ايهاالعزيز الغالي ،

جاءتني اليوم صديقتي الإيرانية  . اعرفها أزيد من سبع سنوات من ايام تعلم  الالمانية لاجتياز امتحان DSH 2 بجامعة فرانكفورت. صداقتنا طويلة رغم قلة لقاءاتنا علاقتنا تنطبق عليها مقولة قليل دائم خير من كثير منقطع .  اسمها nc  ،اسمها غريب لكن هكذا "انسي" لا ادري ما معناه لكنه خفيف على اللسان سهل اللفظ   ، هي طهرانية الاصل من عائلة غنية وعريقة ،  لها عينين غامقتين وشعر اسود طويل وقوام جد رائع  ،   المسكينة جاءتني بقلب منكسر والدمع يفيض من عينيها كنبع رقراق.  وكما الحال علمت ان وراء ذلك الشهيق والنحيب  اكيد ذلك الرجل الغادر  ،اغدق عليها من الحب والوعود وهي  كالساذجة  صدقته بصفاء نية فكانت النتيجة قلب محطم مجروح  عليه ندبة اخرى وتجربة قاسية مع صدمة لا تنسى  .

قلت لها احكي لي ماذا حدث وجرى   قالت وصوتها مبحوح والكحل لم يبقى منه سوى اسمه قالت  لقد طعنني ، غدرني , قتلني ، أحببته من كل قلبي لم يهمني منه لا مال ولا جاه  فالحقير لا يملك لا بيتا ولا سيارة فقط  "تمرغة حمار و برويطة "لم تهمني كرشه المتدلية كالبغل  ولا شعره الشائب  ، الاقرع اللعين  . قال لي احبك فصدقته فالمشاعر عندي أغلى من كل شيء  ، أحببته فقضينا الساعات على الهاتف نتحدث ونتسامر ظننت نفسي امراة بالغة فانت تعلمين اني تجاوزت 35 سنة  ونييتي كان الزواج وبناء اسرة معه وهو كذلك من عمري . ظننته حبا ناضجا عميقا لا تشوبه شهوة  ولا شبهة فلا نحن مراهقين ولا شباب  . يغوينا الجسد بلذاته ومتعته  , اغرقني بالورود والهدايا  ظننت نفسي جوليت زماني فهمت حبا وعشقا به  سعدت وحمدت الله رغم تأخري في الزواج. قلت  لا باس فقد عوضني الله برجل احبه ويحبني لقد وجدت نصفي المفقود ، مرت سنة وسنة اخرى ونحن نتواعد ونحب بعضنا ذكرت له الزواج فبدا بالاعذار فمرة وضعه الاقتصادي لا يسمح ومرة هو المسؤول عن عائلته ومرة عائلته ترفض امراة غريبة لان له ابنة خالته  وامه تخبره دائماً انت احق  بها من الغير، بدعوى  خيرنا لن يذهب لغيرنا وهكذا أعذار    . لكنه ياتني دائماً ويقول انه يعشقني   ولن تكون معه  امراة سواي  ، وانا كالغبية الساذجة اصدق لسانه  السام الكاذب  . وعينيه الخبيثتين .  ما اغباني . 

سألتها وانا أربت على كتفيها  : وماذا حدث الان؟   

 اجابتني والقهر والغم يمتطيها من راسها الى اخمس قدميها: لقد خانني فبعد سفره الى مدينته  لزيارة امه ليحدثها عن امري خطب وتزوج ابنة خالته اكتشفت ذلك صدفة عن طريق احد الأصدقاء المشتركين. 

أجبتها لا تحزني ستنسينه مع الوقت هو لا يستحقك . الزمان كشاف وهوافضل طبيب وشاف  . الان ابكي واخرجي مافي جوفك من الالام واحزني  كما شئت فبعد الألم سوى الراحة والفرج ، وبعد الدمع سوى الابتسامة . انظري الي انا افضل مثال لك   هذه القوة التي انا عليها الان  لم تأتي من عبث تأكدي اني دفعت ثمنا باهضا حتى اصبحت هكذا . اني لست سيئة لهذه الدرجة لقد كنت شخصا عاديا جداً منذ فترة لكن مواقف الخذلان المتتالية حولتني الى كتلة من الخوف لم اعد اثق في احد البثة  كيف اصدق مجددا والذين اقسموا لي ان الحياة بدوني لن تكتمل حين آمنت لهم ،  في منتصف الطريق تركوني للأسف . شخصيا ماتت  لي الرغبة في المبادرة والاهتمام لم يعد تعيرني كلمة احبك ولم اعد اصدق مقولة اشتقت لك فهي لم تعد تستخدم الا في فراغ الاوقات . سأخبرك سرا  عزيزتي  ، المراة الحقيقية  تحقق أحلامها بنفسها لا تنتظر مايسمى بفارس الأحلام ليحققها لها .  دليلي نفسك أخرجيه من قوقعة الضعف هذه اجعلني انكسارك قوة قف على قدميك انت قوية.... وجميلة... اجعلني من أخطائك بداية جميلة  ، لا تهتمي بالعمر أبدا  , سيضيع عمرك بالظن انه ضاع ولا تضغطي  على نفسك بقولك انك كبرت وفرصك قلت  فالسعادة الحقيقية تكون في النهايات،   المجد لكل امراة تؤمن بنفسها تسعى وتثابر لتحقيق  ذاتها تؤمن ان عقلها قد يغير أمة كاملة لكل امراة قادرة على تحقيق أحلامها ولو بعد حين استعيدي كبرياءك بنفيه من مملكة قلبك  وجعليه صفرا على اليمين .

حتى لو كنت رماد اسود محترق لا تطلب منه المساعدة انه نذل مافعل ليس بالرجولة بمكان اما انت فستسقطين تم تنهضين بنفسك فقاومي.   

تاكدي عندما تنازلت عن حقك  اول مرة  كنت قد اهديته تذكرة مجانية لرحلة طويلة من المذلة والمهانة لك   .  عندما منحته كل هذا الوقت ...... عزيزتي   سياتي يوم لا محالة  بعد غياب طويل يقول لك   اشتقت  اليك ، انت حبي  لم انساك ابدا انذاك ادعي وقولي يا غافر الذنب اغفر له كذبته .  وأطفئ عليه هاتفك او ابصقي في وجهه وارحلي. هذا ما يستحق وقليل في حقه.    

المهم من كل هذا لا تمنحي ثقتك الا لمن يستحق . الثقة تكتسب ولا تمنح مرة واحدة واحرصي على مسافة الأمان    فهي سلامتك وامانك . تاكدي ستصبحين الان حرة. بعد فراقه ستاكلين  جيدا وتنامين باكراايضا ، والاروع في ذلك  ان بطارية هاتفك ستدوم أطول . أخذتها بين ذرعي وهمست في أذنيها . 

عزيزتي نوعان من الرجال لا تثقي بهم أبدا الاحياء منهم والأموات . ورحم الله جدتي التي كانت دائماً تقول الرجال كالبصل يبكيك يبكيك مهما كان نوعه .