هل خُلِقنا لِنُعاني !
وهب الله لك روحاً نقيةً لتزكيها وتجعلها ترتقي بالإيمان به والتوكل عليه لتنعم بالسلام الداخلي الذي يضفي عليك جمالا لا مثيل له
نشر في 05 غشت 2018 .
عندما تشعر أن الأفكار تحاصرك وتنتشلك من كل جميل في حياتك , حتى عندما تنشغل بوظيفة أو عمل ما قد يجهدك ولكن الأفكار تتصارع في عقلك وتسيطر على كل تفكيرك .. تفكر بكثير من الأمور في آنٍ واحد , وتشعر بأن العالم كله يتكاتف ليجعلك تعاني حتى من أتفه الأمور , تجد نفسك وسط كل هذا تتلاشى تدريجياً .. لقد أصبحت تفكر في أدق التفاصيل وتشغلك أمورٌ لا تستحق كل هذا التفكير .
ولكن كيف تتخلص من كل ذلك الشقاء الذي لا يجعلك تعيش حياة لا تحمل هم شيئ حياة هادئة راضيةً بقضاء الله عز وجل ؟!
نحن لم نُخلق لنعاني ولكن هناك بعض العثرات التي نجدها في طريقنا فقط لا لتوقفنا ولكن لندرك حقائق الأمور . لندرك أن الله عز وجل خلقنا في هذه الدنيا لنزكي أنفسنا فنلقى الله بقلب تقي نقي "إِلَّا مَن أَتَى الله بِقَلبٍ سَلِيم" .. ولكن كيف يسلم القلب وهم الدنيا يملؤه ؟
فقط حينما تدرك أهمية نفسك وكيف تقوم بتزكيتها كماا قال الله عز وجل في سورة الشمس "قَد أَفلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَد خَاَبَ مَن دَسَّاهَا" , فكل ما تفكر به وما تفعله من سلبيات يجعلك تدس نفسك الحقيقية التي فطرك الله عليها . والاعتراف بذلك هو بداية طريق النجاة . فالله سبحانه وتعالى وهب لك روحا نقية كل ما عليك فعله أن تزكيها وتجعلها ترتقي بالإيمان بالله والتوكل عليه وإخراج هم الدنيا منها لتنعم بالسلام الداخلي الذي يضفي عليك جمالا لا مثيل له .. ذلك السلام الداخلي الذي يجعلك ترى الأمور على حقيقتها وقدرها الحقيقي مهما عظُم في مخيلتنا.
فمثلاً عندما تمر بكرب شديد لا يهتز إيمانك ولا تضعف روحك لأنك قد أدركت حقيقة زوال هذه الدنيا فيهون عليك كل شيء .. فالله عز وجل قابضٌ باسط ومن طبيعة الحياة أنها تتغير المهم ألا يؤثر ذلك على سلامة قلبك ونقاء روحك .. واعلم أن بيدك أن تتحكم في الظروف مهما كانت وتجعلها لصالحك واطلق لنفسك العنان لتعش حياة لله ترضى بالعسير قبل اليسير وبالحزن قبل الفرح .. حينها فقط تعيش
-
isra arafaأحب الأزهار وأعشق الفصحى <3
التعليقات
عزيزتي اسراء سرك الله بكل خير ، اعتقد أنها المرة الأولى التي اقرأ لك فيها و قد استخلصت أن لك افكار نقية و طاهرة و لكن تنقصها التجربة و اليك :
حينما يمر المؤمن خاصة بالكرب فان ايمانه يهتز و تضعف قواه و ليس الروح لأن الروح هي من يبقى يشد على الثبات حتى لا يستسلم المؤمن نهائيا للضعف و بالتالي ينتهي الى الفشل الذريع ، و عليه فاننا لا نستطيع التحكم في الظروف كما ذمرت بالعكس أحيانا الظروف هي من تتحكم فينا و علينا مجاراتها لنستمر و ليس معناه اننا راضين بها و لكنها مقدرة علينا و الرضى لا ياتي للوهلة الأولى بل بعد الصبر و التصبر و القرب من الله بوصال متين بشكل يومي و احيانا بشكل لحظي بحسب درجة الكرب و منها نتقبل تلك الظروف و نفهم انها قدر و علينا بمقابلتها بالتحمل و الاحتساب لأننا نعي جيدا أنه سيكون فيه فرج فنصبر أنفسنا لذلك اليوم الموعود و على قدر صبرنا و دعائنا و تقوانا على حسب ما تأتي العطايا كقطرات المطر تثلج صدورنا فيعود الغائب الذي قاطعنا او رحل عنا و تتضمد الجراح و تتآخى القلوب المتخاصمة و تتوسع دائرة الخير لأن وعد الله تحقق في انه يرزق الصابرين بغير حساب...
معذرة على الاطالة يا بطلة..استمري ..تفاعلي مع الحياة بشكل جيد..لا تقلقي فكل شيء عند الله بقدر و كل شيء في أوانه حلو..فقط حافظي على طيبة قلبك لان الارزاق بالنوايا و ليس بالتمني فقط.
لك مودتي عزيزتي.