صدفة واحدة قادرة علي تغيير مجري حياتك..! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صدفة واحدة قادرة علي تغيير مجري حياتك..!

  نشر في 25 شتنبر 2018 .

"سررت بمعرفتك وأتمني من كل قلبي أن نلتقي مجددًا"

استيقظت صباح هذا اليوم كعادتي ،امارس روتيني اليومي الممل ، افتح النوافذ وأستنشق هواء يوم جديد في محاولة مني لتغيير نظرتي للحياة .. كان هذا اليوم مختلفا بالنسبة لبعضهم ولكن بالنسبة لي واقعي كان يرفض هذا الاختلاف .. فلقد قضيت معظم اوقاتي بمفردي .. المهمة منها والحزينة ايضًا .. ادركت معني ان يكتفي المرء بذاته ، ان ينضج لدرجة ان تصبح اكثر الامور اهمية .. عادية جدًا بالنسبة اليه .. لم تكن المشكلة فيهم بل انها كانت تكمن بداخلي ، اهرب من وجودي بينهم ، اهرب من كل شئ ، من نظرات العالم ومن الحديث معهم ، لا اعلم هل هذه مخاوف ام عقد قديمة بداخلي ولكن كل ما اريده هو ان اهرب . دقت الساعة تشير الي التاسعة مساء .. كان من المفترض بي ان اكون هناك الآن ولكن لا بأس فأحيانًا ذهابك الى اي مكان مرغما يعقبه بعض من التأخير ، لبست بدلتي الرسمية السوداء .. وضعت ربطة عنقي .. صففت شعري واصبحت جاهزًا ، لقد كان حفل زفاف صديق طفولتي ، اجبرتني عشرتنا القديمة وما كان بيننا من مودة علي الذهاب الي هذا المكان .. دخلت القاعة وهنأت العروسين ثم اخذت ابحث عن طاولة فارغة لاجلس عليها ولسوء حظي لم تكن هناك اي طاولة فارغة فجلست علي طاولة كانت تحمل اقل عددًا من المدعوّين .. كانت تجلس عليها فتاة وحيدة ولكنها بدت شاردة بعض الشئ لم تلحظ وجودي بجانبها حتي .. اصدرت بعض الضجيج ولكنها لم تلتفت الي ايضًا .. اثارت فضولي هذه التعبيرات التي تعتري وجهها ، كيف لفتاة جميلة مثلها ان تغطي ملامحها تعبيرات الحزن هذه .. لقد كانت حاضرة بجسدها فقط.. "مساء الخير آنستي" .. نظرت الي بتعجب ورسمت علي شفتيها ابتسامة مصطنعة بعض الشئ فمازالت عيناها عابستين .. ولكن يا لهما من عينين !

"مساء النور يا سيدي" ، "متأسف علي ازعاجك ولكن سقطت محفظة نقودي اسفل قدميك ، اتمانعين إن احضرتها لي ؟"

كانت هذه محاولة بريئة مني للتحدث معها .. او ربما اردت أن ارضي فضولي لا اكثر !

"لا بأس.. تفضل ها هي المحفظة" ، "شكرا لك .. اسمي خالد وانا اجلس هنا جانبك منذ بضع لحظات رأيتك شاردة فلم ارد ازعاجك"

"آسفة جدًا .. اهلا وسهلا بك استاذ خالد، اسمي حنين وانا صديقة العروس "

"اعذريني آنسة حنين ان سألتك .. من المفترض انه عرس صديقتك ، لما تبدين حزينة هكذا ؟!"

ضحكت بسخرية وكأنها تسخر من الم تحمله داخلها.. "يصعب علينا تحمل الحزن في كثير من الاوقات لأنه غالبًا امر لا فرار منه ولكن سرعان ما ترتسم البسمة علي وجهك هربًا من سؤال مثل سؤالك هذا"

اوه جميلة وناضجة ايضًا! .. يا لها من متعبة ! .. ابتسمت لها قائلًا "ولكن ابسط الامور تجلب السعادة ، وانتي رائعة جدًا يا سيدتي وتبدين قوية ايضًا وهذا يكفي لإسعادك" .. طأطأت رأسها خجلًا وارتسمت علي شفتيها ابتسامة هادئة .. انها تختلف عنهم جميعًا .. تحمل بداخلها شيئا مميزًا .. لا اعرف ما هو ولكنه يجذبني اليها . كنت سعيدًا جدًا في هذا اليوم ولأول مرة اعتقد انني فعلت شيئًا نافعًا ، انها تبتسم بقوة .

التقينا صدفة في امسية تقليدية جدًا بالنسبة لي واعتقد كذلك الامر بالنسبة لها ايضًا .. تلك هي البدايات الرائعة التي يتحدثون عنها دومًا والتي لم اعترف بها قط ، لما لا نكتفي بها وينتهي كل شئ ! يبدو ان واقعي سيختلف كثيرًا منذ هذه اللحظة !

"تأخر الوقت كثيرًا وصار علي الذهاب .. ابي ينتظرني بالخارج"

"حسنًا ، اديمي الابتسامة فإنها تليق بك كثيرًا"

وهنا كان اللقاء الأول ....❤


  • 3

  • نيفين ابراهيم
    طالبة ،١٩ سنة، الكتابة من هواياتي والاقرب الي قلبي اجد فيها ملاذًا آمنا من قبح العالم واعبر فيها عمّا بداخلي بصدق كافي ، احب مجال الاذاعة والراديو واهوى سرد القصص ، احب مجال التنمية البشرية .. مازلت مبتدئة في الكتابة وتت ...
   نشر في 25 شتنبر 2018 .

التعليقات

Wafa Leghribi منذ 6 سنة
جميلة هي البدايات..لقاء ذات صدفة حمقاء بإمكانه أن يغير مجرى حياتنا..
0
هكذا هي الحياة مصادفة ، او لنقول تسير دوما ولكننا لا نغتنم الفرص او الصدف ، اجمل صدفة قد تكون لك.
0
نيفين ابراهيم
نعم وقد تكون اجمل لحظات حياتنا بدايتها صدفة ايضًا..
اشرف محمود منذ 6 سنة
وهل سيكون هناك لقاء اخر ام ستنطفىء تلك الشمعه التى اوقدت
0
نيفين ابراهيم
لا بد من لقاء آخر ومحاولات لهذا اللقاء .. وإلا لم يكن يستحق تلك الشمعة من البداية
اشرف محمود
فى انتظار ذلك اللقاء

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا