دخلت والعرق يتصبب من وجهها تنادي علي من يساعدها بجنية مقابل كيس مناديل .. تذهب في كل العربة تنتظر أن يمن عليها أحد .. وبعد عدم أستجابة أخذت تستريح لبرهه علي أرض العربة .
رغم ملامح البؤس التي علي وجهها .. لكنها حقا جميلة ..
لفت أنتباهي أن تلك الجميلة تحدق بصبي كان يرتمي بحضن والده ..
لم أتمالك نفسي وذهبت الي جابنها ..
نظرت لي بإبتسامة بريئة لا تبدو أنها من قلبها !!
أقتربت منها وأخذت أحدثها لكنها لا تستجيب .. ولازالت تحدق بالصبي بتمعن شديد ..
سالتها :
- هل تودين اللعب مع هذا الصبي ؟!
ردت بحزن :
= لعب !! أنا لا أعرف اللعب وعادت تحدق إليه ..
- أقصد يعني أن تفعلي ما يفعله ..
= لكنه يلعب مع والده وأنا .. لا أملك أب ..
- هل توفي والدك ؟
= كلا كلا بل هو عايش
- اذاً هو بعيد عنك ؟
= كلا كلا هو يعيش معي
احترت كثيرًا وسالتها بجدية :
- ولكن أين هو ؟!
= أنا من أتسال لماذا جئت إلي هنا .. ولماذا تركني هنا .. ولماذا يفعل بي هكذا لعل أرجع البيت ومعي بعض النقود والطعام لنأكل .. أم لأنني بنت وهو كان يريد ولدًا !
الآن عرفتِ أين هو ؟ .. وعرفتِ من أنا صحيح ؟
- نعم عرفت .. فلقد نأت الدنيا عنكِ قاسية .. وتغاضت عن نعومتكِ .. أرهقتكِ بأثقالها ..متناسيه إنكِ وردة يانعة !!
في تلك اللحظة دق المترو لينذر بفتح بابه .. فحملت حقيبتها الممتلئة وخرجت .. فنظرت لها من النافذة .. فلوحت لي وإبتسمت إبتسامة حزينة .. تحمل كل معاني الألم !!