الى من منحني نطفته.. اب.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الى من منحني نطفته.. اب..

  نشر في 03 يونيو 2019 .

لم أستطع أن أناديك ابي هذه المرة أيضا... ربما لأنك لا تستحقها ... او لاني لم أشعر بابوتك أبدا... على كل حال .. أعلم أني لا أعني لك شيئا ... طفلة من امرأة لم تحببها ... زوجتها لك العادات و التقاليد ..و لكني أفضل قول ... طفلة من امرأة أحببتك ... دافعت عنك ... و احبتني كذلك لاني قطعة منك ... رغم أن هذا الحب لم يجلب لها سوى الألم.. الضعف ... الانكسار .. و الكثير الكثير من الكلمات و النظرات الجارحة من الناس ... كنت ارى دموعها التي تفلت منها في كل مرة ..  وادركت جيدا أنك السبب و ليس للبصل اي ذنب ..

اليوم أبلغ 4 سنوات .. سقطت من فوق شجرة كنت احاول تسلقها مع رفيقتي من الحي ... أتذكر كم بكيت ذلك اليوم ... لم يكن الجرح عميقا و لا مؤلما... ولكن لم أجد ابي ليحملني الى المنزل ... ليخبرني اني ساكون بخير ... ليشتري لي القليل من الشكولاتة كما فعل والد هيفاء ... وجدت نفسي اجر حقائب الخذلان من جديد نحو امي ... ووجدت دموعي طريقا لها في حضنها ...

اليوم هو أول يوم لي في المدرسة .. وانت لست هنا لتصحبني ... لقد كان مؤلما جدا ... كنت الوحيدة التي تمسك بيد والدتها بدل والدها .... هل تعلم كرهت العطل و الأعياد كثيرا في هته الفترة ... لانه لم يكن لدي معك مغامرات اسردها في حصة الإنشاء.... لا أتذكر عدد الليالي التي انتظرت عودتك فيها ولكن توقفت عن ذلك عندما رأيتك مع ابنك في متجر الألعاب... أنه السر الصغير الذي اخفيه عن امي ... كنت اذهب كل يوم بعد المدرسة الى ذلك المتجر لاتامل تلك اللعبة التي ابتعتها له... لقد وعدتني امي أن تشتريها لي أن تفوقت هذا الفصل ... لكن لا داعي لذلك لقد فقدت رغبتي منها كما فقدتها منك ....

اليوم حصلت على شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز .. وقفت على خشبة المسرح أتلقى التهاني و التكريم ... هل تصدق لم تسمع اذناي شيء مما قال... لان عيناي لم تكفا عن البحث عنك ... أعلم أن جدتي اخبرتك.. لكن لم تكلف نفسك لتقول مبروك عليك ... على كل حال ... لم تعد تهمني كثيرا .. يكفيني ما رأيته في عيني امي من فخر ... وما ارتسم على وجهها من تعابير ... لقد تعبت كثيرا فقط لأراها سعيدة هكذا ....

لقد رفضت المنحة ... لم أرد أن أترك امي كما فعلت انت .. لم أرد أن اشبهك... لقد كرهت انعكاس صورتي في المرأة... فقط لانه يحمل الكثير من تفاصيلك ... هل تعلم لقد ارسلتي امي غصبا عني الى فرنسا لاكمل دراساتي العليا ... رغم ان الفراق صعب عليها ... لمدة 19 عاما كنت السبب الذي يبقيها على قيد الحياة .. كنت سندها... املها .. لكنها اختارتني من جديد على حسابها ...

حطت قدماي ارض الوطن .. هذه المرة مختلفة كثيرة عن سابقتها... ووجه الاختلاف .. انا .. عدت احمل الكثير من الشهادات .. الكثير من الأموال و القوة ... عاهدت نفسي قبل أن اذهب ان اجعل امي فخورة بي ... أن لا تندم للحظة أنها لم تتخلى عني ... أن اعوضها عن كل ما عاشته بسبك... هل تعلم أنها المرة الأولى التي اكون فيها ممتنة لك ... ربما لو كنت بجانبي لما أصبحت ما انا عليه ...

اليوم زفافي ... زفافي من شخص اختارني ، احبني ..صحيح لم ابادله الشعور بعد ... و لكن انا واثقة اني سافعل يوما ما ...هل تصدق اني لم أشعر بأي شيء حين رأيتك بيت المدعوين ... و كانك شخص غريب التقي به للمرة الاولى ... و لكن بالفعل لقد كانت كذلك ... كانت المرة الاولى التي يجمعنا فيها حديث ... كانت المرة الاولى التي انظر لك فيها عن كثب .... المرة الاولى التي المسك فيها ... كيف استطعت أن تتخلى عن شيء من صلبك؟.. الم تتساءل حولي لمرة واحدة ؟ ... أنه السؤال الوحيد الذي بقي يجمعني بك ... صدقني لم تعد تشغل تفكيري ولو للحظة ... لم أعد اتذكرك في ساعات الفرح او الحزن ...لكن لم اتمكن من مسامحتك ... لانك جعلت امي تعيش كل هذا ... و الان استطيع فقط ان اطلب من الله ان يغفر لك ...اتمنى لك السعادة و الصحة فيما تبقى لك من عمرك ...

من تلك التي منحتها نطفة من نطافك .. و اسمك في شهادة الميلاد 



   نشر في 03 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا