الحرية والدين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحرية والدين

أولوية الحرية

  نشر في 24 أبريل 2022 .


هذا أخطر إعتقاد تيقنت منه بعد تجاوز الثلاثين من العمر فهو نتاج تفكيرعميق وتأمل لسنوات طِوال ومراحل عُمرية وفِكرية مختلفة.

ولكوني مُؤمن أن حياتي إمتداد لفلسفة وجودية عميقة

كان السؤال الأكثر الحاحاً ولجاجة في نفسي

ما السبيل إلى النهوض المجتمعي للأمة العربية والإسلامية ولماذا هذا التراجع الرهيب في

كافة المجالات لحضارتنا الإنسانية رغم تبنيها لدين عظيم كالاسلام""

وأنبثق من هذا السؤال الرئيسي سؤال فرعي

لماذا تتحور القيم الإسلامية النبيلة كالكرم والشجاعة والعفة في نفوس مجتمعاتنا لفرصة للتفاخر والتباهي؟!

إنها تبتعد عن غايتها النبيلة الأساسية وهي رضا الله وتحقيق مُراده بعمارة الأرض وترسيخ مبدأ الإخاء الإنساني

ولعمق تأثير هذه التداعيات أذكر بالتفصيل ذلك اليوم الذي طُرحت في هذه الإشكالية علي للمرة الأولى وكنت في الصف السادس الابتدائي في المقعد الثالث على يمين الصف الأول عندما قال لنا معلم الثقافة الإسلامية" إن سبب تأخرنا هجرنا للدين وتخلينا عن قيمه السمحة "

ولكوني طفلاً يرى بمعلمه القدوة الفكرية والنزاهة الإعتقادية والتي لا يُشك بعدها حتى بامكانية ان يكون المعلم قد أخطأ التقدير او التحليل العميق للمسالة

كَبرت وانا أتبنى رأي المعلم دون تفكير بامكانية نقصه او خلله خاصة وقد تكررت على مسامعي ذات الجملة التي قالها المعلم مئات المرات

وعند تجاوزي تلك المرحلة العمرية وبدء تشكُل شخصيتي المستقلة قرأت جازماً معظم الكتب الغربية والعربية عن أسباب تدهور المجتمعات سلوكياً وحضارياً وبدأت تتشكل عندي أسئلة جريئة جداً أنبثقت من محاولة لفهم أعمق للمشكلة...

الا يُوجد مجتمعات متدينة ومُتراجعة حضارياً!؟

وكان الجواب المبني على قراءة مُنصفة ومُتجردة

" نعم يوجد"

هل المشكلة اذاً في الدين كان السؤال الأخطر!؟

ام المشكلة في تطبيقه وفهمه!؟

كان السوال الأكثر أمناً

إستطعت ان اخرج جُزئياً من السؤال الأول المُخيف لقد سيطر هذا الدين مدة من الزمن ليست بقصيرة على المجتمعات وسادت أجواء من الأمان والعزة والحضارة للمجتمعات التي دانت به أو كانت تحت حكمه ...

ولكن ما المشكلة اذاً هل هي في فهمه وتطبيقه ؟!

كان الجواب حاضراً ان هناك أُمم طبقته وفهمته بحذافيره ولم تنهض أيضاً !!

واليوم وبعد يتلخص ويستقر قراءة طويلة وتأمل بالاحوال الاجتماعية والسياسية يستقر جزماً لدى كاتب هذه السطور

ان سبب تأخرنا في كافة المجالات ناتج عن ممارسة القمع الفكري المُمنهج وكتم حرية الرأي والتعبير للافراد والجماعات من السلطات في دوائرها كافة والتي تبدأ من المدرسة والأسرة وتنتهي في السلطات السياسية في البلاد المقموعة

اذ أن القمع يُنتج افراداً متخلفين ابداعياً وحضارياً وفكرياً ويجر ورائه الكبر الزائف والكذب والجُبن والإنانية لكون الفرد لم يُحقق ويؤكد في هذه البلاد ذاته وهو بذلك يعيش بوجوه متعددة لا يحتوي اي منها على قيم نبيلة أبداً ولا يُقاس العام على الخاص فقد ينجوا منها أفراداً يُعدوا على أصابع اليد، ولا يسلم المُتعلم وإن حاز على أرفع الشهادات والكفاءات العلمية من هذا الداء والخصاء الذهني

ولكون نهضة المُجتمع عِمادها نهضة الفرد وإستقلاله فالنهضة بعيدة عن الأيدي المرتجفة !والمقموعة ولو كانت ايدي متدينة

إذ ان القمع أشبه بأرض مالحة لا تُنبت زرعاً جيداً وحتى وان كانت البذور رائعة وفيها كافة الخصائص المُكتملة للنمو، وقد أورث الآباء هذا الخصاء الذهني والسلوكي جيلاً بعد جيل للأبناء في البلاد المقموعة.

فالقمع مثل الة رديئة تُشوه وتعطِب كل ما يدخل لمحيطها من قيم نبيلة حتى وان كان الدين !الحق

فلو تدين المجتمع حق التديُن الذي جاء به الله وشرعه في كُتبه السماوية وعلى لسان أنبيائه لن ينهض ذلك بالمجتمع ما دامت الة القمع الممنهجة هي المُشكل والنتاج النهائي للدين والقيم وفي أحسن أحوال المُتدين سيكون مُتدينا "محلياً""

تسحق آلة القمع أفكاره في حال اقتربت إلى جوهر التغيير ومُراده.

ولذلك يعتقد كاتب هذه السطور أن

"! الحرية المضبوطة أولى من الدين الصحيح "

ليس لأنها أهم منه بل لأنها الجو المناسب لتطور الدين ونتاجه النهائي السليم

فكما ان العقل السليم في الجسم السليم فالدين السليم في الحرية السليمة....

وبذلك تتشكل لي الإجابة عن سؤال أعمق وهو

" لماذا المجتمعات المقمُوعة غير متدينة بجوهرها وان اظهرت وأدعت التدين؟!!"

وذلك لشعور تلك المجتمعات بعدم الجدوى وعدم الشعور بالأمان من كل شيء حتى من الدين ذاته!.



  • Abdallahha
    مهندس ابلغ من العمر 31 سنة ، من هواياتي المفضلة كتابة الخواطر الفكرية والاجتماعية والدينية
   نشر في 24 أبريل 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا