عاصفة الأفكار .. لا تدعها تمزق أشرعة القواعد!
أجل في كثير من الأحيان يدفعك تدفق الأفكار لارتكاب الكثير من الأخطاء اللغوية النحوية والإملائية، لكن عليك عندما تهدأ تلك العاصفة أن تعيد قراءة وتصحيح نصك، لأن الأخطاء الواضحة تلغي الفكرة وتجعل من النص مهما بلغ جماله ضعيفاً وغير قابلاً للنشر!
نشر في 15 نونبر 2018 .
قرأت على مقال كلاود قصة جميلة جداً لأحد الشبان الرائعين، وكانت القصة ممتعة وجذبتني منذ بدايتها حتى نهايتها، قرأتها لكنني لم استمتع بها الحد الذي وجب علي كذلك، فقد كان هناك عنصر لم أستطع تجاهله، عدم استخدام علامات الترقيم كالفاصلة، النقطة، إلى آخره. .
ثم توقفت مجدداً عند الأخطاء الإملائية التي كانت كثيرة للحد الذي لا يمكن تجاهله، وبالطبع لم يخلو النص من أخطاء نحوية وتعبيرية. في هذا سأتوقف عند تجربتين مهمتين لي في حياتي المهنية المتواضعة ..
أولاً عندما عرضت روايتي الأولى على ناشر، ورفض نشرها وقال لي بأن القصة رائعة لكن كمية الأخطاء على حد وتشتت الفكرة في موضع ما على حد آخر تجعل القصة غير مقبولة للنشر. حزنت جداً عندها وغضبت من الرجل .. لكنني بعد سنة من ذلك الموقف وعندما تطورت قدرتي الكتابية .. قرأتها وأدركت حقاً أنها كانت تحتاج إلى إعادة إعمار وتصحيح ..
القصة الثانية حدثت معي قبل عام تقريباً عندما سلمت أحد المقالات باللغة النرويجية لرئيس التحرير وبعد أن قرأها طلب مني أن آتي للتحدث إليه على إنفراد .. وعندها سألني هل أنتِ واثقة أنك تريدين أن تنشري هذا المقال؟!
كتبت المقال وأنا في حالة غضب وكنت قاسية في الكثير من الأحيان في الحكم على فئات محددة، وكان المقال موسع للنقد اللاذع، ولم يكن فيه أي طرح لحلول أو فكرة إيجابية .. عندها ابتسمت في وجهه وقلت له أحب أن أكتب دوماً ما يسعد الناس ويعطيهم طاقة إيجابية .. فابتسم وقال لي:" أعرف أننا من نكتب نستخدم الكتابة في كل شيء، وأن الأفكار عندما تجتاحنا نعصف بها دون تفكير .. هذا ما يجعلنا نقع في الخطأ اللغوي والنحوي وفي بعض الأحيان في الفكرة التي نود طرحها ".
ما أراد الرجل أن ينوه إليه أن الكتابة طاقة، وأن الكاتب أحياناً يحتاج أن ينفس عن نفسه فيبدأ بكتابة ما يشعر به ويفجر كل طاقته بالقصة أو المقال الذي يطرحه .. لكن نصيحتي لكم أعزائي الكتاب المبدعين لا تجعلوا عاصفة الأفكار تمزق أشرعة القواعد.
وكوني أقع كثيراً في هذا الشرك فأنا لا أميز نفسي، وكوني لست فقيهة باللغة العربية وأحتاج إلى من ينقح كتاباتي، فإنني أعاود قراءة كتاباتي وأحاول جاهدة أن أصلح قدر الإمكان فيها .. لهذا إن كنت تبحث عن النشر الجاد وكنت تريد أن تطلق العنان لأفكارك وقصصك حتى تصل إلى أبعد حد ممكن .. حافظ على معرفتك باللغة وأعد قراءة نصك وحاول أن تقوم بإصلاحه قدر المستطاع.
ودمتم أعزائي بألف خير ..
التعليقات
شكراً لك على النصيحة القيّمة عزيزتي الكاتبة ريم، أتمنّى لك مزيداً من النجاح والتطوّر.
فبلاغة الحرف واتقان فن نحو الكلمة قاعدتان اساسيتان لرواية ناجحة او مقال مرموق
دام قلمك