أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي ، ألمح هناك  من يعمل جاهدا ليكون نسخة طبق الأصل عن شخصية مشهورة ،  وأخرى  تعيش وتكتنز الأموال   من خلال فضح أسرارها ومشاكلها  أمام الملأ، وآخر يدعي أنه يفقه في مجال معين فيجعل نفسه عالما   يضحك على البسطاء من الناس ببضع كلمات  ووصفات لا يفقه فيهما شيئا ،

أجد تلك الفتاة التي  تضع صورا و معلومات شخصية لفتاة أخرى   تكذب على هذا وذاك،

أجد أولىك الذين  يعيشون فقرا مذقعا يحاولون ما أمكن أن يظهروا للناس أنهم  أغنياء و يملكون سيارات  فارهة ومنازل فخمة ،مع العلم أن الفقر ليس عيبا بتاتا البتة فالعيب هو عدم تقبلك لنفسك و ظروفك ومحاولة تطويرها .

أجد كما  هائلا من العقد النفسية  منبعها  عدم تقبل الذات والشجاعة الكافية لظهور الإنسان كما هو  متقبلا عيوبه  قبل مزايااه ،

خلقنا بشر  والعيوب  والنقائص من طبيعتنا  ، وكل محاولة لنا لادعاء المثالية يكون مصيرها الفشل  و الاصابة بالأمراض النفسية ، فهل تعلم  يا صديقي كم تعاني نفسك  وكم تحملها من أتعاب عندما تلزمها على الظهور بما ليس فيها  ،كم يتألم قلبك الذي سجنته في قوقعة التقليد  والمقارنة.

ذواتنا تتوق للتحرر ، التحرر من عقدة الاحساس بالنقص، التحرر من الخوف من كلام الناس و انتقاداتهم    لنا ، التحرر من هوس التقليد الأعمى.

فأنت جميل كما أنت  رائع  بشيبك الذي يعتلي شعره فهو دليل على نضجك  و تعقلك ، أنت رائع  بمظهرك الذي تختاره بنفسك بعناية تامة منك ، لأنك حقا تريد ان تظهر به وليس للتباهي  على الآخرين ومحاولة تقليد أحدهم ، أنت رائع بمجهوداتك التي تبذلها في وظيفتك كيفما كانت تلك الوظيفة مادمت تطور من نفسك وتطمح للأفضل.

أنت جميلة ببشرتك  كيفما كان لونها وتقاسيم وجهك الجميل ،انت رائعة كما  أنت باخفاقاتك و نجاحاتك و لا تحتاجين  لأحد أن  يمدحك لتحبي نفسك ، أنت رائعة باختياراتك التي تنبع من داخلك و كلك اقتناع بها .

أنتم حقا رائعون كما أنتم  ولا تحتاجون لتقليد أحد او تصنع شخصية  لا تمت لكم بصلة  حتى تكونوا محبوبين .