قبل أربعة أيام كان الحلم أجمل كما كان قبل عقد من الزمن ، قريبا ، يتراقص أمام عينيها ، و بعد يوم أوشك الحلم على التبخر و لازال يفعل ، هناك أمام نفس المرآة التي لطالما وقفت أمامها متخيلة نفسها تقدم برنامجها التلفزيوني ، لا كحالمة ، لا كإعلامية ، لا كفتاة طامحة و متفائلة ، لكن كفتاة تخشى أن لايصيب القوس الهدف ، و أن يصير باب الحلم شيءا من الأوهام إنه يشكل نصف أحلامها .
لطالما سمعت بمن كانوا يطمحون عاليا فلقوا الصدمة ، و لطالما قالت لها أمها بأن لا تخبر أحدا بما تطمح إليه ، لكنها فعلت و بضمير المتكلم "أنا" قالت "سأدرس الإعلام و سأصبح إعلامية " ،
فكيف لها هي سليلة الإعلام أن تدرس شيءا لا تحبه وفي ميدان لم يخطر ببالها قط ؟ معهد واحد للإعلام في بلدها بلد مفتقر للمحتوى الإعلامي ، و ما أكثر إعلاميوه .
قالو لها "اعتبري نفسك منذ اليوم إعلامية " نعم ستقاتل حتى و إن زال الحلم سيبقى الهدف ، حتى و إن وصلت إليه في الخمسينيات من عمرها ، حتى الرمق الأخير و النفس الأخير ، إنها أكثر عزيمة مما كانت عليه قبل أربعة أيام ، الحلم ! لن يتبخر .
-
كوثر بلحدادأصغر مدونة