"كن لنفسك كل شيء"، عبارة يعرف معناها الكثير من البشر و لكن يجهلون تطبيقها على انفسهم.. اسأل نفسك، هل انت فعلا لنفسك كل شيء؟..ام انك تتدعي الكمال؟. لقد خلقنا في هذه الدنيا ولدينا ام و اب و اخوة، لم نخترهم بل اختارهم الله لنا..و مع اختلاف الطباع و الصفات فلا اختلاف في حبهم..لكن بعيدا عن العائلة..هناك اشخاص انت من تختار وجودهم في حياتك و قد يختار كل منّا مجموعة من الناس سواء اصدقاء او احباب او او او..و ذلك حسب تناسب الطباع. يبدأ الحب و التعلق و نعتبرهم منّا بل اكثر..و جميعنا يعلم ان بعض هذه العلاقات يشبه الكتاب المفتوح..لا نعلم الى اي سياق يأخذنا و لا كيف تكون نهايته. و مع خوفنا الكبير من غموض هذه العلاقات..الا اننا مستمرين في خوضها. نأمل ان تكون نهاية مطافنا سعيدة مع الشخص الذي اعتبرناه كل شيء و الذي فضلناه على انفسنا مرارا و تكراراً. ولكن عذرا، هل هذا الشخص يستحق كل هذه التضحية؟..فالبعض، بل الأغلب، او جميعهم، عند وصولهم لنهاية المطاف ينسحبوا..و كأن شيء لم يكن!
و تبقى انت..و حيدا، محاط بآمالك المحطمة، بطموحاتك الهاربة..لا ملجأ لك حتى من نفسك!..و من هنا تنطلق فكرة الموت..ليس المقصود موت الجسد..بل موت الروح، موت القلب، و موت كل فكرة و فكرة جعلت من ذاك الراحل كل شيء..و اصبح لا شيء..
تتسائل النفس..هل استحق كل هذا؟..هل اسأت الاختيار؟..هل اخطأت في تصرف ما؟..و تبقى هذه الأسئلة لا جواب لها، ذهبت كا ذهاب من رحل.
لكن سؤالي هو..لما لا نجعل قلوبنا ملكنا ليست ملك من احببنا؟..لماذا لا نكون قادرين على اتاخذ القرارات الأنسب لنا وليست الانسب لهم؟..لماذا نرمي بأنفسنا للهلاك و نعطيهم قلوبنا دمنا قادرين على اسعاد انفسنا و قلوبنا معنا؟..
باختصار..افعل المستحيل لإسعاد نفسك لا غيرك!..نعيش الحياة مررة و ليس الف..كن قادرا على التخلص من الاشخاص الذين قد يتخلصون منك يوما ما..كن حاكماً بعقلك لا بقلبك كي لا تخسر الكثير..كن واثقا بأن الشخص الذي يريدك لذاتك لن يتخلى عنك مهما كانت ظروفه..كن على ثقة اكبر بأنه سايأتي الشخص الذي يستحق منك كل التضحية..كن قادرا على تحمل كل المصاعب دون الحاجة لحبيب مؤقت..كن لنفسك كل شيء.