يخرج فى شرفته ليلا ليستنشق بعض الهواء العليل ، فقد ضايقه الملل من كثرة معاشرته لحوائط الغرفة المصمتة التى تكاد تكون أصبحت مثل حوائط السجن الانفرادى . تحرك ببطء شديد ليصل إلى آخر الشرفة و قد أخذ نفسا عميقا و زفره متنهدا لينسى ماضيه الأليم ثم نظر إلى السماء متأملا أحوال دنياه عله يجد فى منظر النجوم ما يفرج عنه كربه.
يغمض عينيه أحيانا ليجد الهواء قد ضمه من كل جوانبه ، حتى رجليه يشعر و كأنها قد ارتفعت عن الأرض يتمنى أن يمتلك أجنحة ليبعد بعيدا عن هذا الواقع البائس المحيط به يوميا .
و فجأة يسمع صوت باب شرفة الشقة فى العقار المواجه للعقار الساكن فيه لتخرج منه فتاة لم ير أجمل منها ، تجلت قوة الخالق المبدعة فى رسم تفاصيلها ، شعرها ناعم كالحرير ينسدل على كتفها لتنتهى أطرافه بين أصابعها.
رموشها منحنية بنعومة و عينيها لؤلؤتين جذابتين يخور الجبار أمامها ، خديها كالورد الأحمر الناضر فى بداية فصل الربيع و شفتيها تبث أنوثة فياضة
أما قوامها كقوام الغزال المتباهى برشاقته
طال النظر إليها بدون حساب للوقت منبهرا بحسنها و اتسع بؤ بؤ عينيه و قد تجمد جسمه فى المكان
متعجبا أنه لم يرها من قبل و لكنها فى أغلب الظن من السكان الجدد .
لم يشعر بنفسه إطلاقا من شدة التفاته لجمالها .
شعور غريب يتسلل إليه ليس فقط لإعجابه بها إنما قلبه ووجدانه يحدثانه بأنها حبيبته المنتظرة و دواء جراحه المرجو .
أيعقل هذا !!؟ يحبها و هو لا يعرفها قط
يدق قلبه لوجودها و هو لم يتحدث إليها بعد ؟!
أيكون هذا ما يسمونه الحب من أول نظرة ؟!
بدأ ينفض هذه الأفكار من عقله و يعود لحاضره الذى ينتظره ليكمل رحلته فى هذا العالم و يحاول يقنع نفسه و كأنه لم يرها من الأساس .
و لكن قلبه مازال يدق دقا غريبا لم يألفه من قبل .
التعليقات
موهبة كهذه تستحق ان الإستمرار ، وتحريرها ليراها غيرك وينتفع بها ....
في إنتظار إبداعات حروفك في اقرب وقت .