أصوات عالية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أصوات عالية

في نهاية الزمان ستري الحقيقة في وجوه عديدة ..معظمها باطلة!.

  نشر في 10 غشت 2023 .

تهبط مركبة سياحية طائرة عند أحد معالم "فيرونا" الأثرية 

ينزل فوج من طلاب جامعة هارفرد وبرفقتهم "جون"_مرشدا سياحيا_

يتقدم "جون" ويبدأ حديثه متحمسا: مرحبا بكم أيها الطلاب ..نتوقف الآن أمام معلم من أهم المعالم الأثرية في فيرونا ..

يتجسد أمامنا الآن قصة من أغرب قصص الزمان حيث انفجر بركان "روهاني" في فيرونا القديمة تحديدا في هذه القرية " روهان" منذ حوالي ألف سنة. 

لقد كان انفجارا مفاجئا مأساويا تسبب في دمار القرية بأكملها وخلف وراءه تلك الجثث المتحجرة .

الغريب في أمر هذه الجثث أن معظم أوضاع أصحابها كانت غريبة أو لنقول بلغة البعض أنها _مُخّلة_ نوعا ما .

يقول المؤرخون أن الحادثة وقعت يوم احتفالهم بعيد "rainbow " وهو اليوم اللذي اختاروه قديما للاحتفال بانتصار حرية الهوية الجنسية والنجاح في نشر تلك المبادئ في المجتمعات ،حيث جوبهت هذه الافكار البديهية بالرفض والانكار منذ ألف سنة !..

أعلم أن من بينكم من يدينون بالديانة الإسلامية ومن يتبنون هذه الافكار العنصرية الي يومنا هذا !!

يتابع جون حديثه متهكما: ولا عجب أن بعض المؤرخين المسلمين يصفون هذه الكارثة الطبيعيه بانها غضب إلهي حل بأولئك القوم وقت احتفالهم، ولكن ما ذنب الأطفال اذن !؟ .

دعونا نُنحي تلك الاختلافات العرقية والدينية جانبا ونستكمل جولتنا. 

تتحدث فاطمة إلى مريم بصوت خافت : قرية من الجثث المتحجرة في أوضاع محرّمة في الشرائع السماوية ولا يزالون يدعون أن ما حدث هو من محض الصدفة !،وما العجب في ذلك!؟، أنهم يرون أن الكون بأكمله وجد صدفة!.

ترد مريم : لا تنسِ يا فاطمة انك لا تستطيعين التصريح بأفكارك الآن علانية ،لقد أختذلت حرية الرأي في زماننا هذا للتعبير عن كل ما هو شاذ أو منافي للفطرة فقط ..سامحنا الله علي تقصيرنا وخفت أصواتنا بالحق حتي صارت أصوات الباطل تذاع في المآذن !.

تتنهد فاطمة تنهيدة يائسة وترد : نعم، أعاننا الله علي زمن أصبح البديهي فيه غير بديهي .

تواصل الفتاتان السير خلف الفوج حتي تتفاجأ فاطمة بمشهد جعلها تتجمد مكانها .

فاطمة ما بك !؟ تنادي مريم 

ترد فاطمة : مريم ..انظري انظري الي هذه السيده المتحجرة ان عيناها تتحرك !!!

ماذا ؟ غير معقول ؟ ....نعم إنك محقة !!!؟ 

تبدأ عيني أحد الجثث المتحجرة في التحرك ومن ثم يديها ومن ثم تبدأ في الجلوس كأنما تحيا من جديد !!

كان الفوج منهمكا في الحديث علي بضع خطوات من هذا المشهد وفصلهم عن ادراك ما يحدث فقط بضع ثوانٍ. 

و في خلال دقيقة ..بات الأمر ملحوظا للجميع 

لقد بدأت الجثث في النهوض من جديد الواحدة تلو الآخر وكانما جرت فيها الحياة في مشهد مهيب يتخلله الذهول والصمت المطبق .

أما الجثث فاخذوا ينظرون إلى بعضهم البعض بعد ادراكم أنهم قد وهبوا حياة ثانية ثم أخذوا يلتفتون الي وجود أناس من زمن آخر فبدأوا يتحسسون ملابسهم ليستروا عوراتهم وطغت علي ملامحهم الشعور بالخذي والخجل والندم .

هنا اخترق هذا الصمت صوت أنثوي شديد الحدة "U don't have to feel shame " لا يجب أن تشعروا بالخذي أنها حقوقكم لقد أصبحت بديهية الآن ..لقد تحرر البشر من خرافاته وهدم أصنامه وأصبح من حق أي انسان أن يختار نوعه ووليفه .

هنا ظهر صوت آخر _صوت فاطمة _ قالت مستنكرة : أيها الناس . .أين عقولكم!؟ ، لقد حل بهؤلاء القوم عذاب منذ ألف سنة نظير مخالفتهم لفطرة خلق الإله وها هم يدركون عاقبة ما فعلوا ونحن نقف هنا أمامهم تتجسد أمامنا عبرة من عبر الزمان وإذ بنا ننكر كل هذا من جديد كما انكر هؤلاء الناس ما حل ب"سدوم" قبلهم ..أي منطق هذا !؟ ..نحن الآن أمام معجزة أخرى ..لقد أحيا الله هؤلاء القوم من الجديد ..لا بد أن هناك حكمة من هذا كله والأهم من كل هذا وذاك أنه بهذه المعجزة الألهية قد أقيمت الحجة علينا جميعا .

يرد " ستيفن" _أستاذا جامعيا_: يجب أن تنتبهي لكلامك يا فاطمة إنه يعج بالعنصرية ولا تستطيع الجامعة أن تغض البصر عن العنف المطوي في كلماتك الهمجية .. لا يليق بك حقا أن تلتحقي بجامعه عالمية مرموقة وبالتأكيد ستخسرين منحتك .

يواصل الأستاذ حديثه متوجها إلى باقي الطلاب : لا بد أن ماحدث له تفسير علمي منطقي ، سنقوم بالتواصل مع الجهات المختصة وفي غضون أيام سيكون العالم بأكمله قادرا علي فهم حقيقة ما حدث بناءا علي أسس علمية سليمة وليس مجرد تراهات فكرية موروثة!.

هنا تعالت أصوات باقي الطلاب بالصراخ "U don't have to feel shame, it's your right ".."U don't have to feel shame, it's Allright " 

ونزعت إحدي الطالبات قميصا لها مرسوما عليه شعار "rainbow " وتقدمت المسيرة. 

شعرت فاطمة ومريم بالنبذ ، قالت مريم : علينا الرحيل يا فاطمة. 

ردت عليها فاطمة : لا يا مريم ..كفانا رحيلا ..كفانا سكوتا عن الباطل . لقد اندثرت رايات الحق خلف أصوات الباطل المتعالية الخالية من كل أمارات المنطق والفطرة وها نحن نري آيات الله ولا نتعظ ..نحن مؤكدا في نهاية الزمان وندر أصحاب القول الحق ونحن هنا وحيدتان وسط كل هذا الدمار الفكري وهذا لا يعفينا من المسؤلية . يجب ان تكون أصواتنا أعلي من أصوات هؤلاء أجمع.

ومن عجب آخر الزمان أن نري من كانوا للتو حطاما يقفون وسط الحشود مفتخرين بأفعالهم يهتفون مع الفوج بنفس ذات الشعارات اللتي تسببت في هلاكهم ..لقد حق القول علي تلك القرية بالهلاك فمن العجب أن لا يرجع أولئك إلى خالقهم حتي بعد اهلاكهم وكأنما حق عليهم العذاب الأول لأنهم لا خير فيهم ولن يكون أبدا حتي ولو بعثوا من جديد ، وأما هؤلاء المتعجرفين من أبناء هذا الزمان فقد صدق فيهم قوله تعالي (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ۚ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ )،

 فسبحانك اللهم انت خلقت عبادك وانت بهم وبما تحوي صدورهم أعلم .

ترد مريم بحماس: انتِ محقة يامريم ...لن نسكت بعد الان ؛ انظري خلفك انهم يتجهون نحونا تتقد أعينهم شرا..أعتقد أنهم سينالون منا والآن من المناسب أن نوهمهم أننا سنركض بعيدا خوفا من بطشهم لكن وجهتنا ستكون ذاك البرج العالي المحاط بالكاميرات، هناك سنرفع رايتنا لآخر مرة في حياتنا الدنيوية القصيرة ..راية الفطرة السليمة . راية الحق، وهناك ستسجل الكاميرات المحيطة للتاريخ كيف هوجمنا وكيف مُنعنا من حريتنا في نبذ الفساد المحيط ؛ ولتكن نهايتنا إذا قدر الله .

ترد فاطمة : فلتكن إذا قدر الله.



  • Hadeir Said
    حياتي قطر سريع قصير علي خط القاهرة - بورسعيد
   نشر في 10 غشت 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا