رؤى الحجاز

فيصل البكري

منذ عقود وانا أستمع لأغنية "ميحانة" للراحل والفنان العراقي الكبير "ناظم الغزالي"

ولم يأتي على خاطري يوما أن أعرف ما المقصود من كلمة ميحانة.

ومع تكرار إستماعي لتلك الأغنية أخذني فضولي لكي أتقصى أثر لتلگ الكلمة حتى توصلت إليها بعد بحث مضني إلى قصة أبيات الأغنية التي أشتهرت في الوطن العربي وخاصة الخليجي.

فقد دارت قصة الأغنية بأن شاب عراقي من مدينة "المسيّب" التي يشطرها نهر الفرات نصفين بين مدن "بغداد وكربلاء والحلة"

حيث كان ذلگ الشاب يملك قاربآ صغيرآ يجوب به "نهر الفرات" يتنقل وينقل فيه الحبوب وغيرها.

وأعتاد بصوته الجميل الغناء أثناء تنقله بقاربه.

فكان الناس يقفون على شاطئ النهر مستمعين لصوته الأخّاذ.

فنشأت قصة حب غامضة بين الشاب وفتاة ريفية أعتادت نقل الماء من ضفاف النهر إلى منزلها. ولم يعلم بقصة حبهما سوى صديقة الفتاة "ميحانة" التي كانت تشجعها بالإفصاح عن حبها رغم أنها تعي بأن "الشاب" كان يبادلها الحب لكنها تخشى أن يعلم الناس بقصتها ويفتضح أمرها بين أهل المدينة.

وبعد مرور مدة من الزمان غاب "الشاب" عن المرور من أمام ضفة النهر التي كانت تقف عليها الفتاة.

فشاع بعد فترة خبر حادثة أودت بحياته فحزنت محبوبته عليه حزنا شديداََ.

وفي إحدى الأيام كانت الفتاة جالسة على ضفة الشاطئ تغسل الأواني قرب جسر "المسيّب" التاريخي.

وفجأة يمر القارب الذي أعتاد محبوبها ركوبه يقوده شخص أخر. فمر من أمامها صامتا. فأحزنها وهيج عليها الذكريات.

فالتفتت على صديقتها "ميحانة" والشمس توشك على الغروب فأنشدت الفتاة الريفية منادية صديقتها:

ميحانه ميحانه

غابت شمسنا الحلو ما جانا

حياك...حياك بابا حياك

الف رحمه على بَيّك

هذول ال عذبوني

هذول ال مرمروني

وعلى جسر المسيّب سيبوني.

ولا زالت تلك الأغنية يسمعها لليوم الكثير من الشعوب العربية وهي لا تعلم عن قصة تلك الكلمات وكاتبها والله الموفق...