سافر حتى لا أوجعك أيها المصير المحتوم..سافر وارتحل أو ارحل..اختر ما تشاء فكلي لك معتذرة وأنا لك الكل في الكل متأملة، لو قلتها لك أني متجاهلة لوقفتك البريئة لكنت ظلمتك ولو قلت أنك تصر على عتابي لكنت أنصفتك، ارحل فالرحيل يليق بمن يراقبك ويتابع خطواتك ويحسدك ويغار ولا يتوقف عن التألم من شدة الغل، أسفي على كلمات مزعجة في مقدمة راقية، سامحني فقوة الثأر من كلماتي لا تجعلني أضبط ميزان الشكل للحروف، سافر واترك الأشياء كما هي فرب ضارة نافعة ،ورب مسلية هي قاضية، لا تأتمن السيف في حده، فقد لانت الأنامل دما في كثير من المناسبات لما مازح الجد الهزل قال كلمته في لمسات ظننتها عادية لكنها كانت من ذهب غادرة، سافر واترك آثار العقيدة المولعة اللامعة فوق كتبي ، بعثرتها دون أن أقرئها، ليس لضيق الوقت بل لأن فكري كان مشتتا ،متفرقا مولعا بالحكاية، وأي حكاية ،انها حكاية الصراع الأبدي بين الخير والشر، بين الجمال وسوء الأخلاق، بين عثرة الضمير النائم وصحوة العقل الراجح، تخبطت بين كل هؤلاء علني أجد لي مقاما يستحق مني الجلوس دون توتر أو حياء من لملمة الفجر القاطعة لاستسلامي للأمان، سافر أو ارحل لكن لحظة لم تسألني ان كان هناك فرق بين أن تسافر أو أن ترحل، لا أعرف صدقا ربما في الأولى قناعة وفي الثانية اضطرار ،وما وزني أنا ان كان السفر والارتحال شعار غث من المتناقضات للرأي ، هل لصفة الثبات ظهور واضح أم أنها تبدو خفية حتى يجملها الله بالحقيقة التامة والكاملة ثم أخيرا ان صح الربط بين ثم وأخيرا :
هل بقيت حقيقة لم يمرر عليها الأشهاد لمساتهم من ذهب؟ لا تبحث عن وصف الذهب واسأل كيالهو لا تأتمن كل ما كان لامعا كالذهب فلطالما تلونت الحرباء بين العشب اخضرا بعد أن اصفرت الحسابات على حين غرة.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية