تجربة صعبة علي أي إنسان عندما يوضع ابنه في الحَضَّانه بعد أيام من ولادته بسبب ارتفاع نسبة الصفراء في الدم لكن الأصعب من ذلك أن يكون العاملين في هذا المجال مستعدين للإستيلاء علي مستلزمات الطفل التي يطلبونها منك وكأنك غنيمة حرب!! مستغلين استعدادك لفعل أي شئ لتوفير البيئة المناسبة لشفاء الطفل المتروك عندهم كأمانه وأيضاً مستغلين كون البديل الخاص غالي جداً ولا يمكن تحمل تكلفته العالية لغالبية الناس فستصبر رغماً عن أنفك مهما فعلوا!!.
وعندما يمن الله عليه ويشفيه ويحين موعد المغادره للبيت سالماً وتسأل عن هذه المستلزمات أو ما تبقي منها - والمفروض أن تحصل عليها وقت خروج الطفل دون سؤال، هذا إن كانوا يقيدون مع الطفل كل ما دخل معه من مستلزمات يوماً بيوم - تري الضيق في صدورهم وكأنك تطلب منهم صدقه!!.
ولأن من يضع ابنه في الحَضَّانه يتمني خروجه سريعاً فسيضطر للتنازل عن هذه المستلزمات - والتي تكون ثمينة في الغالب - في مقابل أن يخرج ابنه ولا يري هذا المكان مرة أخري بعد أن يكون قد تذوق خدمة سيئة في مستشفي لا يمكن أن يوصف بهذا الإسم أبدا فمن يدخلها وهو سليم سيخرج منها بكل أمراض الدنيا!!.
الأصعب من ذلك أيضاً إذا اضطررت للتعامل مع حَضَّانه خاصة فوقتها ستسمع أرقاما فلكية عن تكلفة الحَضَّانه في اليوم الواحد في استغلال بشع لمعاناة الناس!!
فكيف يسمح إنسان لنفسه أن يستولي علي ممتلكات غيره دون وجه حق ولماذا لا يقدم الخدمة بضمير؟!.
لماذا لا يضع نفسه في مكان الآباء والأمهات الذين يتعاملون معه حيث أن لديهم من الضيق والقلق ما يكفيهم ولا يحتاجون إلي مضايقات أكثر من ذلك.
( وإحقاقاً للحق فإن الشيئ الإيجابي الوحيد في هذا الشأن هو خدمة الطوارئ بوزارة الصحة من حيث الإستجابه السريعة في الرد والبحث عن أقرب حَضَّانه في مستشفي قريبة من مقر السكن، ولولا هذه الخدمة لأخذ الآباء والأمهات وقتاً طويلاً وهم يحملون إبنهم المريض أو بنتهم المريضة بحثاً عن مكان خالي في حَضَّانه )
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً