’’ كانت تحبه ، كانت تعشقه ، كانت كأي زوجة متيمة بزوجها هي ..
بادلها الحب في سنينهما الأولى ، ثم مل منها و راح يصطاد فريسة أخرى ..
علمت بذلك فصارحته .. في ليلة عاد بها متأخرا .
قالت له أهذا جزائي يا حبيبي .. أهذا عربون حبك لي ..
أتهجرني بعد أن منحتك كل حبي و إخلاصي ..
قل لي بماذا تختلف هي عني ؟ و ماذا منحتك و منعتك أنا إياه ؟
قال لها فلتصمتي إنك تزيديني نفورا منك بكلامك هذا ..
أنا رجل و لي حق في أربع مثلك لو لم تعلمي ..
حتى أنا أحببتك يوما لو تذكري ..
و حاربت العالم لأجلك ..
لكن أرأيت أسدا يجري وراء غزالة .. ترقد تحت أنيابه الآن ..
في حنين لصيد جديد أنا .. لم أقم به منذ سنين خلت ..
بإمكاني أن أحررك لو شئت .. فلا أكون ظالما لك و لا تكوني مظلومة ..
قالت بانكسار و خفوت .. لا سأبقى ها هنا لن أحيد ..
أترضى لأهلي أن يقولو .. عادت العاشقة الحمقاء بعد استفاقتها ..
اذهب و عش ملذاتك عسى أن تذكر يوما قلبا أحبك فخذلته ..
فعلا ذهب و عاش و جرب و اصطاد ..
تزوج فريسته بعد مراوغات .. كادت أن تتوج بالفشل لولا اصراره ..
أما هي فعاشت لتربي ابنها وحيدها ..
منحته كل حب باق في قلبها ..
و وعدته أن يعيش في حب و أمان ..
حتى استيقضت يوما بألم شديد في قلبها .. ظنته وهما منها بعد غياب الحبيب لا زال يطاردها ..
زارت الطبيب فقال لها حالتك مستعصية سيدتي ..
قد تأخرت كثيرا و ما بيدنا حيلة ..
هناك عملية بنسبة ضعيفة نجاحها ..
إذا قبلت فهاك الورقة و وقعي ..
أما إذا رغبت بعملية ناجحة و عيش و شفاء ..
لديك العالم الغربي فزوريه بأثمانه الباهضة ..
قالت لا شكرا سأعود يوما لأخبرك بقراري ..
ذهبت بيتها تفكر بمصير مجهول ..
لم تضعه يوما من بين احتمالاتها ..
أليس هذا ما كانت ترغب به ؟
لكن ليس على حساب وليدها الذي لا يزال يحتاج أما تحتويه ..
نامت و هي تفكر و استيقضت و لم تقرر بعد ..
و توالت عليها الأيام و الشهور ..
حتى فتح بابها ليلا و دلف منها حبيبا و زوجا قديما نال منه الألم و الندم ..
فتحت عينيها رأته عند باب غرفتها واقفا ..
ظنت نفسها تحلم .. ظنت نفسها تهذي ..
أسرعت نحوه و دون كلام ارتمت عليه ..
ظمته بقوة و بادلها هو العناق ..
قالت بصوت يعلوه النشيج .. سامحني لم أقصد خنقك بحبي يوما ..
قال لها بل انتِ من يجب أن تسامحيني و لا تعتذري على حب منحتنيه إياه يوما ..
و امنحيني المزيد منه الآن فأنا متعطش له فارويني ..
بكت كثيرا و لا زالت حتى مسح دمعتها و أخذها إلى فراشها ليعيدها إلى نومتها ..
جذبته إليها ووضعت رأسها على صدره و غابت في عالم الأحلام و لم تعد ..
أيقضها صباحا متعجبا نومتها الطويلة و لم يدر أنها الأبدية ..
ناداها بصوت خافت فلم تجب .. ناداها بأعلى صوته فلم تجب ..
هزها برفق فسقطت يدها و رأسها في سكون مطبق .. دمعت عينيه و لم أطرافها في جزع و خوف يضمها ..
رفع رأسه إلى السماء داعيا أن لا يكون ما يظنه قد حدثا ..
ناداها بصوت باك و متوسل .. أن استيقضي حبيبتي لا تتركيني ..
عودي فنحن لم نعش شيئا بعد ..
عودي لأقول لك أحبك ألست تحبين هذه الكلمة ..
انظري ماذا جلبت لك البارحة شوكولا من النوع التي تحبينها ..
صغيرتي لم أشبع منك بعد فلم تركتني ..
صرخ و بكى و نادى بأعلى صوته .. لِمَ لم تأخذني مكانها يا الله ..
لم يعد البكاء ينفع و لا الدموع ..
لم يبقى غير الحسرة و الندم
على روح لم ندرك قيمتها يوما حتى غادرتنا .. ’’