الواقع الذي نعيش فيه عديم المعنى ونحن الذين نعطيه المعنى والقيمة والأهمية .... نجعله ينبض بالحياة ، الحياة الحقيقية : نعمة لايفوز بها إلا الشجاع الجسور الذي يعيش في مجازفات دائمة ويلقى بنفسه كل يوم إلى غد مجهول ... ويقتحم أراضي جديدة في العمل والفكر والعاطفة .

ولحظة من هذه الحياة تساوي عمراً كاملا .... الكثير يبحث عن الحب الحقيقي ... وعندما يجد الحب ، ونحن الذين نعطيه القيمة والأهمية حتى يصبح حقيقة جوانا ....ثم نتألم ونتعذب من أجل هذه الأهمية المزعومة . نفنى في الحب ... والأشخاص الذين نفنى فيهم ... زائلون فانون بطبيعتهم ... وهذا أمر مضحك ولكنه لا يضحكنا ... وإنما يبكينا ويعذبنا . لأن غرضنا يلتبس علينا فنحب الأشخاص على حين أننا في الحقيقة نحب المعاني التي تصورناها في هؤلاء الأشخاص .

ونحن لانستطيع تغير هذا الواقع ، لأننا لانجد في الحياة شيئاً خالصاً صافياً ... لانجد معاني خالصة صافية ، المعاني دائما مزروعة في أشخاص ... والأهام مزروعة في الحقائق ... والتصور مزروع في الواقع . ونحن أنفسنا مزروعون في أجسادنا .

نحن نسيج غريب من الوهم والحقيقة ... من الواقع والتصور ... من الوجود والفناء .

والحل الوحيد هو أن تكون سيد هذه الأوهام ـــ وأن تصنعها بيدك ؛ حتى لاتكون مصدر عذابك وألمك والعقل هوالذي يرشد القلب ،، فيصبح الحب الحقيقي شعور ناضج عميق يأتي من نمو عقلي واكتمال الخبرة وفي ذات الوقت أحساس وشعور تلقائي يغزو القلب من تلقاء نفسه .