كل واحد منا يتمنى تلك الزوجة التي تستيقظ باكرًا دون أن تنظر في المرآة، و تعد الفطور لزوجها و عندما يكون خارجا إلى عمله تودعه بقبلة دافئة ممزوجة بنكهة الحب و الحنان، فيذهب إلى العمل بمعنويات مرتفعة. وتقوم هي بتنظيف المنزل،ولسانها يلهج بالدعاء لزوجها بالتيسير و أن يحفظه المولى ويرعاه و يسدد خطاه،وعندما تنتهي من مهامها المنزلية :تنظيف الغرف و غسل الأواني وإعداد الطعام، تغتسل و تلبس أجمل اللباس، وتتعطر بأرقى العطور بعدها يعود الزوج مرهقًا من العمل ووجهه شاحب اللون فتستقبله زوجته بابتسامة وقبلة أخرى دافئة و عناق يعيد إليه توازنه و نشاطه. يَجْلِسَانِ على مائدة الطعام يأكلان و تسأله كيف كان يومك في العمل ويجيبها بأن اليوم مضى رائعًا،لا شك أن حلاوة القبلة وحنان زوجته أنسته التعب والمشكلات التي قضاها أثناء عمله.

ربما الزواج هو الشيء الذي يخاف منه الجميع، لكن يجب أن نعلم أنه الشيء الوحيد الذي يجعلنا نعيش سعداء. إن الزوجة لا تطلب من زوجها إلا الحب ربما ستصبر على الجوع لكن لا يمكن لها أن تعيش بدون حب. الحب هو الأوكسجين بالنسبة لها، إن المرأة تحب الرجل الرومانسي الذي يداعب أحاسيسها و يغزو قلبها. رجل يهديها بمناسبة و بدونها هدية رمزية يسعد بها طفلته -زوجته- ولم لا يحاول أن يكتب لها أبيات شعرية يعبر بها عن حبه لها.

ان كل فتاة تحلم أن تعيش في بيت زوجها ك أميرة، بالطبع هذا من حقها أن تحلم مثل هذه الحياة، ولكن أحيانا عندما تصادف شخص لا علاقة له بالمشاعر، ولا الرومانسية همه الوحيد هو أن تكون لدية زوجة في المنزل. عندما تلتقي أحلام الفتاة مع ذلك الرجل الذي تكلمت عنه سابقا، من هنا تبدأ الخلافات الزوجية. ربما قد يتساءل البعض منكم أن مثل هذه الاشياء لا نراها فقط في المسلسلات و الافلام و من المستحيل ان نطبقها في ارض الواقع. أقول لك، هذه الاشياء لا نراها في واقعنا لان لدينا عقم في كيفية التعبير عن حبنا، لدينا فائض في كبريائنا، ماذا سيحدث إذا قلت لزوجتك "أحبك يا طفلتي المدللة" ماذا سيحدث إذا زرعت قبلة على جبينها و تداعبها حتى إذا صارت عجوز. فالمرأة لا تشيخ و إنما تنطفئ حين تفقد الاهتمام و الرعاية و الحنان فإذا رأيت زوجتك تهمل نفسها ولا تعتني بوجهها وجمالها فاعلم أنك أنت السبب و أنك أنت الذي لم يحفزها و يشجعها على ذلك ...

في الحقيقة كل واحد منا يستطيع أن يكون ذلك البيت الاسري السعيد، كـــ تلك العائلات التي نشاهدها في المسلسلات، فقط يجب على الانسان أن يعرف لماذا يتزوج؟ هل فقط يتزوج حتى تكون له زوجة في المنزل كخادمة، تغسل له الثياب و تجهر له الأكل أو فقط لغرض جنسي،أم أنه قال له احد تزوج فإنك وصلت سن الزواج؟ إذا كان هدفه من الزواج إحدى هذه الاسباب التي ذكرت، من الافضل له الا يتزوج حتى لا يدمر سعادة الاخرين و تلك الفتاة، و لا يستغرب إذا كان زواجه جحيما لا يطاق، و مشكلة تليها مشكلة. من ناحية أخرى إذا كانت نيته ان يتزوج حتى يكمل دينه، وكان يعرف قيمة المرأة و ما يتوجب عليه ان يفعله، ولينجب ذرية صالحة تعبد الرحمن و تطرد الشيطان فيساهم بذلك في إعمار الأرض التي من أجلها خلقنا،رجل كهذا حتى و إذا صادفته مشكلة في علاقته الزوجية فإنه سيعرف كيف يحلها. و الحال أن هناك فرق بين شخص يجلس مع زوجته و يمسك بيدها، ويتفرجون في فيلم او مسلسل ما، و شخص يدخل حتى منتصف الليل، يسهر مع اصدقائه في المقاهي و يضحك معهم، وعندما يدخل الى المنزل، يطل على زوجته بذلك الوجه المتعب و قد يفتعل معها شجارا لأتفه سبب لأنه يعلم جيدا أنه أخطأ في حقها بأن تركها لوحدها طوال اليوم لكنه لن يعترف بخطأه حفاظا على ماء وجهه. و في الاخير سيقول لك زوجتي لا تعتني بي و لا تهتم، كونوا على يقين لو أنه أمسك بيدها و احتضنها و قال لها انت طفلتي المدللة ستكون له تلك الحور العين و تجدها قد نسيت كل العتب الذي كانت تحمله في قلبها عليه.

ان المرأة بطبيعتها حساسة، فلماذا لا نستغل هذه الخاصية الفطرية الموجودة فيها لنسعدها بأبسط الاشياء.