تلاشى ضوء النهار الأخير ، و احتشدت الوحشة وترامت في جميع أنحاء السهل ، قد كان القدر واضحا في تلك اللحظة ، لحظة اغتيال الحلم ، أشعلت السيجارة متظاهرا بالهدوء والإتزان ، لكن وجهي قد أضاء الحاضر بالعتمة ، أعطاني الدخان مساحة صغيرة من الألفة لم أكن وحيدا معه ، شعرت حينها بالنشوة وانا ارى الدخان يتخالط مع الظلام ويضيع في تلك الهوّة الضخمة ، كنت استمتع بصوت أنفاسي و بتلك الزفرة وأنا انفث الدخان للمرة الأخيرة ، أغمضت عيني فرأيت السهل زاهيا بتدرجات الأخضر ومليئا بالحياة ، أحب ما آراه وأنا مغمضا عيناي ، لست آسفا على الحياة التي فاتتني ، فقد صنعت حياة رائعة ،،
صنعتها هنا في أعماق رأسي ، رطوبة المكان يفسد ذلك الحلم الجميل ، تتلوّى الحشرات بخيلآء وتتسلق ساقي، تدحرجت عيناي نحو الأرض ، رغبة في تربص العدّو الغاشم فقد تلسعني حشرة أو يلدغني عقرب ، هل تطعم الحشرات ابناءها دمي ؟ اللعنة عليكم إن كان هذا عشاءكم الليلة.
أردت أن اهدا قليلا فتأملت السماء قد كانت نجومها متراقصة، تراقصها تلك الحسناء ، همت في تلك السماء و تخيّلت أنني قد أنّظم يوما لتلك النجوم ، تساءلت كيف للنجوم أن ترقص دون موسيقى دون أي غناء ؟
بدأت أغني و أتمايل معهم وأحاول أن أفهم إشارات الحسناء لأرقص بشكل متناغم ، شيئا فشيئا شعرت أن صخرتان تقومان بتحطيمي ، بتّ أشعر أنني في عداد ذلك الشيء العدم، ما بين الحياة والموت، ما بين الرقصة والحشرات التي يبدو أنها وصلت لأعلى جذعي ، وما بينهما صراع بين الخوف والأمل ، على ذلك الساحل هناك رقعة متلاشية من الماء تظهر انعكاسي وأنا أتلّوى كمعتوه ،
ها أنا أميل مع ميل الحشرات الزاحفة على جسدي ، لعلني انجو برقصة متناغمة تخرجني من ذلك الصراع ، اختزلت الزمن ، بغمضة عين خاطفة ، كانت اللحظة مليئة بوخز الذكريات ، سمعت صوت ارتطام جسم صلب على سطح الماء ، فوضى النجوم المتساقطة يا الهي ، أغمضت عيني لأرى عالمي لأمنع لحظة الاغتيال المسبق ، السهل مخضّر والرقصات متناغمة . و أنا على حافة السهل انظر للنجوم بإستمتاع تام . وادخّن تلك السيجارة الدائمة .
-
creator writerJ.A
التعليقات
أنقذ الله أحلامك من جور الاغتيال.