وكُنتُ أُحِبُّ البحر ..
وظنَنتُ أنِّي لا شيءَ سَأُحِبُهُ أكثر ..
إلا أن ألتقيتُك فِي أَرَّقِ ليالي العُمُرِ ويومها أذكُر ..
أنِّي عَرفتُ ضياعي بِحُلُمٍ يخدَعُني لا أكثر ..
يخبرُني أنّ كلامَ الشِّعرِ هُوَ لَهوٌ وحروفٌ نُسجت .. لا معنىً فيها سوى كَذبٌ دوماً يتكرر ..
عبثاً لم أدرك حتماً ليلتها ..
سوى أنّك شعري وأصدق قولي .. وبحر فكِري الذي بغيرك لم يتفَّكر ..
عبثاً لم أدرك حتماً ليلتها ..
سوى أنَّك بَحري .. بل لا بَحرٌ أكبر مِن قلبي .. حينَ غَرقت فيهِ غرقاً هُوَ حياةٌ دوماً أشعر ..
عبثاً لم أدرك حتماً ليلتها ..
سوى أنَّك عُمُقِي .. ولا عُمقٌ أعَمقُ من عُمقِي .. حينَ تعمَّقتُ فِي سَكرَةِ عَينيك عبثاً أستيقظُ مهما تفعل ..
عبثاً لم أدرك حتماً ليلتَها ..
سوى أنّك مَوجي .. الذي مَعَ كُلِّ ارتطاماتِهِ بقلَبي .. حِكايَةُ دَربٍ تحمِلُني .. لموجَةٍ عندها تلتقي أمواجُنا بقدرةِ مُرسل الأمواج وعلمِهِ الأكبر ..
عبثاً لم أدرك حتماً ليلتَها ..
سوى أنَّ للبحر وأفقه نهاية .. ولبحري عند كُلِّ نهاية أفقُ بدايةِ ..
بَحرٌ لا حدَّ ولا سبيلَ له سوى أن يَكبُر .. سوى أن يَكبُر ..
-
Salam Darwish...