الكَلِمة تفعل! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكَلِمة تفعل!

  نشر في 01 يونيو 2019 .


لا أدري من قال " راقب أقوالَكَ لأنَّها سَتُصبِح أفعالًا" ولكنِّي أؤمنُ بالمقولة إيمانًا تامًّا، هل بِوسعِ الكلمات أن تقوم بدورِ الأفعال؟

الكلمات يمكنها أن تُشرِّقك أو تغرِّبُك، الكلمات ترفعك عاليًا فوق الأفق وتارةً تهوي بك إلى مكانٍ سحيق لربَّما إلى أعماق البحار حيث لا تَجِدُ سواكَ أحدًا، أحيانًا تأخذ بيدك فترقى بك، وأحيانًا تدفعُك للخلفِ إلى حيثُ لا قيمةَ لك!

أحيانًا تذبحُك دون صوت، وتدفنُك دون مقبرةٍ أو جنازة ، ودون محكمةٍ جنائيةٍ عادلة، كلمة واحدة كفيلة بأن ترديكَ قتيلًا، تخيَّل كلمة واحدة! ، في المقابل قد تجعلك مجرمًا، وهي نفسَها الكلمة التي يمكنها جعلِك لا تتوقف عن التفكير بها لمئةِ سنة.

ألهذا الحد للكلمات سلطانٌ علينا؟ أم أننا نعطيها الكثير من الإهتمام حتى بتنا نضعهُا مقام الفعل ونحسب لها ألف حساب.

اسمع ما يُقال لك، فإنَّما نحن نقول لِنُسمَع!

ولكن في المقابل اعرف كيف تُنزِل الكلام في منازلِه الصحيحة دون مبالغةً أو إهمال، أحيانًا ينقدُ أحدهم سلوكًا فيك لا لشيء سوى لتتحسَّن، فاعرف يا صاح كيف تستغلُّ الكلمات التي تسمعها، فإن لم تكُن قائلها كن قائدها واعرف كيف تحرِّكها داخلك بناءً على الذي ينفعُك، وهنا أذكر قِصة الحافظ ابن حجر طرده معلِّمُه يومًا من حلقةِ التحفيظ بحُجَّةِ أنه لا يستطيع الحفظ! وخرجَ هائمًا على وجهِه حزينًا وكأنَّ همومَ الدُّنيا طُرِحَت على صدره، لكن لم يتوقف بل أصرَّ على الحفظ حتى أصبح إمام المحدثين في عصرِه، وقدوة لنا في عصرِنا.

وهذا الفاروق عُمر يقرأُ بضعَ آياتٍ من سورة طه فيؤمن، نعم الكلمة تجعلُك تؤمن أو تزعزع سلطانَ الإيمانِ في قلبِك!

وبالطَّبعِ لكلٍّ منَّا قِصَّتُه الخاصة مع الكلمات، وتأثيرها عليه، أنا شخصيًّا ما كنتُ لُأحبَّ الكتابة بهذه الطريقة لو لم تكتُب معلمتي يومًا على إحدى التعابير الكتابيَّة في مذكرتي " يستحقُّ القراءة والنَّشر " فكأنَّ الكلمة جاءت كالحجارة حركَّت الماء الراكد في عقلِي واستثارت همَّتي ويكأنِّي أراها كالسَّهمِ أصاب موضِعَ الإبداع في قلبِي ففجَّره.

يا صاح! زِن كلامَك قبل التفوه به فالكلمة إذا خرجت لن تعود، وأَنزل كلامَ الآخرين مَنزِلَه الصحيح تسلم.


  • 15

  • ماريَّة
    أنا كالغيث، تعشَقُني دروبي، صفات الغيثِ تُشبِهُها صفاتي
   نشر في 01 يونيو 2019 .

التعليقات

لمى منذ 5 سنة
جميل جدًا، أحببت التعبيرات المجازية التي عبرت عن المعنى المقصود بشكل له وقعه الجميل على النفوس...
وأقول: لو أننا نَزِنِ الكلام جيّدًا في كل مرة، وننتقي الألفاظ كما ننتقي الضروريات من البدائل؛ كأن نحاول ألا نبالغ في نقد المسيء إلينا، ونرفع المُحسن لمنزلته اللائقة به بكلمات مناسبة، أجزم بأننا سنجني الكثير والكثير من الخيرات، فننال بذلك حتمًا عظيم المسرات، الله يعينا على مجاهدة أنفسنا ومن هم حولنا.
كل التوفيق لكِ عزيزتي.
2
ماريَّة
أصبتِ وفَّقكِ الله وسدَّد خطاكِ عزيزتي لمى
Menna Mohamed منذ 5 سنة
اوافقك تمامآ بعض الكلمات تخرج من السنة روادها كخناجر مسمومة تصب في جبين غيرهم فتقع الكلمة مربط الحزن في القلب و تكن في انفسهم المآ شكرا علي مقالك المميز ادام الله قلمك عزيزتي مارية
1
ماريَّة
أصبتِ، جزاكِ اللهُ خيرًا، يحفَظُكِ المولى
Menna Mohamed
و جزاكم الجنة وياكم
Samah abd el kader منذ 5 سنة
زن كلماتك قبل التفوه به فالكلمة إذا خرجت لن تعود ‘ تلك القاعدة القليل من يدركها ‘ الكلمة قد تكون سبب في الارتقاء بك ‘ أو إنزلاقك نحو القاع ‘ كما أخبرنا الكاتب أدهم الشرقاوي " الكلمات سيوف قاطعة فلا تستخدمها دون حذر فالكلمة السيئة قد تهدم جسورآ بينك وبين من حولك وقد تبني الكلمة أجمل العلاقات "
‘ وللاسف أصبح إستخدامنا للكلمة الصحيحة شحيحة ونادرة وخاصة في هذا الزمن الذي لايعترف بقيمته .
2
ماريَّة
أصبتِ عزيزتي، يحفَظُكِ الله

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا