفكر..يسرح بخياله ويقول :

"هذا الجمال لا قيمة له لان لا أحدا يشاركني إياه"

"لا يمكنني أن اكتب ذاتي,ومن تلك الذات التي تكتب ذاتها, وكلما توغلت الذات في الكتابة حجمتها, وجعلتها في حالة عبثية"

لا بد للإنسان أن يتخلى عن مهام كئيبة ترهقه..وعن وساوس غير معقولة تضنيه..عن تصرفات تشقيه..عن ردود أفعال تؤرقه..لا بد أن يقوم ولو خلسة بأعمال جنونية, ويكون هو نفسه الشاهد الوحيد على جنونه..يستنهض بالحب طاقته..أن يثق بان كل ما يقوم به له معنى..أن يعيش دون أنين..ويكون المعنى المختار هو قوته!!

"إن كل من الفكر والمشاعر شيءفريد..وورائهما يحتجب المعنى الأخير"

أردت أن أزرع في باطن كفي حلما،وأطير بي نحو الغد..فتلسع العقارب المتحركة عين الفجر..وأكتشف أن لا جناح على الوقت..رفع القلم،فأثمرت الأحلام يباسا!!

في حي فقير من أحياء احدى العواصم العربية ترعرعت ..كان تقبع دار ذلك الطفل الذي حمل منذ نعومة إظفاره هموم وطن لم يحمل همومه.

عاش ذلك الطفل في كنف عائلته ..وبالرغم من الفقر الذي كانت تعيشه تلك العائلة,إلا أنهم كانوا سعداء بحياتهم,فالكل كان يعمل حتى يستطيعوا التغلب على ضنك العيش..كانت آثار التعب والإرهاق قد سطرت اخاديدا على وجوه تلك العائلة.

بالرغم من ذلك,كانت سعادتهم عارمة عندما يلتفون حول مائدة الطعام البسيطة في آخر النهار التي لا تتعدى شوربة العدس أو الفول والبندورة وبعض المقليات كالبطاطا والباذنجان, يتساءل ذلك الطفل:هل للفقراء نصيب حتى لو كانت في أرجل الدجاج,فقد سمع مرة من احدهم أن أرجل الدجاج تحتوي على مواد مفيدة للإنسان مثل البروتين..

في تلك القرية عاش ذلك الطفل ذو الخمس سنوات,كان يراقب الأطفال صباحا وهم ذاهبون إلى مدارسهم..يبتسم ويترقب بحرقة ذلك اليوم الذي سيذهب به معهم إلى المدرسة.

وبدأ حلم ذلك الطفل متمردا على واقعه,تساؤلات كثيرة تطرأعلى عقله,لماذا نحن فقراء؟لماذا نحن نعيش في بيت متهالك؟ما الفرق بيني وبين اقراني؟هل سأذهب الى المدرسة مثلهم ام لا ؟


  • 13

  • Dallash
    وَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
   نشر في 29 شتنبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

جميل
1
Dallash
الى الان نشرت منها خمسة أجزاء اختي ..هي رواية بأحداث حقيقية..دام حضورك
هدوء الليل منذ 5 سنة
بــ إنتظار الاجزاء الاخرى لـ نستمتع ونستفيد . تحياتي لك ودُمت لنا ...
2
Dallash
حاضر كل يوم جزء
>>>> منذ 5 سنة
جميل أخي ماهر... أخيرا ظهرت "طي الكتمان" متحمسة جدا لقراءتها جزءا جزءا.... استمر أخي.. بالتوفيق ان شاء الله.
3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا