في اللغات لكي تحفظ الكلمات أو أنواع المحادثات أو حتى القواعد أنت بحاجة لسلاحك الوحيد في حفظها ألا وهي التكرار فإعادة الكلمة أكثر من مرة ترسخ في الذهن وبعد مراجعتها مع الأيام يصعب نسيانها .

في الرياضة المقاتل على سبيل المثال ولاعبي الفنون الدفاعية حتى يتقن لكمة أو ركلة يجب إعادة الحركة أكثر من مره حتى يعتاد الجسم عليها فتصبح في النزالات أو قتال الشوارع أمرا لا يحتاج إلى تذكر اللكمة أو الركلة أو الحركة للهجوم على الخصم لأن الجسم اعتاد على ردة الفعل ، وقس على ذلك باقي الرياضات .

في المهن والحرف مع تكرار الحرفة المعينة لمدة زمنية معينة يطلق على صاحب  المهنة خبير لاعتياده على ذلك لأكثر من مرة مع الوقت أصبحت عادة ، ونلاحظها مع محترفي الكتابة على برنامج النصوص ( الوورد ) تجد الكاتب يعرف مكان الحروف على لوحة المفاتيح ويضغط عليها بدون النظر لها وبسرعة عجيبة ينتهي من كتابة النصوص في ثواني قليلة .

إذن مما سبق يتضح أن التكرار في كل شئ (طبعا بدون أخطاء) ، تصبح عادة مع العادة يتحول إلى شئ من الصعب نسيانه أو تركه ، نرى ذلك كثيرا في العلماء فالعالم بحفظه للآيات والأحاديث والمتن وغيرها لم يحصل عليها إلا بالتكرار ، فالكثير منهم كرر الأيات مئات المرات ومنهم من قرأ في أمهات الكتب عشرات المرات سأل الإمام البخاري رحمه الله عن سر حفظه وقوة ذاكرته فأجاب بكثرة المطالعة .

العقل عزيزي القارئ مع التكرار تصبح آلة عجيبة في الحفظ والذكاء والفهم هناك من العلماء والمفكرين من استطاع أن يحفظ من مرة واحدة وتلك الموهبة لم تخلق معه إنما جاءت بكثرة الحفظ فمثلا تجد الواحد منهم كان في بداية حفظه يكرر المحفوظ أكثر من خمسين مرة مع الوقت صارت عشر مرات ثم خمس مرات وأخيرا من مرة واحدة لأن العقل إذا تعود على الحفظ كانت كالعضلة كلما مرنتها ازدادت ضخامة وقوة .

قد تمل من كثرة التكرار فهي عملية مملة في الحقيقة ولكنها سلاح الناجحين فما عليك إلا إضافة نوع من المرح أو قليلا من الراحة بين الفينة والأخرى ، المخترع الشهير توماس أديسون عندما كان يفكر في اختراع المصباح لما يصل إلى المنتج إلا بعد تكرار محاولته لمئات المرات لأنه في كل مرة كان يجد طريقة خاطئة فيستبعدها في المحاولة التالية .

السمنة أمر سئ للكثير من الناس بل هي أم الداء منها ظهرت أمراض خطيرة ومزمنة كالسكري والكلسترول وأمراض القلب وغيرها نجح الكثيرون من المصابين بها بتكرارهم لرياضة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا حتى اعتادت أجسامهم على حرق الدهون ونقصت أوزانهم فحازوا على الصحة وعافية الأبدان .

في قوله تعالى : (والذين جاهدو فينا لنهدينهم سبلنا) ، بكثرة المجاهدة في الطاعة وترك المعصية تفوز بهداية الله لك ، دعائك بالليل والنهار ومناجاة ربك لا خلاف في استجابة الله سبحانه وتعالى لدعائك ، كما قيل : من يكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له .

وأختم بقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : قليل دائم خير من كثير منقطع .