من عمق الألم ينسلخ الاعتراف و من رحم المعاناة تولد الصراحة ، لن أخاطب أيا كان في معزوفتي لأني سأعزفها لوحدي تمردا و جرأة و مغامرة ، سأخاطب نفسي الثائرة حتى تهدأ و أكلم ضميري حتى يصفح عن تهوري، لست مثالية كما تظن يا قلبي و لست مقصرة كما تعتقد يا جرحي ..أميل لعزف قصيدة أشعاري و لن أحيد عن الإبداع، نائمة هي إرادتي عن الأمل و لكنها تتذكره في صمت غائر، واثبة هي عزيمتي في لقاء من فارقوني و من فرقوا ذرات عمري عني قمعا و قوة لكني يقظة لما يدور حولي و خلفي خاصة..لست أعترف هنا لأبالي فلعمري أوليت عناية لمستوى لم يصل بعد رغبتي في السير بخطى من حديد ، كناية للقوة أم للإصرار ؟، لست أدري و لست ملزمة بأن أدري في كل لقطة أؤديها في مسيرتي لأني أتعب بسرعة من مراقبة زلاتي و لست أناقض نفسي حينما قلت أني أدري ما يدور خلفي ، انها الحاسة السادسة من تنبهني، فمن حقي أن أخطأ و إلا فلن أتعلم و من حقي أن أضعف و إلا فلن أقاوم ، سأقاوم و معزوفتي تتابع الرمل في تبعثره ليلتقطه صدى حبي نسمات اهتمام للكل ، لست أقصي أحدا في سماع معزوفتي ، هي للجميع دونما استثناء ،للكبير و للصغير ، للمريض و للمعافى ،للقوي و للضعيف ، فجمع الضمائر عندي سواء لأني أحترم كل الأدوار الفئات و الأعمار ، سأتحرى بنفسي ارتفاع النوتة وقت اشتداد الأحاسيس لأخفت من صوت الحقيقة لأنها لا تناسب المعزوفة الحالمة ، فلست أخلط مشاعرا رقراقة مع كلمات رائعة ..لست أستمع إلا لمعزوفة غائرة الجراح.. و لست أتذوق إلا لحنا مرتفع الألم رنينا و دبكة على مسامعي ، لن أعيب عن الألم في ضره فلولاه لما أبدعت و لن أنتقد الجرح في عناده معي فلولاه لما تفننت بلحن شجي جال و صال ربوع القلوب المحبة لي..نغم و لحن و نوتة ..صارحني الكل بما أنا فيه من شجون ، اكتفيت بالتناغم مع ألحاني لأحاول جمع شتاتي و فرقتي و قوتي، و إن اختلطت المترادفات لدي تصبح القصيدة موالا أبديا يقرأٌ في حضرة المحبين الأوفياء .
أحاول قدر المستطاع أن أرتقي فتلك قمة الصمود في أن لا أجيب محبا ، فالجواب في لحن التواضع لي مقر ، فيكفيني أن أعزف لوحدي و سرب الطيور يحاصرني بالزغاريد ، امتزجت اللحظة حول عنفوان كبريائي مع مقطع الطبيعة الغائر قي دمعي..تلون في انسكابه و تفنن في جماله ، لم أنتبه بعد لتجاوب المحيطين بي في رحلة الحب الدائمة ، لأني أخشى أن لا أمثل الحب أحسن تمثيل و للود رقة في تضليلي عن الخوف حينما أبدع في تهدئة روعي .
سأستمع لمعزوفتي بعد الانتهاء لأكتب أشعاري بعد أن لحنت بنفسي سيرة وفائي لكل من قاطعني و هجر..و لكل من صفق لي و رحل و لكل من ابتسم معي و سكت..أفهم كل لغاتكم و لن يكون الجواب مني إلا معزوفتي ، ففيها الحب و التمرد و الضعف و الألم و التعب و النصر صراع للكلمات ضدي و مدد للابتسامات مني...خاطبت نفسي في معزوفتي و خاطبتكم لأني أتفنن في وحدتي كثيرا حينما لا أنشغل بتهافت الأصوات من حولي تريد لي انتباها ، لست أنتبه لما حولي بعد أن اخترت الوحدة في معزوفتي لكني أرد السلاما بالسلام وفدا عامرا من جموع المشاعر..فمهلا على ترديد نوتاتي حتى أرتقي بوفائكم و أنتم معي...
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية