قسطنطين زريق - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قسطنطين زريق

بحث منهج تاريخي

  نشر في 18 غشت 2023 .

الاهداء

اهدي هذا البحث الى استاذي العزيز د- جواد مطر الموسوي واشكر ولدي والدتي لتحملهم اتعاب اكمال دراستي ولكم الشكر و التقدير

الاية القرانية

بسم الله الرحمن الرحيم

(وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم)

صدق الله العظيم

سورة الانعام اية (165)

المقدمة

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم,اذكر بالبحث عن تلخيص كتاب نحن والتاريخ للكاتب قسطنطين زريق , وهدف البحث تلخيص فكرة الكتاب ,ويقسم البحث الى مبحثين والمبحث الاول حياة و مؤلفاته والمبحث الثاني يقسم فصول الكتاب الى عشرة فصول ولاحظت صعوبة بعدم الالمام بفلسفة التأريخ ومعانيه.

وفي الختام اشكر استاذنا الجليل د. جواد الموسوي لما قدمه من ارشادات ومساعدة خلال عملي.

المبحث الاول

اولا : من هو قسطنطين زريق ؟

قسطنطين زريق(1909-2000) مؤرخ سوري واحد ابرز دعاة القومية العربية اطلق عليه أكثر من لقب بينها : شيخ المؤرخين العرب المرُبّي النموذجي , مُرشد الوحدَويّين , داعية العقلانية في الفكر العربي الحديث.

ولد 18 أبرايل 1909من دمشق وتوفي 11أغسطس 2000 عمره 91سنة في بيروت , ولد في القمرية ؛ احد احياء دمشق العتيقة , وكان ينتمي الى الطائفة الارثوذكسية وفي مدارسها تلقى تعليمه الابتدائي و الثانوي , ثم التحق زريق بالجامعة الامريكية في بيروت كدارس للرياضيات ثم حول مجال دراسته الى التأريخ حيث نال درجة البكاليوريوس الاداب عام 1928 , سافر بعدها الى الولايات المتحدة ملتحقا بجامعاتها حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة شيكاغو عام 1928 ثم الدكتواره عام 1930 من جامعة برنستون .

عاد زريق بعد تخرجه الى الجامعة الامريكية في بيروت وترقى في درجاتها حيث درَّس كأستاذً مساعد ثم استاذ عام 1942 , ثم نائبا للرئيس عام 1952 , ورئيسًا بالوكالة بين الاعوام 1954 و 1957 , ورئيسًا . كما درَّس في جامعة دمشق وفي جامعتي كولومبيا وجورج تاون في الولايات المتحدة كأستاذ زائر .

التحق لفترة بالسلك الدبلوماسي السوري بعد الحرب العالمية الثانية حيث خدم كمستشار أول , ثم كوزير مفوض في المفوضية السورية بواشنطن وكان خلال ذلك عضواً مناوباً في مجلس الأمن في الفترة بين عاميين 1945و 1947.

ثانياً : مؤلفاته :-

خلف الدكتور زريق مجموعة من المؤلفات البارزة أهمها (( الوعي القومي )) , (( معنى النكبة)) , (( أي غدٍ ! )) , (( نحن والتاريخ )) , (( هذا العصر المتفجر )) , (( في معركة الحضارة )) , (( نحن و المستقبل )) , (( الكتاب الأحمر )) الذي كتبه في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي والذي اعتبر آنذاك وميثاقاً للقومية العربية.

المبحث الثاني

تلخيص كتاب نحن و التاريخ لقسطنيطن زريق

اولاً : لماذا التاريخ :-

هنالك عدة معاني للتأريخ منها الانكليزي و العربي بالانكليزي يقسم ثلاثة معاني تطلق تارة على الماضي البشري ذاته , و تارة على الجهد المبذول لمعرفة ذلك ورواية اخباره و تاره العلم المعروف والمعنى بهذا الموضوع , اضطر هيجل الى ان يعود الى اللاتينية ليميز بين – historia rerum gestarum , resgestae ولكن العادة الجارية ظلت غالبة , ولايزال هذا اللبس قائماً , ولعله وناشىء عن شعور اصيل في الانسان بالارتباط الدقيق بين معرفة الماضي والماضي ذاته . اما في العربية استخدم لفظ التأريخ (( بالهمز )) على دراسة الماضي و (( التاريخ )) (بألاف اللينة ) على الماضي ذاته الذي هو موضوع الدراسة , يتكلم عن الاضطراب الشامل يهدد الانسانية بااخطار لم تعرفها من قبل وبكوارث لم تكن تتصورها فالانسان نتاج الماضي وتعطى بالتراث تميزها , وقد لاحظ المفكر الروسي نقولا بردايف , كما لاحظ سواه من المفكرين المحدثين , ان عهود النكبات في التاريخ الانساني كانت دائماً حافزة الى التفكير في الماضي و في المصير , ومثيرة للاهتمام في تفسير التاريخ و تحليله , فـأغسطينوس الذي عاصر نكبة من اعظم النكبات _ وهي تداعي العالم القديم و سقوط روما _ وضع اول مذهب شامل في تحليل التاريخ كان له اثر عظيم في المذاهب التي تلته . وكذلك كان عصر الثورة الفرنسية والحروب النابوليونية خصباً في ما اثمره من محاولات لتفهم التطور التأريخي ولا ستكناه جوهره ومعناه.

ثانياً : موقفنا من الماضي :-

ان هذه التيارات العربية قدماً و حديثاً هو التيار التقليدي و هو ينبع من المصادر القرون الماضية الوسطى يتميز بهذه الاتجاهات التأريخية التالية .

1- لا يزال تاريخنا في عرق السائرين في هذا التيار هو تاريخ (( الأمة )) الاسلامية كما ان مجرى التاريخ الاسلامي هو عندهم المجرى الرئيسي في التاريخ العالمي , يكاد يكون اهتمامهم مقصورا عليه . و احياء امجادها لتعيد رسالتها الماضية الحافلة بالعز والعطاء .

2- تحليل الاحداث تحليل الهي فدوافع التاريخ ليست , ان مشيئة الهية و قوانيين سماوية وحياة الافراد و الشعوب على هذه البسيطة ليست مقدمة للحياة الحقيقية حياة السعادة الدائمة او الشقاء الدائم في العالم الآخر .

3- هو الركون الى الاتجاه السائد عند أصحاب عند أصحاب هذا الموقف هو التصديق و الركون الى اخبار السلف ان أصحاب الموقف التقليدي لا تعتمد على مصادر التأريخ والاسلوب العلمي ضمن حدود معينية لم تطلع على أساليب التحقيق التأريخي التي استنبطت في القرون الثلاثة الاخيرة ؛ وان الفكر المسيحي يتشابة مع الفكر الاسلامي في المجتمع العربي و هم اقلية بانسبة الى مجموع المسيحيين اما التيار الثاني فهو متضخم يزداد يوما بعد يوم سعة مجرى وقوة اندفاع هو التيار القومي مفاهيم بوحدة الأمة من وحدة لغتها و تقاليدها ومصالحها وآمالها و الامها ونظم تتجلى فيها ارادة تمتين الكيان القومي .

هنالك التيار الماركسي و الفلسفة التأريخية المادية انه تيار ينبع من العالم الشيوعي يمثل طبقتين الاولى رجعية تقف بوجه التاريخ ولا تتمكن الطبقة الجديدة عادة من التغلب الا بالثورة _ الثورة التي قد تتأخر او تعاق فالتاريخ صراع طبقات تفوز به الطبقة التي تنسجم مع تطور وسائل الانتاج و العلاقات الاقتصادية الناشئة عنها و هنالك تيار رابع هو التيار العلمي الذي يتكون تدريجياً بفعل المدنية الحديثة و اقتباسنا عقليتها يتوجه هذا المجرى الى الماضي دون فكرة مسبقة او فلسفة مفروضة ويحاول استعادة الماضي من اصوله اي من آثاره المادية و الادبية فيقبل على هذه الآثار ليستخرج نصوصها واشكالها الاولى ثم يستنطقها ويحقق في رواياتها وكان جذوره عند المؤرخين العرب القدماء هي عقلية القرون الوسطى فلما احدثت ثورة العقل في مطلع العصر الحديث و اخذت هذه الثورة تتكامل و تتسع وتكون في القرون الثلاثة الاخيرة تقليد علمي متراكم وتيار متضخم هو التيار الغالب في دوائر العلماء المؤرخيين في الغرب .

ثالثاً : ما هية التأريخ و الغرض منه

ان التأريخ (( السعي لادراك الماضي البشري واحيائه )) هو التعريف المؤجز يتضمن لب المطلوب , ان التأريخ ينصب على الماضي , ان الحياة في سيرها وحدة متكاملة , ان المواقف المتخذة من الماضي تتأثر بمعتقدات الحاضر وآمال المستقبل , ان التأريخ لا يرتد عن اي حقل من حقول الانتاج البشري بل يطمع الى ولوجها جميعاً والى تتبع التغيرات التي طرأت عليها والمراحل المتتابعة , فنلاحظ ان كل عالم او اديب او فنان لا غنى له في عمله او فنه من اخذ الماضي بعين الاعتبار والتأثر به الى حد قريب أو بعيد , فالتاريخ هو اذن , منساب في شتى العلوم والآداب مرتبط بها متفاعل واياها ولكنه يتميز عنها من حيث انصبابه على الماضي بالذات , بينما هي تتجه الى اغراض وغايات اخرى .

ولكن ما هو هذا الماضي الذي يكون موضوع التأريخ ؟ يوسع البعض نطاق هذا العلم حتى يجعلوه يشمل جميع انواع الاحداث , عندما يكون تغيير فثمة تأريخ , والتغيير يتناول كل مظهر من مظاهر الطبيعة و الانسان , فالتأريخ يعني بالماضي البشري من جميع وجوهه , لا يهمل منها شيئاً و لا يرتد عن شيء , لقد كان الناس فيما مضى _ المؤرخون في مقدمتهم _يوجهون عنايتهم الى الوقائع الحربية والتقلبات السياسية ويعتبرونها لب الماضي وجوهره الحري . بالاعتبار يشمل الحياة البشرية بجميع مظاهرها ان التأريخ يسعى الى (( ادراك)) الماضي البشري , والادراك هو غير التوهم او التخيل او التصور, سواء كان هذا او ذاك عن وعي ام غير وعي فالشعوب البدائية حيث يغلب الوهم على العقل , و الخيال على النقد , و التصور على التحقيق , تتناقل احداث ماضيها مضخمة صاخبة مفعمة بالبطولات _ بطولات الآلهه وبطولات البشر _ فتروي الخرافات وتنشد الملاحم ولاتلتزم الواقع كما حدث فعلا وقد بقى هذا العنصر الوهمي او الخيالي ملتصقا بالمجهود التأريخي الى ان انظم علم التأريخ الحديث في القرن الماضي فومجابهة الماضي با اجهزة النقد و التحقيق التي تتميز بها المعرفة العلمية هناك الاتجاه (( الفرضي )) الذي نجده عندها جميعاً نميزه اخلالا بالتأريخ و صرفاً له عن غايته الاصلية هناك فرقاً صريحا بين التمسك بهذه المعتقدات تمسكا يؤدي الى فرضها على الاحداث , ان الذي يدفع اي علم _ مهما يكن موضوعه هو كشف الحقيقة , التزام العلم لهذا الغرض قد طبع التقليد العلمي المتراكم خلال العصور وكان من اهم اسباب تقدمه وارتقائه , والتأريخ الذي نصفه هنا جزء من هذا التقليد , من هذا الناحية , علم , والادراك الذي ينشده ادراك علمي .

رابعاً : صناعة التأريخ

نعني بالصناعة هنا ما يعني في اللغات الغربية ب (( التكنيك )) , اي الجهد المنصرف الى غاية معينة و المنضبط بقواعد حققها بالاخيار تكفل بلوغه تلك الغاية عن اسلم الطرق واضمنها وافرها نتاجاً .

هذه الصناعة تعرف في الغرب بمثودلوجية التأريخ . و قد دعاها الدكتور اسد رستم في اول كتاب ألفّ في هذا الموضوع في اللغة العربية (( مصطلح الحديث )) , جرياً على التسمية التي اطلقها العلماء المسلمون على علم (( مصطلح الحديث )) , و لقد اصاب الدكتور رستم اذ اتجه في بحثه هذا الاتجاه وربط بين مبادىء الصناعة التأريخية الحديثة و مبادىء (( مصطلح الحديث )) , تمر عدة مراحل هي النقد و التحقيق و الاستنتاج هي استخراج حقيقة الماضي بجزئياتها وكليتها و هي مراحل علمية في جوهرها كي يبيبن المقصود من الصناعة التأريخية , ويظهر فعلها في استعادة الماضي , واثرها في الموقف الذي نتخذه منه (1)

تفرض الصناعة التأريخية ان يكون المؤرخ قد اختار حقبة من حقب الماضي او ناحية من نواحيه لدراستها وجلاء غامضها .

خامساً : فضائل الصناعة التأريخية

اهم متطلبات الصناعة التأريخية هو الاسلوب , او الطريق التي تتبعها للوصول الى الحقيقة فلولا هذا الاسلوب في التحقيق و الاختبار و الاستنتاج و الاستقراء بالاسلوب العلمي . و الجد و المثابرة فالباحث المنتج هو الذي يروض نفسه على الجد والجلد والعمل الشاق المستديم , و على الابتعاد على الجبلة والضوضاء , وعلى الصبر على ما يبحثه البحث احيانا في النفس من شعور بالوحشة و الفردية و اخطأ من ظن ان العامل الاول في الانتاج العلمي هو الحذف و الذكاء , ان الانسان ميال بفطرته الى التصديق وهكذا كان في عهوده الاولى قبل ان ينشأ العلم وتقوى اصوله. فعندما يقل تقدير مجتمع من المجتمعات لهذه الثمرة او ضعف اهتمامه بها او تراضي سعيه في سبيلها , جفت اسرع جفاف و سقطت و ضاعت , ان النقد ركن اساسي من اركان اي جهد علمي , ان العلم بجوهره , علم نقلي , لا يتسع فيه مجال الاختيار هذا السبب الاول اما السبب الثاني ان موضوع يتأثر اكثر مما تتأثر مواضيع علوم اخرى , لا سيما الطبيعة منها بالاهواء الفردية و النزاعات الاجتماعية التي تتسرب اليه من كل ناحية و تفعل فعلها فيه قوياً منتشراً . اما السبب الثالث ان بعض هذه الوثائق الماضية تكتسب على مر الزمن حرمة و قداسة تبعدانها عن ميدان النظر العقلي , فالتأريخ فالاتهام اصل و مبدأ فالمؤرخ , وهو من أشد العلماء تعرضاً للاهواء و النزعات , بأن يحرص على هذا الاتزان و هذا الاتزان , يتطلب ميزة اخرى ويصاحبها هي الدقة و الامانة في النقل , و الدقة في التفكير , و الدقة في التعبير و هناك ميزة التجرد انها ميزة مطلوبة في كل علم مفروضة على كل باحث , ومن الفضائل هي محبة الحقيقة لولاها لم يكن ثمة علم او تقليد علمي , اما الغرض في مجتمعنا هو الغرض هو الغرض القومي الذي ينشد من التأريخ بعث الامجاد الماضية و تركيز اصول الأمة فافضائل الصناعة التأريخية هي الحق هو الشرط لاي بحث علمي و الصبر و الجد و تحمل النصب في جمع الوثائق و اثبات صحتها و استخراج الاحكام منها تتطلب مجاهدة النفس مجاهدة عنيفة مستمرة وترويضها على سلوك الطريق الضيقه واداء الثمن الباهظ و تجنب الشهرة الرخيصة اما الدقة عقلية قائمة على الامانة للاصل و المرجع , والامانة للفكر , و الامانة في التعبير.

سادساً : التفكير التأريخي

ان الصناعة التأريخية هو يهدف الى بلوغ غاية معينة يلاحظ امريين اولهما انه التكنيك هو نفسه نتيجة لنوع معين من التفكير ولا يمكن ان يقتبس او يحقق الا يقدر ما يتحقق هذا التفكير و يكتمل و ثانيهما انه لا يستوعب معنى المدينة او الحضارة , طغيان التكنيك عليها او سيطرة الوسيلة على الغاية , والاداة التي استنبطها الانسان على كيانه ذاته . عرف العلماء حق المعرفة يستطيع ان يميز من حذف الصناعة العلمية ان كثيرين من الناس يدرسون التأريخ و يدرسونه بشكل مجرد فيسلبونه له و محتواه , انهم يرددون سنوات واسماء واحداثا دون ان ينفذوا الى الحياة البشرية التي تنساب فيها , فالتاريخ عندهم هو ادراك المجتمعات او الطبقات او الامم او الحضارات الماضية في علاقاتها بعضها ببعض . فيما يعدونه الوحده الاجتماعية – أما التفكير التأريخي فهو يضم الى هذه الميزات ميزة اخرى ينفرد بها و هو انه لا يكتفي بوضع الاحداث في حيزها الاجتماعي بل يتناولها في حيزها الزمني ايضا , انه يعي الزمن و بعداً رابعاً ووضعها في حيزها الزماني و المكاني معاً. ان التفكير التأريخي بفضل انصبابه على تتبع التغيير و التطور اكثر منهما وادق ادراكاً لكثير من الالتجاهات الفردية و الاجتماعية في الماضي , وهذا ما دفع المؤرخ الالماني مينكه (meinecke) الى ان يدعو هذه النظرة الجديدة التي اخذت تعرف ب historicism (( اعظم ثورة روحية عرفها الفكر الغربي )) . ان كل حضارة تنشأ و تزدهر ثم تنحط و تندثر بحسب قوانين معينة لا هرب لنا منها ولا نجاة تجعل القوة المسيرة المحتمة قوة علوية واخرى تؤمن بالقوى الانتاجية و العلاقات الاقتصادية , فالتفكير التأريخي يتبين تنوع هذه العوامل واختلافها فمنها ما هو ناشيء عن محيط الانسان الطبيعي منها ما مصدره طبيعية الانسانية ذاتها او منها ما يرجع الى العلاقات القائمة في مجتمعة او بين مجتمعه و المجتمعات الاخرى .

سابعاً : التحليل و الحكم

ماهو التحليل التأريخي ؟ انه محاولة استكشاف علة الاحداث الماضية او عللها . انه الاجابة عن السؤال : لماذا ؟ لماذا وقعت حادثة ما , او لماذا اتخذت شكلها المعين ؟ و بالمعنى الواسع الذي يقصد اليه ب (( تحليل التأريخ )) : لماذا حدث التاريخ كما حدث , و اتخذ الشكل الذي يتراءى لنا به ؟.

في القوى التي تسير التأريخ : ففي فجر الانسانية توجهت النفس الى الآلهة او الارواح وراء مظاهر الطبيعة , ثم جاء الانبياء فبشروا بالله الواحد , خالق الانسان و مبدعه , و في العصر الحديث قوي الايمان بالعلم و بالاختيار و اخذ الناس يتطلعون الى العوامل الطبيعة و الاجتماعية المؤثرة في الحياة الانسانية . و منهم من مال الى اثر العقل في مجابهة الطبيعة و في الكشف عن المجهول و منهم من تعلق بالمادة المتحركة المتطورة و بالعلاقات الاقتصادية , ومنهم من جعل محور التأريخ ودافعه الابطال البارزين و القادة المبدعين , هناك عوامل اخرى , هناك فريق من المؤرخين الذين ضاقوا ذرعاً بالتحليلات القائمة على الخيال او غير المستندة الى الاختبار او الى التحقيق العلمي المنضبط , الذين انصبوا انصباباً تاماً على (( الصناعة التأريخية))

ان التأريخ بنظرهم لا يتعدى اثبات الحقائق الماضية وربطها وتسجيلها , اما تعليل هذه الحقائق , او استخراج العامل او العوامل الفاعلة فيها , او استنباط القوانين التي تسيرها , فهذا امر غير ممكن , فهذه ليست وظيفة المؤرخ . فالسبب تعليله للماضي سواء أكان يعي هذه الحقيقة ام لا يعيها , وسواء أكان تعليله و فلسفته منتظمين واضحين او خفيين منبيثن في طيات تفكيره و في اتجاهاته العامة , اما السبب الثاني هو الحاجة التي نشعر بها الى اختيار بعض الحوادث الماضية دون بعض او ايلائها قسطاً من العناية والاهتمام اعظم مما نولي سواها , ان الخطأ كل الخطأ هو في تجاهل هذا الواقع , والانقياد الاعمى لتعليل معين , او في المحاولة الواعية او غير الواعية , لتطبيق الواقع على التعليل او سكبه في قالبه وهذا اما حدث و يحدث لاكثر التعليلات التأريخية و ما يدفع الكثير من المؤرخين اليوم لان يشكوا بها و يقصر عملهم على تسجيل الماضي فحسب و هناك النزعة الثانية التي غلبت في الاعصر الاخيرة بعد تقدم الذي احرزته الصناعة التأريخية في القرن الماضي.

ثامناً : الثقافة التأريخية

ان هذا العمل يكسب المرء نوعاً معيناً من الثقافة , ان هذه الثقافة , ولندعها (( الثقافة التأريخية )) – هي خلاصة ما يجني الانسان من جهده في استكشاف الماضي , تكييف نظرته و تعيين اتجاهه بالنسبة الى الحياة بكاملها , ماضياً و حاضراً ومستقبلا و هي ككل ثقافة من معارف متنوعة بل من معرفة واحدة متماسكة أما العنصر الثاني من عناصر هذه الثقافة فهو ملكات عقلية تتولد في خلال الجهاد لاكتساب هذه المعرفة , و ضوابط تضمن سلامتها و دوافع لاستمرار نموها و ازديادها وتوسعها و تتصل هذه الملكات بالعنصر الثالث الذي تتألف منه الثقافة التأريخية و هو البواعث النفسية و الفضائل الخلقية , ولكن هذه التأريخية التي يتميز بها الانسان لا تستوعب طبيعة بكاملها انه يذكر الماضي , ولكنه ايضاً يعيش الحاضر و يخطط للمستقبل و لعل (( حاضريته )) و (( مستقبيليته )) ليستا اقل خطراً من (( تاريخيته )) بل لعلهما أشد تعبيراً من انسانيته واقوى اثراً في مجهوده و حياته .

هو ان الثقافة التأريخية توسع اختبار الانسان و تعمقه , و يعتقد البعض ان للثقافة التأريخية فائدة عملية مباشرة , استناداً الى القول المردد : (( ان التأريخ يعيد نفسه )) , ويتوهمون ان من اطلع على التأريخ و عرف كيف وقع حادث من الأحداث استطاع ان يتنبأ بحدوثه مجدداً في الحاضر او المستقبل و تهيأ له و علم نتائجه وأدرك طرق معالجتها , لاننا لا نعتقد بعودة التاريخ , و تكرار الأحداث كما و قعت تماماً . فالحياة تتبدل و تتطور , و كل حدث جديد يؤثر فيها ويكيفها بعض التكييف , فيجب ان تبثت في انفسنا الحرمة للاجيال التي سبقتنا فنحفظ لها كرامتها و نقرلها بفضلها , فهي اشد وجوباً نحو الماضي الذي يتصل بنا ويربطنا بجتمعنا او امتنا , ان الثقافة التأريخية المحترمة للماضي فعل تركيز وتوطيد و تأصيل .

اما عندما نعمد الى نقد الماضي فانها أداة اطلاق و تحرير , انها تحررنا من سطوة الجهل ومن غرور الوهم و التواكل وتهيب بنا الى تحري الحقيقة مهما يكن طلبها شاقاً و تكاليفها عسيرة , لا يعتقدن احد ان التركيز عملان متناقضان ينفي احدهما الآخر ويزيل اثره , وان الاول يشيد روابط النفس والثاني يحلها , وان ما ينتجه الاول من تثبيت و توطيد ينقضه ما في الثاني من انطلاق وانعتاق انها على العكس , عملان متكاملان يقوي احدهما ألآخر و ينميه . ولئن بينهما تناقض وصراع داخلي هو التجاذب و التنافر هو عامل من عوامل النمو و الاغتناء و الخصب.

تاسعاً : صنع التأريخ

ان الانسان هو , من بين المخلوقات كلها , الكائن الذي يحس بالمشكلات التي تجببه وينهض لمعالجتها , ويرى الامكانات التي تنفسخ من خلالها و يختار بينها , يقهر ضعفه و يجاهد الطبيعة والنفس بل هما مترابطين متفاعلين يستفيد أحدهما من الآخر ويتقوى به ويقويه هناك اربع فئات الاولى الاكتفاء بادراك القوة او القوى المتحكمة و الايمان بها و الاستسلام لها ان هذة الفئة لم تكن فئة مبدعة في التاريخ اما الفئة الثانية فهي تخوض المغامرة بل يؤمنوا بالاختيار و الحرية و القدره الانسانية , و الاقدام بفعل هذا الايمان فلا يتملكهم الغرور ولا يتحكم بهم الخيال , و لا يعتقدون خطأ ان بيدهم القدرة الشاملة أو ان الحياة تخضع لرغائبهم كل الخضوع او عجز الفئة عن الاسهام الخصب في انتاج الحضاري و في التقدم الانساني اما الفئة الثالثة انها تؤمن بالاختيار و تسعى و تجتهد لتتحكم بمجرى التاريخ و لكنها تبذل هذا السعي لايقاف المجرى او اعادته إلى الوراء اولئك هم الرجعيون , فهم يخشوا ان تبديل او تغير خطراً على نعمة و خيراته لنفوذه ومصالحه , ان هذه الفئة تسعى عن عقيدة و ايمان الى ايقاف مجرى التأريخ فحسب بل الى اعادته القهقري لقد سطت على شعورهم و عقولهم صورة عصر ذهبي ماضٍ واعتبروا ان كل ما جاء بعده تدهور و انحطاط , ان الاختيار الذي تتخذه هذه الفئة اختيار خاطىء و اعتزامها إعادة الماضي بصورة و أشكاله يرهق الحياة و يناقض طبيعته .

وهناك فئة رابعة يناقض موقفها السابق تعيش بكل جوارحها و أفكارها في المستقبل الاتي لا في الماضي المنقضي تستهويها صورة عصر ذهبي مقبل لا عصر ذهبي فائت انها ثائرة على الماضي ثورة شاملة جارفة تمثل المستقبيلية المطلقة , صانع التأريخ , الشاعر باختياره و قدرته , العامل على تنمية هذا الاختيار و القدرة في سواه , شاعرا ايضاً بحدوده , يشعر الفرد مهما عظمت صفاته و جل عمله – بانه أصبح على كل شيء قدير , فقد بدأ يسير في طريق الشطط والزلل و بدأ ابداعه ينقلب مضرة و خطراً و في الوقت التي تأخذ اية جماعة أو أمه – مهما تعل منزلتها – في تأليه ذاتها فقد انحرفت عن جادة الصواب و اصبح اثرها يتجه إلى الشر و الفساد بدلا من ان يكون عامل نمو ورقي و رشاد.

عاشراً : نحن و التاريخ

أ‌- وضعنا الحاضر

ان المجتمع العربي هو في طور انبعاث و تحرك يتمخض يقوى عديدة شديدة تدفعه إلى التبدل و التحول الذي كان محذراً مستكيناً بفعل عوامل مختلفة , داخلية و خارجية , ان اية حركة قومية كانت – لا تتحقق و تنجح إلا في مجتمع قد بلغ نوعاً معيناً من التطور و الانسجام و بعبارة موجزة مجملة ان القومية لم تقم في الغرب في مجتمع تسوده أوضاع القرون الوسطى , بل قامت على انقاض هذه الاوضاع , ان القومية تتعارض و الثيوقراطية , و تتطلب أول ما تتطلب أول ما تتطلب – علمانية الدولة .

ب‌- التاريخ العبء و التاريخ الحافز

ان للتأريخ أثران متناقضان , بل لنقل ان التاريخ - تاريخان التاريخ العبء , و التاريخ الحافز , فثمة تاريخ يثقل كاهل صاحبه – فرداً كان أو أمة – و يشيل حيويته , و يضعف همته , و يجعل انتاجه هزيلا سقيما و ثمة تاريخ آخر يحفز و ينشط و يبحث إلى الابداع و التقدم , ان اثر التأريخ – أي تاريخ – ينتج عنه بالذات و عن الموقف المتخذ منه فتواريخ بعض الشعوب أزهى و أنفس و أبلغ روعة من سواها و كذلك المواقف التي تتخذ منها تختلف صحة و فساداً , وقوة و ضعفاً , وتحرراً و عبودية ومن الواضح ان التاريخ ذاته هو لا يتغيير و انه لا يمكن أحداً , مهما يسع أولهما يعظم فعل ان يبدله أو أن يعود فيفك خيوطه لينسجها من جديد اما الموقف المتخذ منه فهو تابع لدرجة الاستعداد و نوع الاهلية وادخر الفرد و القوم من معرفة و خبرة وما اكتسبوه من صفات عقلية داخلية فلكم من تاريخ جليل حافل كان لاهله عامل استكانة و تأخر و كم من تأريخ هزيل مظلم كان لأبنائه مثار نقمة و مبدأ انطلاق لاعمال باهرة مجيدة .

ج- حكمنا في التاريخ

هنا يتبنى ان عملية الحكم في التأريخ تنتهي آخر الامر الى استخراج التراث الايجابي الذي يتضمنه و الى تمييز هذا التراث عن العناصر السلبية الماضية التي اضعفت الابداع و عطلته و أعاقت نمو التراث و امتداد نطاقه و اثره و على هذا فأن كل شعب حي مدعو في كل وقت الى تقسيم و اثره على هذا فأن كل شعب مدعو حي الى تقسيم تأريخه و استخلاص تراثه و عملية التقسيم و الاستخلاص هذه العملية مستمرة و لاتتوقف ولا تنتهي مادام العقل يستمر في طلب الحقيقة .

ففي التراث الانساني العام تنظر الحياة الاجتماعية و العقلية و الادبية و الفنية و الخلقية و الروحية مستخرج منها احوال تراث المجتمع .

الخاتمة

استعرضت المبحث الاول عن حياة قسطنطين زريق و مؤلفاته اما في المبحث الثاني فتم تلخيص فصول كتابه نحن و التأريخ لقسطنطين زريق و منها نستخلص نتائج منها :-

1- نصف فيها لماذا التأريخ ويقسم معاينة عن الجهد و الماضي البشري و على العلم المعروف و ارتبط فكره عن هيجيل فيتكلم عن اخطار التأريخ و يربط بين النكبات و اثره في التطور التأريخي .

2- ونوصف موقفنا من التأريخ بعدة تيارات التقليدي ويصف باالهي أو اخبار السلف و الموقف التقليدي متشابه المسيحية التقليدية مثل الاسلام اما التيار هو التيار القومي الذي يفضله الكاتب الشامل وهناك التيار الماركسي و الفلسفة التأريخية المادية يعتبر صراع طبقات وهناك التيار العلمي هو التيار الحالي القائم عند المؤرخيين الغربيين أو العرب ايضاً.

3- ان ماهية التأريخ و الغرض منه ((السعي لادراك الماضي البشري و احيائه )) يأخذ الحيطة بالعلوم الاخرى كالفن و الادب فهو منساب من مختلف العلوم فهو يعني بالماضي البشري من جميع وجوهه فيهم الادراك و يبتعد عن الخيال و التوهم و الغرض لكشف الحقيقة فهو يكشف ان الادراك علمي .

4- صناعة التأريخ هي التكنيك و قد احب رأي اسد رستم في (( المصطلح التأريخ )) شبهها ب (( مصطلح الحديث )) عند اصل التفسير و يمر بمراحل كالنقد و التحقيق و الاستنتاج ليكشف غموض ناحية من نواحي الماضي التي يراد دراستها .

5- عن فضائل الصناعة التأريخية هو اسلوب في التحقيق و الاختيار و الاستنتاج و الاستقراء بالاسلوب العلمي و الجد و المثابرة يكشف المثابرة افضل من الذكاء في البحث يتأثر بالعلم النقلي و الثاني يتأثر بعلوم الطبيعية اما السبب الثالث بعضها يكتسب قداسة و يجب على المؤرخ الاتزان و الامانة في النقل فهو ينشد الغرض القومي .

6- التفكير التأريخي يقسم الى التكنيك نوع من التفكير و الاستيعاب معنى المدينة او الحضارة يرد به التوصل الى الحياة البشرية ودراستها فقسم عندهم التأريخ هو الطبقات او الامم او الحضارات فيه ميزه اكثر من الميزه الاجتماعية و هي الزمانية و هي الزمان مكانية يعبر ان كل حضارة تزدهر ثم تنحط و تندثر .

7- التحليل و الحكم التأريخي يميلون عن العوامل الطبيعية في التحليل و الاجتماعية و العلاقات الاقتصادية او ابطاله البارزيين و هناك من اتبع الخيال غير المستندة الى الاختيار فيشجع على التحقيق العلمي المنظبط في ((الصناعة التأريخية)) هناك ما يكتب التأريخ دون تحليله و غلبت النزعة بالبحث العلمي اي الصناعة التأريخية .

8- ان الثقافة التأريخية هو ما يجنى من جهده في استكشاف الماضي ماضياً و حاضراً و مستقبلاً فعند الباحث ملكات عقلية و ضوابط وتتصل بالبواعث النفسية و الفضائل الخلقية , و يبين ان التاريخ يعيد نفسه مدولول خاطىء لان تتغير و تتطور الاحوال .

9- ان صنع التأريخ يعتبر الانسان هو صانع التأريخ يختار منها ما يغيير حياته هناك فئات ترضى بالقدر , وهناك من يختار الحرية و القدرة الانسانية فلا يتملكهم الغرور منهم غير منتجين حضاري اما الفئة الثالثة فئة الرجعيون الى الماضي الزاهي و فئة تفكر بستقبل زاهر .

10- نحن و التأريخ يقسم أ- وضعنا الحاضر يكشف عن تغيير المجتمع العربي في التبدل و التحول و الخروج من الاستكانة ويشجع على العلمانية .

ب – يكشف لنا ان بعض الامم مهما عظم تاريخها بقيت في الحضيض و هناك امم لها ماضي ناقم طورت نفسها و خرجت منه .

ج – وحكمنا في التأريخ ينصحنا بااستخراج الماضي الزاهي المجيد و الابتعاد عن الاثار السلبية و أعاقت نمو المجتمع فكل شعب حي يقيم اثره .

المصادر و المراجع العربية و الاجنبية

العربية منها :

1- أسد رستم , مصطلح التأريخ (بيروت ,1939).

2- حسن عثمان , منهج البحث التأريخي ( القاهرة , 1943).

المراجع الاجنبية منها :

Bernheim, Ernst, Lehrbuch der historischen Methode und der Geschichtsphilosophie الذي ظهرت طبعته الاولى عام 1889

Bloch, Marc, Apologie pour l'histoire ou métier d'historien ( paris, 1949) ,tr by P.Putnam, The Historian's Craft (New York, 1954 )

Fling, Fred M ., The Writing of History ( New Haveh, 1920 )

Fortescue, Jone, The Writing of History ( London, 1926)

F. Meinecke , Die Entstehung des Historismus

(ميونيخ , 1936) , م1, ص1

Gottschalk, Louis, Understanding History (New York, 1950)

Halphen, Louis, Introduction a l'histoire ( Paris, 1948 )

J.sibree,the philosophy of history,

ترجمة , (نيويورك , 1900)

Johnson, Allen, The Historian and Historical Evidence (New York, 1926)

Kent, Sherman, Writing History ( New York, 1941 )

Langlois, ch., and ch. Seignobos,Introduction aux eiudes historiques ( Paris, 1898 ), tr. By G.Berry, Introduction to the study of History (New York, 1898 )

Marrou,H.I., De la connaissance historique (paris, 1954)

Nevins, Allen, The Gateway to History (New York, 1938)

Renier, G. J.,History, Its Purpose and Method (London, 1950)

Vincent, John,Historical Research (New York, 1911 )


  • 1

   نشر في 18 غشت 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا